نشرت جامعة اولليفال الترويجية في أوسلو دراسة جديدة أكدت مخاطر الطيران على الدورة الدموية. وهذه الدراسة تعاكس تماما نتائج دراسة أخرى نشرها مجموعة من الباحثين الهولنديين قبل أسبوعين.
وتشير الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة «لانست» البريطانية، إلى أن الطيران وشروطه (الارتفاع، الضغط.. إلخ) تزيد من قابلية الدم على التخثر وتزيد بذلك مخاطر إصابة الإنسان، خصوصاً الطيارين، بالسكتات القلبية والدماغية.
وتوصل العلماء النرويجيون إلى هذه النتيجة بعد أن نجحوا في تقليد ظروف الطيران داخل مختبرات على الأرض. وأجرى الباحثون التجارب داخل غرفة خاصة تم رفع الضغط فيها إلى 760 مليمترا زئبقياً وهذا يطابق الضغط داخل كابينة قيادة الطائرة وهي على ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر.
وشارك في التجارب المجراة داخل «غرفة الضغط» المختبرية 20 رجلا سليما تم تعريضهم إلى الضغط المذكور لمدة عشر دقائق. كما سمح للمشاركين بالتحرك بحرية لا يتمتع بها عادة مسافرو الدرجة الاعتيادية على متن الطائرات.
واخضع 8 رجال من المتطوعين إلى ضغط منخفض طوال 8 ساعات وهذا يعادل فترة الطيران بين هامبورج الألمانية ونيويورك، في حين اشترك المتبقون (12) في تجارب ونشاطات أخرى مختلفة. وكشفت نتائج فحص الدم اللاحقة ما يلي: ارتفع معدل ونشاط هورمون البروثروجين ـ 1 والبروثرومبين ـ 2 بمعدل %250 خلال ساعتين عن المستوى الطبيعي. وارتفعت في الوقت ذاته نسبة الثرومبين على أنتي ثرومبين بمقدار 8.2 نقطة عن المستوى الطبيعي.
وقال بيورن بيندس، رئيس فريق البحث، إن قابلية الدم على التكثف تزداد بفعل ظروف الطيران وتسرع من عملية تجلط الدم. وهذا يعني أن الطيار أكثر عرضة من غيره للإصابة بمختلف الجلطات الدموية. وتزيد حالة الجلوس وقلة الحركة وجفاف الجسم من خطر التخثر، لهذا ينصح بيندس شركات الطيران الدولية بتقديم الإرشادات الطبية الخاصة بهذا الموضوع، إضافة إلى الإجراءات الأمنية الاعتيادية السائدة على متن الطائرات. علما أن لوفتهانزا، الخطوط الجوية الألمانية، أول من بدأ بتقديم النصائح الطبية الكفيلة بتقليل خطر «تخثر الدم» إلى الركاب على طائراتها.
وينصح بيندس أيضا بضرورة توفير أماكن التمدد والحركة للضيوف إضافة إلى تأدية بعض الحركات الرياضية البسيطة أو تبادل الجلوس والوقوف بغية إبعاد شبح الجلطات عن المسافرين. كما ينصح الطبيب بمد الأقدام إلى الأمام والتحرك على رؤوس أصابع القدم عدة مرات (كل نصف ساعة) أثناء الرحلات الطويلة.
ويرى البروفسور بيندس أيضا ضرورة حظر توزيع الكحول والقهوة على المسافرين لأنها تزيد من ظاهرة جفاف الجسد والاستعاضة عنها بالمزيد من المياه المعدنية. وطبيعي يتوجب على المعانين من أمراض تجلط الدم والدورة الدموية مراجعة أطبائهم قبل كل رحلة طيران وتناول بعض المستحضرات المقاومة للتجلط مثل الهبيارين (عند الحاجة) قبل الطيران بفترة مناسبة.
=