أسباب العجز الجنسي الذي يطارد الأوروبيين

TT

هناك الكثير من العوامل المسببة للضعف الجنسي عند الرجال، بينها عوامل السن والامراض، خصوصا داء السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض الامراض النفسية، اذ يعاني الرجال من مشاكلهم الجنسية مع نسائهم جراء هذه الحالات، كما يعاني الاطباء دائما من تأخر الرجال في مفاتحتهم بالقضية اما خجلا او بسبب الحالة الاجتماعية. وعموما تثبت الدراسات الجديدة ان معظم الرجال الذين يعانون من اضطراب النشاط الجنسي، خصوصا صعوبة الانتصاب، لا يفاتحون اطباءهم الا بعد مضي ثلاث سنوات كمعدل. ورغم نسبة الضعف الجنسي المتصاعدة بين رجال الدول الصناعية المتقدمة، الا ان الرجال ما زالوا يفضلون الصمت خجلا على العلاج. وتشير دراسة اجراها البروفيسور هارتموت بروست من جامعة هامبورغ الى أن نسبة 10 إلى 15% فقط من المعانين من ضعف الانتصاب يخضعون انفسهم للعلاج. وهذا دليل، حسب بروست، على مدى حرص رجال اليوم المتعلمين على طمس الحالة شعورا منهم بالعار.

ورغم امراض السكري والقلب وآلام الظهر التي تحولت الى أمراض «شعبية» في اوروبا، فإنه خلال العقدين الاخيرين ثبت ان ضعف الانتصاب هو المرض الاكثر شيوعا بين الرجال من عمر 40 إلى 80 سنة في اوروبا. كشف ذلك البروفيسور بروست امام حضور المؤتمر الاوروبي الخامس لجمعية ابحاث الجنس والعجز في هامبورغ.

ويبدو ان ظاهرة الضعف الجنسي عند الرجال تحولت الى ظاهرة عالمية لأن بروست استشهد ايضا امام المؤتمر بنتائج دراسة دولية جديدة شملت 32466 رجلا من اعمار تتراوح بين 20 و 75 سنة التي تؤيد توقعاته عن مصاعب الانتصاب عند الذكور. وتشير الدراسة إلى أن نسبة المعانين من الاضطراب الجنسي الانتصابي تبلغ في الولايات المتحدة 25% وفي المانيا 22% وفي ايطاليا وبريطانيا 19% وفي فرنسا 13%.

وتعزز هذه الدراسة احصائية موثوقة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قدرت عدد الرجال المعانين من الضعف الجنسي الانتصابي بنحو 152 مليون رجل على مستوى العالم. وحسب تقديرات المنظمة العالمية، فإن عدد الرجال الخائبين في اسرتهم الزوجية سيتجاوز ضعف عددهم الحالي بحلول عام 2025.

ومن يحلل الدراسات الاخيرة حول الضعف الجنسي يتوصل الى علاقة وثيقة لهذا الضعف بتقدم السن. فنسبة المعانين من اضطراب الانتصاب بين الرجال في عمر حتى 49 سنة لا تزيد عن 21%، لكنها تقفز الى 40% في مجموعة الاعمار من 50 إلى 59 سنة، الى 60% بين الرجال في مجموعة الاعمار من 60 إلى 69 سنة والى 73% بين الرجال من مجموعة الاعمار من 70 إلى 75 سنة. وعلى هذا الاساس فقد اعتبر بروست ان ضعف الانتصاب هو اول علامات امراض القلب والدورة الدموية وداء السكري.

ونصح بروست الرجال المعانين من الحالة بفحص عملية الاستقلاب لديهم ومستوى السكر والقلب والاوعية الدموية ونسبة الكوليسترول قبل كل شيء. وحسب خبرته مع 15000 رجل يعانون من اضطراب الانتصاب فإن الفحوصات المختبرية اثبتت وجود ارتفاع بمستوى الكوليسترول في 90% منهم. الا ان نسبة من يعمد منهم لفحص نسبة الكوليسترول في دمه لا تتعدى 30%.

وقال بروست امام المؤتمر: يزورني في العيادة كل اسبوع رجلان او ثلاثة ممن يعانون من داء السكري من دون ان يعلموا ان مستوى الغلوكوز مرتفع في دمائهم وانهم يعانون من السكري، هذا رغم ان ارتفاع السكري في الدم يمكن كشفه بكل بساطة من خلال فحص بسيط للإدرار.