ينصح خبراء الصحة الألمان التلاميذ والطلبة بممارسة شيء من رياضة كرة السلة قبل الذهاب الى حصة الرياضيات لأن الرياضة والحركة عموما ستعين الدماغ على حل المعضلات الرياضية. وتثبت نتائج الدراسات الحديثة التي اجريت ان ممارسة الرياضة تقوي الذاكرة وتوسع الذهن والذكاء وتزيد اساسا عدد الخلايا في الهيبوكامبوس. والمهم ان هذه الوقائع تنطبق على الشباب كما تنطبق على المسنين، الأمر الذي يدعو العلماء لتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة.
وهناك مفعول ظاهر للرياضة على الشباب بسبب مفعولها المهدئ والمنشط، خصوصا عند المعانين من الاضطرابات النفسية. وتعزز هذه النتائج دعوات الخبراء الى المزيد من الحركة حفاظا على الصحة وتخلصا من البدانة التي طالت الاطفال أخيرا وتصيب 20% من تلاميذ المدارس.
وذكرت الباحثة زابينة كوبيش من جامعة أولم ان ممارسة الرياضة ساعدت العديد من الخبراء ايضا في مساعدة مدمني المخدرات والكحول والسجائر من الشباب على التخلص من ادمانهم. وتكشف دراسة اجرتها كوبيش ايضا عن فاعلية جيدة لممارسة الرياضة في تقليل حالات الانتحار بين فئات المرضى المخطورين بقتل النفس. وهذا ليس كل شيء لأن الرياضة تقوي نظام المناعة الجسدي، وتقلل مخاطر السرطان، وتقلل حالات الموت بسبب امراض القلب والدورة الدموية، وتعين في الحفاظ على مستوى ضغط الدم وتنتشل الانسان من كآبته.
وتؤكد كوبيش في ضوء دراستها ان التمشي البسيط لفترة نصف ساعة يكفي لتنشيط الدماغ وزيادة الدم والاوكسجين الى الدماغ بنسبة 20%. ولهذا يشعر ممارسو الرياضة بانتظام بأنهم أكثر نباهة وحدة ذهن من غيرهم، وهذا تثبته الدراسات العلمية ايضا. وطالبت الباحثة في دراستها التي نشرت في مجلة «الصحة العقلية» بضرورة اعتبار حصة الرياضة في المدارس حصة أساسية كما هو الحال مع الرياضيات واللغة والكيمياء.