دفع الأنسولين تحت الجلد بمساعدة الموجات فوق الصوتية

TT

يعتمد ملايين البشر من المصابين بداء السكري على الانسولين في تحسين صحتهم وحياتهم اليومية، الا ان حقنة الانسولين تبقى مؤلمة ومزعجة خصوصا اذا كان الانسان يستخدمها يومياً. ويقول العلماء الأميركيون الآن إنهم نجحوا في زرق الانسولين تحت جلود الفئران من دون آلام ومضاعفات بمساعدة الموجات فوق الصوتية.

وواقع الحال ان الباحثين يعملون منذ سنوات على تطوير انظمة جديدة لإيصال الانسولين الى جسم الانسان بواسطة الموجات فوق الصوتية، الا ان معظم الانظمة التي استحدثت كانت معقدة وعالية الكلفة. وذكرت الدكتورة نادين باري من جامعة بنسلفانيا انها نجحت مع زملائها في إيصال الانسولين الى مناطق تحت جلود الفئران المختبرية وفق نظام بسيط ورخيص وخال من المضاعفات يستخدم الموجات فوق الصوتية بتردد معين.

ويعتمد النظام الجديد الذي ابتكرته باري على جهاز صغير يستخدم أربعة محولات للإشارات الصوتية تربط بشكل متواز. وذكر الباحثون امام مؤتمر «الموجات فوق الصوتية» في ميونخ، ان طول قطر الجهاز لا يزيد على 3 سنتيمترات ولا يزيد وزنه على 22 غم، واستخدمت باري وزملاؤها الموجات فوق الصوتية بتردد 20 كيلوهيرتز ولمدة 200 ميلي ثانية مرة كل ثانية.

واكد الباحثون امام المؤتمر ان التجارب على الفئران المختبرية المصابة بداء السكري قد نجحت بشكل واضح، وتمكن الباحثون من خلال الموجات الصوتية في إيصال الانسولين الى «خزان» صغير تحت الجلد في منطقة البطن، وطبيعي فإن الانسولين قد تسلل من تحت الجلد إلى الدم وعمل على خفض مستوى السكر في دماء الفئران.

ويقول الباحثون إنهم قسموا الفئران الى مجموعتين بهدف المقارنة وعالجوا فئران مجموعة واحدة فقط بواسطة نظام زرق الانسولين تحت الجلد بواسطة الموجات فوق الصوتية. وتمت معالجة فئران المجموعة الأولى من خلال قوة 100 ميلي واط لكل سنتيمتر مربع من الجلد طوال ساعة ونصف الساعة، كما حرص الأطباء على قياس مستوى الغلوكوز في دماء الفئران كل نصف ساعة.

وكشفت نتائج الفحوصات ان مستوى الغلوكوز في دماء الفئران التي عولجت بزرق الانسولين بمساعدة الموجات فوق الصوتية قد انخفض بشكل ظاهر عن مستواه لدى مجموعة المقارنة. وطبيعي فإن هذا يعني أولا نجاح الموجات فوق الصوتية في ايصال الانسولين الى مناطق تحت الجلد، ويثبت ثانيا ان الانسولين قد تسلل من الجلد الى الدم وعمل على خفض مستوى الغلوكوز في دماء الفئران.

وسبق للعلماء الأميركيين أن نجحوا في تعزيز نجاح العلاج الكيماوي لدى المصابين بالسرطان وتقليل بعض اعراض العلاج الجانبية عن طريق تفعيل العقاقير الكيماوية بواسطة الموجات فوق الصوتية، اذ من المعروف ان مواد العلاج الكيماوي لا تؤثر في الأنسجة المصابة فحسب، إنما في الأنسجة السليمة ايضا وفي كل أنحاء الجسم.

وذكر فريق العمل الأميركي بقيادة البروفيسور وليم ج. بيت، من جامعة بيرغام بونغ في بروفو، ان الموجات فوق الصوتية اعانت العقاقير على اختراق جدران الخلايا السرطانية ونجحت في تفعيل المواد الكيماوية فقط بعد وصولها الى منطقة الاصابة.

وكان الباحثون قد نجحوا في تحول المواد الكيماوية العلاجية الى كريات صغيرة ذائبة في الماء بغية ايصالها الى المناطق المصابة فقط، واكتشفوا ان مادة دوكسوروبيسين المضادة للسرطان، وهي مادة ذائبة في الماء، تميل الى دخول الخلايا السرطانية في حالة وجود الكريات الصغيرة معها. وعملت الموجات الصوتية على تعزيز التفاعل وتمكين دوكسوروبيسين من اختراق الخلايا السرطانية والعمل داخلها. وفعلا تمكن العلاج الثلاثي بالكريات ودوكسوروبيسين في تقليص احجام الأورام السرطانية وتقليص الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي.