مواد لحماية النباتات تعرض الأطفال للربو والحساسية

TT

يمكن لبعض المواد الكيماوية التي تدخل في انتاج مواد حماية النباتات والمحافظة عليها ان تؤدي الى تعرض الاطفال الصغار الى خطر مضاعف للاصابة بمرض الربو والحساسية. ويقول العلماء الاميركيون ان تعرض الطفل الرضيع خلال السنة الاولى من عمره بشكل مكثف لهذه المواد يزيد مخاطر اصابته بالربو خلال السنوات الخمس الاولى من طفولته. وكتب فريق العمل من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس انجليس ان هذه النتائج قد تعين الطب كثيرا في مكافحة اعداد الاطفال المتزايدة التي تعاني من الربو على المستوى العالمي.

واعتبر فريق العمل بقيادة فرانك جيلاند ان اخطر المواد الكيماوية التي تعرض الطفل لخطر الربو هي المواد القاتلة للاعشاب الضارة والمواد الكيماوية المبيدة للحشرات والقوارض. وهي مواد تستخدم، كما هو معروف، بشكل واسع في الزراعة في اراضي كاليفورنيا الخضراء وسبق لعدة دراسات طبية واحصائية ان كشفت عن ارتفاع مطرد بعدد مرضى الربو من الاطفال في ولاية كاليفورنيا الاميركية.

وتشير الدراسة الى ان تعرض الطفل المركز للمواد المبيدة للاعشاب الضارة في الارض، وهو في السنة الاولى من عمره يضاعف خطر اصابته بمرض الربو بمعدل 4.6 في المائة وهو في السنة الخامسة، اما تعرض الطفل للكثير من المواد المبيدة للحشرات والقوارض فيضاعف خطر اصابتة بالربو بنسبة 2.4 في المائة في سن الخامسة .ولا يقتصر الخطر هنا على مبيدات الاعشاب الضارة والقوارض والحشرات لانه يشمل مواد حفظ الخشب والمواد الضارة المنطلقة من عوادم السيارات.. الخ. ويمكن لذرات السخام المنطلقة من السيارات وجزيئات دهون الخشب والمواد الحافظة له والغازات المنطلقة عن حرق الخشب المضغوط وما الى ذلك ان ترفع اصابات الاطفال بالربو في سن الخامسة بنسبة 57%.

وتحدث جيلاند في تقريره عن مصادر خطر اخرى على رئة وقصبات الاطفال الرضع مثل التعرض الشديد للغبار والغبار المتطاير عن ذر الحبوب مثل الحنطة والشعير والارز، بالاضافة الى غبار البيوت والغبار الالكتروني المتصاعد من الاجهزة الكهربائية والتماس مع الحيوانات الاليفة وصراصير المطابخ وغيرها. وهي عوامل تزيد ايضا من مخاطر الربو على الاطفال وان كانت بدرجة اقل مما عند مبيدات الاعشاب الضارة.

وتكشف الدراسة التي اجريت على اطفال رياض الاطفال ان ارسال الرضع الى هذه الرياض في الاشهر الخمسة الاولى من عمرهم يمكن ايضا ان يزيد مخاطر اصابتهم بالربو، وفسر الباحثون هذه الظاهرة على اساس ضعف مناعة الطفل في هذه الفترة وبافتراض ان ارساله الى الروضة في هذه السن يعني انقطاعه عن ثدي امه وسبق لعدة دراسات علمية ان اشارت الى ان رضاعة الطفل للاشهر الستة الاولى من حياته تزوده بمناعة كافية ضد مرض الربو والحساسيات الاخرى. وينصح الاطباء برضاعة الطفل لفترة ستة اشهر عادة مع توصية بأن رضاعته لمدة سنة ستزيده مناعة ضد العديد من الامراض الاخرى. ومن الممكن اضافة العامل النفسي ايضا هنا، اي انقطاع الطفل عن اهله، الا ان هذا الجانب لم يكن موضع اهتمام جيلاند وزملائه.

وكان فرانك جيلاند وزملاؤه قد اجروا دراستهم على العديد من مناطق كاليفورنيا طوال السنوات العشر الماضية. واحصى جيلاند عدد الاطفال الذين اصيبوا بالربو من سن الولادة الى سن الخامسة، كما استفسروا من الاهل عن عوامل الخطورة المتمثلة باحتمال التعرض للمواد المبيدة والكيماوية الحافظة وغبار البيوت.. الخ. وركز الباحثون هنا على العوامل المذكورة رغم معرفتهم ان العامل النفسي والوراثي يلعب دورا بارزا في الربو ايضا.