باحثون يقترحون خوذة لحماية رأس لاعب كرة القدم من الضربات والإصابات

TT

يعتبر اللاعب يان كوللر (202 سنتمتر) أطول لاعب في الدوري الالماني. ويعتمد فريق دورتموند على كوللر، الأقرع، في معظم ضربات الرأس لأنه يعتبر من أفضل ناطحي الكرة بالرأس. فهل يمكن تصور كوللر مستقبلا وهو يحمي صلعته بخوذة كي يتجنب قوة ارتطام الكرة على رأسه؟

سيجيب العديد من الرياضيين على هذا السؤال سلبا، لأنهم يهتمون بالجانب الرياضي الجمالي من الموضوع، في حين يعتقد الكثير من الأطباء ان هذا الاجراء ضروري لحماية رؤوس لاعبي كرة القدم من موت خلايا الدماغ. وعلى أية حال فهناك العديد من الدراسات التي تؤيد مسؤولية الكرة عن إصابة اللاعبين ببعض الأمراض العصبية في حين أن هناك دراسات تشكك بهذه العلاقة.

وتقول دراسة جديدة من سانت لويس في الولايات المتحدة ان من يتعرض الى ضربات متكررة على الرأس، الملاكمة مثلا أو يضرب الكرة برأسه بشكل متكرر يجازف ايضا مع مرور الوقت بقدراته المعرفية. ويرى هؤلاء الباحثون ان من الممكن تجنب هذا «الغباء» المستقبلي عن طريق حماية رأس اللاعب بواسطة خوذة خاصة تتولى حماية الرأس من الضربات. وطرح الباحثون أربعة أشكال من الخوذ وأربطة الجبهة، المصنعة من مواد خاصة، للبحث في قدراتها على حماية الدماغ من الضربات. حيث وضع الباحثون الخوذة على رأس دمية ذات رقبة مرنة، وزودوه بجهاز لقياس السرعة ثم عمدوا الى ضرب الكرة به. اجرى الباحثون التجربة على الخوذة في ثلاث سرعات مختلفة للكرة، كما هو الحال تماما في لعب كرة القدم في الملاعب. وعلى هذا الأساس فقد جربوا الخوذة على الرأس وهي ترتطم بكرات سرعتها 9 و 12 و 15 مترا في الثانية. وقاس العلماء قوة الضربات وسرعة حركة الرأس وكيفية تأثر الرأس في حالة لبس الخوذة وفي حالة عدم لبسها. وكانت النتيجة هي أن الرأس يتعرض الى تعجيل أقصى يبلغ 289m/52. وكشفت الاحصائية ان الدماغ أو الرأس لم يتأثر أقل أو اكثر بالخوذة أو من دونها في حالة تصديه للكرات من السرعتين الاوليين. الا ان الفرق كان واضحا في حالة السرعة الاخيرة التي تمثل الكرات العالية القادمة من بعيد، حيث تبين ان هذه الضربات تؤثر بشكل واضح في الرأس. كما تبين ايضا ان الخوذة أفادت كثيرا في تقليص قوة الضربة على الرأس.

وهناك حاليا العديد من أشكال الخوذات التي يفترض ان يستخدمها لاعب كرة القدم المصاب في رأسه لحماية رأسه من قوة الضربات. إلا ان الباحثين شككوا بفاعليتها في وقاية اللاعبين من الضربات القوية بالرأس. ويرى العلماء ان الخوذات التي جربوها لم تكن فاعلة تماماً، ويحتاج الطب الرياضي الى تطوير نماذج افضل منها في حماية الرأس.

ويبدو ان لعبة كرة القدم اكثر خطورة على الرياضيين من غيرها من أصناف الرياضة، عدا عن الملاكمة وانواع الرياضة القتالية. وتشير دراسة اجريت في كولونيا في المانيا الى اصابة 150 الف شخص سنويا في الوجه والرأس بسبب الرياضة، حدث ثلثها بسبب لعبة كرة القدم. وهي اصابات ناجمة عن التعرض للكرة، وبعضها ناجم عن ارتطام الرأس والارجل بين اللاعبين. وتتراوح جروح الرأس بين الجروح السطحية والكدمات وكسور الفكين وخلع الأسنان مع زيادة ملحوظة سجلت أخيراً في الكسور وخصوصا في الأنف. وتحدث هذه الضربات لدى لاعبي كرة القدم أضعاف ما تحدث لدى ممارسي الرياضات الأخرى.