حاسة الذوق لدى النساء أقوى مما هي عليه لدى الرجال

TT

الأمر لا يدور هنا حول الذوق في الملبس والأناقة وما إلى ذلك من الاهتمامات الظاهرة للنساء، إنما حول حاسة الذوق التي يملكها الإنسان. فالبحث الجديد من جامعة ييل الأميركية، يقول إن حاسة الذوق عند المرأة أفضل مما هي عند الرجل. وهكذا، بعد الدراسات التي تثبت تفوق المرأة بالسمع والشم أيضاً، جاء دور المرأة لتسرق حاسة الذوق أيضاً.

ومعروف منذ قديم الزمان، ان المرأة كانت وراء تطور الفنون بالنظر لاهتمامها منذ العصور الحجرية بتطوير الحلي وأدوات الزينة وما إلى ذلك، ولا شك أنها مسؤولة عن تطور الثقافة المطبخية أيضاً، ليس بسبب «عبودية المطبخ» فحسب، إنما بفضل تطوّر حاستي الذوق والشم لديها.

وتقول الباحثة ليندا بارتوشوك من جامعة ييل الأميركية، إن المرأة تتفوق على الرجل من ناحية الذوق بسبب وجود مستقبلات للذوق أكثر في فمها. واستعرضت بارتوشوك دراستها عن الفرق بين حاستي الذوق عند الجنسين في ندوة خاصة في دنفر. وذكرت أن تفوق بعض الرجال والنساء في الطبخ وفي النهم للأكل، ربما يمكن تفسيره على أساس عدد مستقبلات الذوق في ألسنتهم. وتعتبر هذه الميزة إيجابية لأنها تبعد أصحابها عن الأطعمة الدسمة والمواد الغذائية الشديدة الحلاوة. ولهذا فقد كشفت الدراسة أن أصحاب مستقبلات الذوق الأكثر يتمتعون برشاقة جيدة وصحة أفضل، على العموم، من غيرهم.

ويبدو أن هذه الميزة، ونعني كثرة عدد مستقبلات الذوق في اللسان، سواء كانت لدى النساء أم بعض الرجال تتمتع بناحية سلبية أيضاً. فهؤلاء الناس حساسون أكثر من غيرهم للطعم ويحسون قبل غيرهم بأي طعم مر في الغذاء. ووجدت بارتوشوك أن هذه الخصلة تعني ابتعاد هؤلاء عن تناول الكثير من الخضروات المفيدة للجسم بسبب طعم مر فيها لا يحس به الآخرون. ويؤدي ابتعاد «الذواقين» عن هذه الخضروات، والنباتات عموما، إلى تعريضهم أكثر من غيرهم للأمراض السرطانية، خصوصاً أورام الجهاز الهضمي.

وتوصلت بارتوشوك من خلال تجاربها وفحوصاتها على الرجال والنساء، إلى وجود نوعين من المستقبلات العصبية الخاصة بتذوق الشم في لسان الإنسان. ويعمل هذان النوعان من المستقبلات في فم الإنسان عادة ضد بعضهما البعض، وتتسبب هذه العملية بكبح نهم الشخص للشم، وربما تسبب عوامل ما بكسر حاجز هذا التضاد بين المستقبلين فتزداد حاسة الرجل للشم، وينطبق هذا الحال عند تذوق الأشياء المرة أيضاً.

وكشفت الباحثة عن عدد أكبر من مستقبلات حاسة الشم ايضا في ألسنة النساء، وهناك تضاد أكبر بين المستقبلات يكبح على العموم نهم المرأة إلى الشم.

وتقول الباحثة من جامعة ييل، إنها لم تكتشف سر تفوق الرجال على النساء من ناحية تعرض عملية التضاد بين المستقبلات إلى الاضطراب. وربما يعود الفرق إلى تطور قديم حصل في الجينات بسبب الأعمال المختلفة التي يمارسها الرجل عن المرأة. وينطبق هذا التحليل بشكل خاص على تذوق المر لأن المر يعني منذ قديم الزمان «سم»، ولهذا فقد تطور ذوق المر كثيرا عند الإنسان حفظاً على حياته من الخطر.