لصقات النيكوتين الجلدية للإقلاع عن التدخين تحفز سرطان الرئة

TT

يركز الطب في السنوات الاخيرة على حملة مساعدة المدخنين في الاقلاع عن السجائر وفي تطوير امكانيات عدم نكوص المدخنين بعد تخليهم عن التدخين. وابتكر الطب لهذا السبب العديد من الطرق التي تساعد المدمنين على الخلاص من التدخين بينها استخدام اللصقات والاقراص وبخاخات الانف وغيرها.

ويبدو ان على الطب من الآن فلاحقا ان يغير توجهات حملته ضد التدخين بعد ان تزايدت الشكوك حول جدوى ومضاعفات هذه الاجراءات المساعدة مثل اللصقات. وتشير دراسة اميركية جديدة الى ان على الراغبين في الانقطاع عن التدخين بمساعدة اللصقات والبخاخات واللبان (العلكة) ان يحذروا من استخدامها لأنها قد تنطوي على ذات الخطر الذي يمثله النيكوتين ويزداد هذا الخطر، حسب مصادر الدراسة، كلما زادت فترة استخدام اللصقات.

وذكر الباحثون الاميركيون في «مجلة التحقيقات السريرية» المختصة، ان اللصقات وقطع اللبان والبخاخات تحتوي على مادة النيكوتين التي توصلوا الى انها يمكن بدورها ان تحفز نمو الاورام السرطانية. وهذا يعني انها قد تؤدي الى عكس المطلوب منها حينما تستخدم لفترات طويلة تؤدي الى زيادة النيكوتين في الدم.

وكتب فيليب دينيس وزملاؤه، من معهد الابحاث السرطانية القومي في بيثيسدا في ولاية ماريلاند الاميركية في المجلة المذكورة، انهم رصدوا ان النيكوتين يعرقل قدرات جسم الانسان بشكل حاسم على تحرير نفسه من الخلايا الخطرة المشوهة وراثيا وهي القدرة التي تسمى في الطب «الموت المبرمج للخلايا» Apop-osis، واوضح ان نمو الخلايا السرطانية في غياب الموت المبرمج للخلايا سيتعزز، وهذا يعني ان النيكوتين يشجع الخلايا المريضة في ذات الوقت على التكاثر بلا عائق وبما يهدد بتحويلها بالتالي الى أورام سرطانية.

وحسب مصادر الباحث دينيس فإن النيكوتين يمتلك قابلية كبح قدرات الجسم على مكافحة الخلايا الخطرة بعد دقائق قليلة من تدخين الانسان للسيجارة. ولا تعود عملية «الموت المبرمج للخلايا» الى وضعها الطبيعي وتتولى الدفاع عن الجسم إلا بعد نجاح الجسم في تحطيم النيكوتين تماما.

وسبق لفريق عمل اميركي آخر ان درس مفعول النيكوتين على «الموت المبرمج للخلايا» وتوصل الى ان النيكوتين يزيد من انتشار الاوعية الدموية الدقيقة داخل الورم السرطاني ويعينه بالتالي على النمو والانتشار السريع. وكتب فريق العمل بقيادة جون كوك من جامعة ستانفورد في بالو التو (كاليفورنيا) في مجلة «نيتشر» ان النيكوتين بجرعات عالية قد يؤدي الى مصاعب قلبية جدية بالنظر لتأثيره المذكور على الاوعية الدموية عموما.

وعوضا عن الطرق التي تستخدم لصقات النيكوتين وغيرها، طرحت بعض المصحات طريقة جديدة تستخدم حقناً واقراصا معينة لتخليص المدخن من ادمانه اثناء نومه. واثارت الطريقة التي ابتكرها الطبيب ميشائيل غابلر ونجحت مع 40 الى 50 مدخنا نقاشا واسعا حول فعاليتها.

واطلق على الطريقة اسم ديتوكس ـ ن Detox-n وذكرت مستشفى الصليب الاحمر في نورنبيرغ انها طبقتها بنجاح تام على 90% من المدخنين ونجحت في تخليصهم من التدخين. وتستخدم الطريقة اربع مواد في العلاج هي: الاتروبين والسكوبولامين والكلونيدين، اضافة الى احد المهدئات. وذكر الدكتور غابلر ان المدخن يتلقى في العيادة الحقنة الاولى المحتوية على الاتروبين والسكوبولامين ثم الحقنة الثانية بعد نصف ساعة وتحتوي على المهدئ. يذهب بعدها الى البيت وينام. ويتلقى المدخن طوال 13 يوما اقراص كلونيدين بجرعات قليلة لئلا تؤدي الى خفض الدم. ويكلف العلاج مع الادوية نحو 650 دولارا وهو مضمون بنسبة 80 الى 90% حسب مصادر غابلر.