الخبز الخشن والخضر يقللان السرطان بمعدل 40 %

TT

يمكن للمواد السيليولوزية الخشنة (Roughage) ان تعين الانسان في الخلاص من خطر أحد أكثر الأورام السرطانية انتشارا وعدوانية. ويبدو ان الخبز الخشن وغيره، عدا عن الفيتامينات والمواد الأولية التي يحتويها، يتضمن مواد أخرى قادرة على خفض خطر التعرض لسرطان الأمعاء بنسبة %40.

وحسب نتائج دراسة واسعة شملت اكثر من نصف مليون انسان تتراوح اعمارهم بين 25 و 75 سنة من عشر دول أوروبية، فإن اعتماد المواد الغذائية الخشنة في التغذية، يمكن ان يقلل خطر سرطان الأمعاء بنسبة %40 في حالة توفر شروط أخرى.

وكانت دراسة اميركية موازية أجريت في الولايات المتحدة قد كشفت ان المتطوعين الذين تغذوا بشكل حاسم على المواد الخشنة كانوا أقل عرضة لسرطان الأمعاء والأورام الأخرى بنسبة %25 من غيرهم ممن تغذى بشكل قليل على نفس المواد الخشنة. وكان المتطوعون الذين استفادوا من المواد الخشنة قد تناولوها طوال فترة الدراسة بمعدل 24 غم يوميا.

وقد نشرت الدراستان أخيرا في مجلة «لانسيت» البريطانية المختصة التي عرفت المواد الخشنة على انها مواد ضرورية لصحة الانسان تتوفر في الفواكه والخضر والخبز الخشن.

وعمل الباحثون الأوروبيون في دراستهم على قياس تأثير المزيد من تناول المواد الخشنة على خطر سرطان الأمعاء. وشملت الدراسة 500 ألف انسان من عمر 25 إلى 70 سنة من عشر دول أوروبية. أما الدراسة الاميركية فقد شملت 34 ألف شخص سليمين من سرطان الأمعاء والأورام الأخرى. وقارنت نتائجها بنتائج مجموعة مقارنة تألفت من 3600 شخص ثم التثبت من وجود الأورام في امعائهم.

من ناحيتها اعتبرت مجلة «لانسيت» نتائج البحث حول تأثير المواد الخشنة قابلة للنقض بالنظر الى وجود دراسات أخرى لم تتوصل الى وجود علاقة بين هذه المواد وسرطان الأمعاء. وطالب الباحثان النيوزيلنديان فيليب هاريس ولاينيت فيرغوسون، من جامعة أوكلاند، في تعليق كتباه للمجلة بإجراء المزيد من الدراسات حول علاقة المواد الخشنة بمعدلات الاصابة بسرطان الأمعاء. وكتب الباحثان في «لانسيت» ان آلية التأثير الواقي للمواد الخشنة في الأمعاء لا تزال مجهولة. ولكن يبدو ان هذه المواد المتوفرة في الخضر والفواكه وقشور بعض البذور هي مواد مفيدة للأمعاء في كافة الأحوال.

وربما يكمن تأثير المواد الخشنة في الأمعاء في حامض الفوليك، الذي يصنف ضمن مجموعة فيتامين B، الذي يكثر في الفواكه والخضر والخبز الخشن. وسبق لدراسة ايرلندية ان توصلت الى ان تناول حمض الفوليك بمعدل 2 مغم يوميا يقلل خطر الاصابة بسرطان الأمعاء. ويعتقد العلماء ان حمض الفوليك يعزز مناعة خلايا غشاء الأمعاء المخاطي ضد التغيرات الوراثية التي تحدث على الخلايا وتتسبب بنشوء النسيج السرطاني.

ويركز الطب حاليا على التشخيص المبكر وطرق الوقاية التغذوية والفحص الدوري للأمعاء بالناظور كأفضل طرق تقلل خطر سرطان الأمعاء.