ثقة المرضى بالأطباء الذين يعانون من السمنة ضعيفة

TT

من الضروري على كل طبيب ان يبني جسور الثقة مع مرضاه كي يعزز نجاحه في العلاج. وهناك العديد من العوامل التي تضعف ثقة المريض بالطبيب، يمسك الاخير بزمام معظمها بيده في حين قد يقع بعض هذه العوامل خارج ارادته كما هو الحال مع بنيته ووزنه وصوته. وتقول دراسة اميركية جديدة نشرت أخيرا ان زيادة وزن الطبيب تؤثر سلبا في علاقته بالمريض.

وتشير الدراسة، التي استفتت اكثر من 200 مريض حول جديتهم في التعامل مع نصائح اطبائهم الصحية، الى ان ثقة المريض بطبيبه تضعف كلما زاد وزن الطبيب. وظهر من خلال الاجابات ان المرضى يثقون عموما بنصائح الاطباء النحيفين اكثر ما يثقون بنصائح الاطباء البدينين.

شملت الدراسة التي نشرت في مجلة «الطب الوقائي» اربعة اطباء من نفس الاختصاصات والعمر والمؤهلات العلمية والعملية. وكان اثنان من الاطباء من ثقيلي الوزن (من مؤشر الكتلة الجسدية BMI يبلغ 51 و57 على التوالي) وطبيبان نحيفان، احدهما امرأة (مؤشر الكتلة الجسدية 33 و31 على التوالي). ولم تهتز ثقة المرضى بالاطباء بسبب اختلاف الجنس، ولكنها اهتزت بفعل اختلاف الوزن.

وكتب روبرت هاش من جامعة ميرسير الطبية في ولاية جورجيا الاميركية ان الهدف من الدراسة هو معرفة مدى جدية المرضى في التعاطي مع نصائح اطبائهم الخاصة بالوزن واللياقة حينما يكون هؤلاء الاطباء انفسهم بدناء. واضاف: «ولأني اهتم بإعداد الاطباء الشباب إعدادا جيدا فقد اردت معرفة عاداتهم في الاكل بالعلاقة مع نجاحهم في المستقبل كأطباء».

ورغم ان الاستفتاء شمل 226 مريضا فقط، فقد اتضح من خلاله ان المرضى حملوا نصائح اطبائهم النحفاء محمل الجد حينما نصحوهم بالتغذية العلمية الجيدة والابتعاد عن التهام الهمبرغر واصابع البطاطا المقلية والكوكا كولا. اما صدور هذه النصائح من قبل الاطباء البدناء فقد اعتبره المرضى نكتة سمجة لا اكثر، لأن الطبيب نفسه لا يأخذ بها كما يبدو من وزن جسمه.

ولدهشة الباحثين فإن المرضى تعاملوا مع نصائح الاطباء البدناء بقليل من الجدية وان كانت القضية لا تدور حول الطعام. وتبين ان المرضى استمعوا الى نصائح اطبائهم النحفاء بشكل جيد حينما كانت هذه الوصايا تتعلق بأمراض أخرى. وهذا ما لم يحدث مع الاطباء الثقيلي الوزن.

وذكر هاش ان القضية بحاجة الى مزيد من الدراسات الموسعة قبل البت بنتائجها. واكد الطبيب وجود صدى كبير للدراسة في الولايات المتحدة إلا انه اشار الى انه لا يملك الوقت الكافي لمواصلة الدراسة. وذكر ان من المحتمل ان تنطبق نتائج الدراسة على اطباء اوروبا ايضا الا ان وقت تعميمها لم يحن بعد. واضاف هاش: ليس على اطباء اوروبا البدناء ان يخشوا «رسميا» على مصداقيتهم امام المرضى منذ الآن.

ويبدو ان روبرت هاش وزملاءه اختاروا قضية الثقة المتبادلة بين الاطباء والمرضى البدناء في ولاية جورجيا الاميركية لدراستهم نظرا للسمعة العالمية التي تتمتع هذه الولاية بها كمركز البدناء الاول في الولايات المتحدة، ويعتقد هاش ان من المستحسن اجراء دراسة مقارنة مشابهة حول قضية الثقة بالاطباء البدناء في ولاية أخرى مثل كاليفورنيا التي تقل فيها نسبة البدناء كثيرا عن جورجيا.