سرر علمي جديد: النطاف تستخدم حاسة الشم في سباقها لبلوغ البويضة

اكتشاف يمهد لجيل جديد من موانع الحمل * النطاف تتبع حرارة البويضة للتلقيح * البويضة تتلقح بواسطة حيمن واحد

TT

كشف فريق من العلماء الاميركيين والألمان عن سر جديد من أسرار سباق النطاف من أجل تلقيح البويضة. ويقول العلماء ان النطاف تتمتع بحاسة شم ثاقبة، وان أكثرها حساسية لرائحة البويضة هو الذي يفلح بتلقيحها.

وينتظر أن يمهد هذا الاكتشاف، الطريق أمام إنتاج جيل جديد من موانع الحمل تعتمد على تكميم «أنوف» النطاف (الحيامن).

ومعروف أن سباق ملايين الحيامين تجاه البويضة يفسح المجال أمام أسرعها كي يصل اليها. كما يعجز العديد من الحيامون في بلوغ البويضة رغم المسافة القصيرة نسبيا التي تفصله عنها. ويحاول العلماء منذ عقود سبر غور سر تفوق الحيمن الملقح للبويضة على غيره وسر المادة التي تقوده إلى الهدف.

ويعتقد فريق العمل الأميركي الألماني من جامعة الرور في بوخوم أنهم قطعوا شوطا جديدا في الكشف عن هذه الأسرار. وكتب العلماء في مجلة «ساينس» المعروفة انه من المحتمل أن تكون رائحة البويضة هي سر جاذبيتها أمام الحيمن. وهذا يعني ان الحيمن ينجذب الى البويضة كما تجذب رائحة المرأة الرجل في حياته الجنسية.

ويقول فريق العمل بقيادة الباحث مارك سبير، من جامعة الرور، إنهم توصلوا الى ان الحيامن تلاحق رائحة معينة في تحديد طريقها وهدفها. ونجح العلماء أيضا في التعرف على رائحة مماثلة تفرز من البويضة وربما تكون هي دليل الحيمن النشط الى البويضة.

والمعتقد ايضا ان المسؤول عن حساسية الحيامن تجاه هذه الرائحة هو مستقبل للرائحة يقع على سطح الحيامن ويستجيب للرائحة «الرومانسية» التي تطلقها البويضة التي منحها العلماء اسما غير رومانسي هو hOR17-4. ويؤدي تحفيز هذا المستقبل إلى حدوث عمليات كيماوية معقدة على سطح الحيامن تقوده باتجاه الهدف.

وتؤكد نتائج الدراسة الحالية استنتاجات دراسات اخرى تحدثت عن احتمال وجود بروتين واحد في الأقل على ذنب الحيامن خاص بالاستجابة الى الروائح. وكانت نظرية تتبع الحيامن للرائحة بواسطة مستقبل ونظرية الحرارة المنطلقة عن البويضة من أهم النظريات الهادفة الى تفسير سر حركة الحيامن نحو الهدف. إلا انهما بقيتا نظريتين الى ان حقق فريق العمل الاميركي ـ الالماني نتائجه الاخيرة.

وهذا ليس كل شيء لأن فريق العمل نجح في الكشف عن مادة كيماوية معينة يمكنها «معادلة» قدرات البويضة على اطلاق هذه الرائحة الجذابة. وثبت ان كبح جماح رائحة البويضة باستخدام هذه المادة الكيماوية اثار الاضطراب في قدرات الحيامن على كشف السبيل المؤدي الى البويضة وضياعها في الطريق.

ويأمل الباحث سبير وزملاؤه بأن تفيدهم هذه المعلومات الجديدة مستقبلا في انتاج مادة جديدة تمنع الحمل ولا تؤدي الى اضطرابات هورمونية عند النساء كما هو الحال مع حبوب منع الحمل. كما يعول العلماء على هذا الاكتشاف ايضا في تحقيق نجاح على المستوى المعاكس، اي تحسين امكانية الحمل لدى المحرومين من الأطفال سواء في الحمل الطبيعي او في الانابيب.

وعبر سبير عن قناعته بإمكانية مواصلة البحث حول مواد جديدة لمنع الحمل على خطين متوازيين. يعمل الخط الأول على تطوير المادة الكيماوية الكابحة للرائحة التي تطلقها البويضة، ويعمل الخط الثاني في التجارب الرامية الى البحث عن مواد كيماوية اخرى تشل نشاط قدرات مستقبل الروائح. ان عزل هاتين المادتين سيوفر الاساس الكافي لانتاج مادة جديدة مانعة للحمل. إلا ان ذلك سيتطلب وقتا والكثير من الدراسات المتخصصة حسب رأي العالم.