المواد التي تحوي السيلينيوم تقلل نسبة الكوليسترول

TT

انتهى العلم منذ فترة طويلة من اثبات علاقة الكوليسترول بتكلس الشرايين، وما قد يرافقها من امراض في القلب والدورة الدموية. وتعتبر المستويات العالية من الكوليسترول الخبيث ومن ثلاثي الغليسرايد من اخطر العوامل التي تؤدي الى عملية التراكم التي تتسبب لاحقا بتكلس جدران الاوعية الدموية، وكما ان هناك مواد غذائية ترفع نسب الكوليسترول فإن هناك مواد غذائية طبيعية تفعل العكس وتعين الانسان على تقليل نسب الكوليسترول في الدم.

ولا داعي للحديث عن عادات التغذية في اوروبا لأن هذه العادات تتسبب، حسب تقدير الخبراء، برفع الكوليسترول في الدم وهو سبب الوفيات العالية بجلطة القلب في اوروبا وفي الدول الصناعية المتقدمة عموما. ولما كان ارتفاع الكوليسترول في الدم، خصوصا السيئ منه LDL، يرتبط بتناول الشحوم الحيوانية فإن النصيحة الاساسية التي يوجهها الاطباء الى مرضاهم هي: تقليل اكل اللحم عموما والشحوم على وجه خاص.

اما الخطوة الاساسية الثانية، او لنقل النصيحة الطبية الثانية، فهي التوجه للتغذية على المواد التي تعمل على خفض نسبة الكوليسترول في الدم. وينطبق هذا اساسا على المواد الغذائية التي اثبت العلم احتواءها على المواد الخافضة للكوليسترول، وكمثل فإن دراسة حديثة اجراها معهد التغذية النمساوية في باد آخن تثبت ان قشور حبوب اوفاتا الهندية Ovata، تقلل نسبة الكوليسترول في الدم بشكل فعال. فقشور الاوفاتا تحتوي على مادة سيليوم Psyllium، التي تكون محتوى العديد من الادوية الخافضة للكوليسترول ايضا. ولاحظ الدكتور فولفغانغ ياسيك، من نقابة الصيدليين النمساويين، ان من الممكن للانسان ايضا شراء طحين قشور بذور الاوفاتا لأنها تتوفر بشكل منفصل في الاسواق عن البذور نفسها. وكتب ياسيك في مجلة العقاقير الالمانية ان قشور الاوفاتا لا تقلل الكوليسترول في الدم فحسب وانما تنظم الخروج من الامعاء بشكل واضح ايضا. وتقول جمعية طب التغذية النمساوية ان قوة قشور بذور الاوفاتا تكمن في قدرتها على خفض الكوليسترول الخبيث (ل د ل) اساسا. هذا مع ملاحظة انها لا تؤثر على مستوى الكوليسترول الطيب (هـ د ل)، بل تحافظ عليه لمنفعة الجسم، وقدرت الجمعية ان قشور الاوفاتا تعمل على افضل صورة حينما يتناول الانسان وجبة غنية بالدسم.

وقد اجريت دراسات عديدة على قشور الاوفاتا وفائدتها ضد الكوليسترول الخبيث، ويبدو ان نتائج هذه الدراسات الايجابية هي التي دفعت سلطات الرقابة على الادوية والتغذية الاميركية التي تبني السيليوم كمادة سليمة وخافضة للكوليسترول السيئ.

كما يستخدم الرز الاحمر في العديد من البلدان كمادة مغذية وخافضة للكوليسترول في ذات الوقت. لكن الحذر واجب من تناول الرز الاحمر لأن المعهد الالماني للتغذية حذر منه قبل فترة. اذ يمكن للرز الاحمر، الذي يتم تناوله في وقت يتعاطى فيه المريض عقارا آخر لخفض الكوليسترول، ان يزيد الاعراض الجانبية لهذا العقار. وهذا قد يعني التسبب بأضرار لعضلات جسم الانسان في الاساس. وينصح ايضا بتناول المواد النباتية الثانوية كما هو الحال مع بروتينات الصويا القادرة على خفض الكوليسترول السيئ وثلاثي الغليسيرايد مع عدم التأثير على الكوليسترول الجيد. وحسب دراسة كندية فإن تناول اللوز بمقدار 75 غم يوميا (مقليا دون دهن وغير مملح) ان يخفض مستوى الكوليسترول في الدم ايضا. وتشير دراسات مماثلة الى تأثير مشابه لمادة ليزيثين واحماض اوميغا الدهنية على الكوليسترول.

وطبيعي لا ينصح اي طبيب بتناول الوجبات الغنية بالكوليسترول، ثم تناول المواد الاخرى التي تحدثنا عنها برغبة معادلة التأثير. وينبغي على الشخص عموما، وكما قلنا في النصيحة الاولى، ان يتجنب الطعام الغني بالشحوم.