أكثر من 5 ملايين طفل دون الرابعة عشرة في الشرق الأوسط يلقون حتفهم سنويا بسبب البيئة

TT

اكد المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط الدكتور حسين عبد الرازق الجزائري، ان هناك اكثر من خمسة ملايين طفل دون الرابعة عشرة يلقون مصرعهم في كل عام بسبب البيئة غير الصحية التي تكتنفهم، وان حوالي 40 في المائة من العبء المرضي الناتج عن اسباب بيئية يتحمله الاطفال دون سن الخامسة من العمر، مع ان هؤلاء لا يمثلون اكثر من 12 في المائة من مجموع سكان العالم. واوضح انه من المهم كذلك ملاحظة ان التغيرات التي طرأت على انماط الحياة وانعدام النشاط البدني مقرونان بالعادات الغذائية غير الصحية وتعاطي التبغ، كلها آفات تنتشر بين الاطفال والمراهقين يوما بعد يوم. ويسهم هذا اسهاما قويا في نشوء مشكلات صحية عديدة كالامراض القلبية والوعائية وامراض الجهاز التنفسي اضافة الى مختلف انواع السرطان في مراحل الرعاية اللاحقة من حياتهم. من هنا كان توفر الرعاية الصحية الملائمة والوقاية من المرض مطلبين اساسيين للحياة الصحية السوية، كما ان لتوفير التدابير العلاجية السليمة والرعاية الصحية اللازمة للرضع والولادات اهمية بالغة كذلك، إذ سرعان ما يلقى صغار الاطفال حتفهم اذا لم تكتشف لديهم في الوقت المناسب.

واوضح الدكتور الجزائري في رسالة موجهة بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي صادف اول من امس الاثنين والذي اختير له شعار «تنشئة الاطفال في بيئة صحية ضمان للمستقبل»، ان الاطفال يشكلون حوالي 50 في المائة من مجموع السكان في اقليم شرق المتوسط، مشيرا الى ان المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية يضع شعار «الاطفال اولا» على سلم اهتماماته من خلال ايلائه صحة الاطفال اولوية قصوى وتبنيه استراتيجية متكاملة لتحقيق «حياة صحية لاطفالنا عن طريق التدبير المتكامل لصحة الطفل» يضاف الى ذلك مبادرة توفير البيئة الصحية للاطفال التي ينبغي اعدادها في الاقليم كجزء من التحالف العالمي من اجل توفير بيئة صحية للاطفال الذي اعلن عنه اثناء انعقاد القمة العالمية للتنمية المضمونة لاستمرار. وينبغي لهذه المبادرة ان تقوم على اساس من المشاركة الفعالة الملتزمة من قبل مختلف الجهات المعنية بالامر مثل الحكومات وقادة المجتمع والمعلمين والمهنيين الصحيين والقطاع الخاص والاسرة اولا وقبل كل شيء.

وبين ان الاطفال «كل من لم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر بحسب تصنيف المنظمة العالمية» هم اكثر تعرضا للظروف البيئية واشد تأثرا به لعدة اسباب، منها ارتفاع معدل التنفس والاستهلاك الحراري للكيلوغرام الواحد من جسم الطفل عن نظرائهم البالغين وعدم اكتمال تطور الاجهزة المناعية والانجابية والهضمية والعصبية مع شدة تأثر الجهاز العصبي بالذات في المراحل الاولى من العمر بفعل ملوثات معينة كالرصاص والزئبق الميثيلي التي ثبت علاقتها بعدد من اشكال العجز بما في ذلك عجز التعلم والتخلف العقلي بالاضافة الى اعتياد الطفل وضع كل ما تصل اليه يداه في فمه وقصر قامته وقربه من الارض وهو يحبو، فيزداد تعرضه للاذى عن طريق استنشاق او ابتلاع المواد السامة الموجودة في الغبار والتربة والسجاد مثل ابخرة بعض مبيدات الهوام والرصاص مع ميل الطفل الى انتهاج سلوك المخاطرة في سن المراهقة، ومرد ذلك الى عدة اسباب منها تأثير التحضر السريع والنماذج السلوكية السيئة التي كثيرا ما تروج لها بعض وسائل الاعلام.