الأصباغ الصناعية الموجودة في الملابس تسبب الحكة الجلدية في معظم الأحيان

TT

يعاني الكثير من الناس من مختلف الحساسيات في الجلد جراء الملابس التي يرتدونها وعوامل الحرارة والغبار.. الخ، ولهذا فإن راحة الكثير من المرضى تعتمد إلى حد كبير على اختيار الملابس المريحة، لأن الملابس، كما في الماكياج والمساحيق، يمكن أن تكون مهيجة للحساسية أو للتفاعلات الوقائية في البشرة. وإذا كانت معظم الدراسات تشير بإصبع الاتهام إلى مساحيق الغسيل ومادة النسيج، فإن دراسة ألمانية جديدة أعلنت براءة هذه العوامل لتلقي عبء مسؤولية الحساسية على الأصباغ.

وذكر البروفيسور هاغن ترونير، من جامعة فيتين ـ هيردكة الألمانية، أن مساحيق الغسيل لا تتحمل غير مسؤولية قليلة عن «الحساسية التماسية» Contact Allergy، وكتب ترونير في مجلة «طبيب الأمراض الجلدية» الألمانية، ان دراسة شملت نحو 400 طفل رضيع اظهرت ان تحمل الحفاظات القطنية لمساحيق الغسيل وملينات الأقمشة قد تحسنت كثيرا بفضل التقنية المتقدمة في السنوات الأخيرة. واضاف ترونير ان الدراسة كشفت ان المسؤول الأول حاليا عن حالات حساسية التماس هي الاصباغ المختلفة المستخدمة في صناعة الملابس، كما تتحمل المواد البلاستيكية والمعدنية الحاوية على النيكل «المستخدمة في التطريز والنقش والخياطة»، مسؤولية اخرى اصغر في الإصابة بالحساسية.

ولا تكون الاصباغ هي المسبب الأساسي لكافة حالات حساسية التماس، لأن بعض المواد المثبتة للألوان والمبرزة لها هي المسؤولة في بعض الحالات. وفي أي حال فإن الأصباغ أو المواد المثبتة هي المسؤولة وليست مساحيق الغسيل هي المسؤولة عن الحساسية حسب تقرير ترونير.

وتلعب بعض الاصباغ دورا في نشوء الحساسية بفعل تفاعلها مع الأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس، كما تضيف صناعة الأنسجة بعض المواد، في نهاية عملية صناعة الأنسجة، هدفها منح القماش شكله النهائي وقدراته على الاحتفاظ بهيئته وهي مواد قد تطلق مادة الفورمالديهايد من خلال تفاعلها مع مساحيق الغسيل او مع الأشعة فوق البنفسجية في نور الشمس.

واكد الطبيب المختص بالامراض الجلدية ان هذه المواد ضئيلة تماماً في صناعة الانسجة الألمانية ولا يمكن فصلها مختبريا إلا بصعوبة، لكن تفاعلاتها المختلفة مع بقية المواد، ومع محتويات العرق المتصبب من الغدد الجلدية، قد يزيد تأثيرها في بشرة الإنسان.

وتحدث حساسية التماس عادة في مناطق الجلد التي يلبس عليها الإنسان ملابس ضيقة أو في مناطق الجلد التي تتعرق اكثر من غيرها. ونصح ترونير المعانين من هذا النوع من الحساسية باختيار مواد ملابسهم بحذر ومراعاة اختيارها من تصاميم لا تلتصق على مناطق التعرق، وبـ «قصات» تتيح التهوية للبشرة. وينطبق هذا على وجه الخصوص على بدلات العمل الشائعة في المعامل، فهي بدلات مصنوعة وفق «قصات» ثابتة لا تراعي اختلاف الأجسام وحساسيات البشرة معروفة بضيقها عند منطقة الفخذين.

وتعتمد حساسية التماس على معادلة دقيقة بين حساسية البشرة ورقة القماش المستخدم وطراوته، ومعروف ان المعانين من حساسية الجلد لا يطيقون الصوف كمثل في حين لا يطيق المعانون من اكزيما التماس الملابس الثقيلة اطلاقا.

وتكشف الفحوصات المختبرية ان المواد المكونة للأصباغ التي تسبب الحساسية، هي نفسها في الأقمشة وفي بعض مصففات وصبغات الشعر ووشوم الحنة وبعض المواد المذيبة لمخاط الأنف «عند الرشح». وتؤكد هذه الفحوصات مسؤولية الأصباغ والمواد المثبتة المستخدمة فيها عن الحساسية.