دليلك للغذاء الصحي في رمضان

الدكتورة أمل كفانة: يجب عدم تناول أكثر من 6 تمرات في اليوم لدى مرضى السكري وينصح باستخدام زيت الزيتون غير الساخن

TT

* يستحسن شوي اللحوم وعدم قليها لتقليل الشحوم

* النشويات مثل المعكرونة والمعجنات تتحول في الجسم إلى سكريات

* من الضروري تناول الفواكه والخضروات لتقليل الإمساك واضطرابات الهضم

* بدء الإفطار بالقهوة يؤدي إلى تلف الأعصاب الرياض: سوسن الحميدان زيادة حالات ارتفاع نسبة السكري في الدم أو هبوطه، تواجه الصائمين المصابين بهذا الداء خلال شهر رمضان. كما أنه في أيام الصوم يتزايد الحديث عن السكري وارتباطه بنوعية الغذاء، حيث إن 90 في المائة من حالات ضبط السكري تعود إلى الحمية الغذائية والرياضة والالتزام ببرنامج غذائي لتحديد نوع الطعام والوقت المناسب لتناوله.

ولأهمية هذا الجانب ولكون أن 12 في المائة من سكان السعودية البالغ عددهم 14 مليون نسمة، مصابون بالسكر حاورت «الشرق الأوسط» الدكتورة أمل كفانة اخصائية التغذية في مركز سليمان الحبيب الطبي بالرياض:

* ما هي الأسباب التي تعمل على ارتفاع نسبة السكري في الدم؟

ـ من الطبيعي أن تكون أهم هذه الأسباب زيادة تناول السكريات بشكل كثير إضافة إلى زيادة تناول الدهنيات المطبوخة مثل المقليات أو الحليب والأجبان كاملة الدسم، وزيادة تناول النشويات، وإهمال تناول الخضروات والفواكه والماء، وعدم الانتظام في وقت تناول الوجبة، وعدم ممارسة الرياضة والحركة المنتظمة.

* هل يعني ذلك أن يمتنع مريض السكري عن تناول الحلويات التي تزين بها موائد الإفطار في رمضان كالقطايف والكنافة واللقيمات والتمر؟

ـ الامتناع عنها هو المطلوب، لكن إذا كان لا بد من تناولها فعلى الأقل تقليل الإكثار منها لأن تناول مثل هذه الحلويات يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد فترة قصيرة من تناولها، حوالي 10 دقائق. أما حول التمر فعلى الرغم من مكوناته المفيدة إلا أنه يستحسن التقليل منه بتناول 6 تمرات في اليوم.

* وبالنسبة لتناول الدهون؟

ـ الدهون من المواد التي تتحول في الجسم إلى سكريات وقد يتعرض مريض السكري عند تناولها لارتفاع الكوليسترول مما يساعد على إصابته بأمراض القلب والشرايين، وهناك دهون ضارة وغير ضارة، فالدهون الضارة كالدهون الحيوانية مثل الزبد والسمن، والسمن النباتي والزيوت النباتية والمهدرجة، وهذه إذا استعملت بكميات كبيرة فستشكل وجبة دسمة، لهذا فالمفترض التوقف عن استخدام الدهون الحيوانية في الطبخ لما لها من تأثير مباشر على القلب والشرايين. أما بالنسبة إلى الدهون النباتية فيستحسن استعمال زيت الزيتون لقلة الكوليسترول فيه بشرط عدم تسخينه، ذلك أن تسخين زيت الزيتون عند 60 درجة مئوية يؤدي إلى تأكسده مما يحوله من زيت مفيد إلى زيت ضار كمضار الدهون الحيوانية. لذا لا بد من استعماله بارداً وبكميات قليلة، أما الدهون غير الظاهرة فهي التي تكون داخل اللحوم بأنواعها ومشتقات الألبان كاملة الدسم، وهي دهون لا تراها العين وللتقليل منها لا بد من نزع الظاهرة عليها كالشحم على اللحوم الحمراء والجلد على الدواجن واستخدام طريقة الشواء أو السلق لتجهيزها للأكل. أما بالنسبة إلى اللحم المفروم الذي يفضل أكله في رمضان بحشوه داخل السمبوسة، فمن المستحسن أن يكون مشويا وليست مقليا.

* وكيف يمكن التعامل مع النشويات التي تكثر في موائد رمضان؟

ـ النشويات التي تكثر في موائد رمضان كالمعجنات والجريش والقرصان والمعكرونة والأرز، تتحول في الجسم إلى سكريات تمده بالطاقة، ولا بد من وجودها في الوجبة. لكن بالنسبة إلى مريض السكري عليه أن يعتدل في تناولها وعدم الإكثار منها.

* يلاحظ أن الفواكه يقل الإقبال على تناولها خلال شهر الصوم كيف ترين تأثيرات ذلك؟

ـ هذه الملاحظة هي بالفعل من أكثر الأمور شيوعا بحجة أن التقليل من تناول الفواكه والخضروات ليس لها مكان مع زحمة أكلات رمضان المعروفة، وهذه عادة خاطئة لأن التقليل منها يعمل على عدم مساعدة الجسم على التخلص من المواد الضارة الموجودة فيه، كما أن عدم تناولها يسبب الإمساك الشديد، كما أن من الضروري تناول السلطات في وجبة الإفطار، ويفضل أكل الخضروات من دون تقطيع للحفاظ على توازنها الغذائي، أما الفواكه فإن أنسب الأوقات لتناولها في رمضان بعد الإفطار أو السحور وليس بين الوجبات خصوصا لمريض السكري حتى لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع السكر السريع في الدم.

* هل يمكن اعتبار أن السوائل مثل القهوة والشاي والعصائر بديلا عن الماء؟

ـ هذا تصور خاطئ لأن جميع هذه المشروبات توجد في مكوناتها مواد غذائية صحية وضارة للجسم، أما الماء فيعمل على تنظيف الجسم من المواد الضارة التي تكونت فيه. والتقليل منه في رمضان يسبب الإمساك الشديد وربما يؤدي إلى قصور الكلى، والكمية المطلوب تناولها يوميا هي 10 أكواب.

* البعض يبدأ إفطاره في رمضان بتناول القهوة والتمر والعصائر والحلويات، هل لهذا الأسلوب تأثير سلبي على الصائم؟

ـ جميع هذه المواد تعمل على رفع السكر فيجب البدء بتناول التمر واللبن ثم القهوة، ذلك أن القهوة من المواد المنبهة للجسم وعند البدء في شربها كأول المواد الداخلة في الجسم فإن ذلك يؤدي إلى تنبيه الجهاز الهضمي والجهاز العصبي الذي بدوره يؤثر في الأعصاب وربما يؤدي إلى تلفها، خاصة في الأطراف لمريض السكري وللأشخاص الطبيعيين من خلال الشعور بالتنميل في الأطراف، فخاصية الانتظام في الوجبة مطلوبة حتى تساعد على تنظيم السكر في الدم.

* وبخصوص ممارسة الرياضة؟

ـ مريض السكري لا بد أن يتحرك بصفة دائمة خصوصا بعد ساعة من كل وجبة لأن ذلك يساعد على اتزان السكر في الدم كما أن المشي أو ركوب الدراجة أمران ضروريان.

=