مخاطر التدخين تحت ضغط «الأصدقاء» الذين يمارسون هذه العادة الضارة

TT

قرع الخبراء الصحيون في الأمم المتحدة قبل فترة وجيزة أجراس الحذر بسبب الانتشار المذهل للتدخين بين الشباب مع وجود ميل صاعد لهذه الظاهرة. مع ملاحظة ان نسبة المدخنات بين الشباب صارت ترتفع اكثر من سرعة نسبة المدخنين بين الشباب.

وفي حين تعمد مختلف السلطات الصحية في بلدان العالم الى منع التدخين في الدوائر والمدارس وتحظر الاعلان عن السجائر والكحول في التلفزيون تشدد شركات الدخان من اعلاناتها السينمائية الداعية «لتقوية الشخصية» و«العامل المهدئ» في التدخين.

وتشير دراسة حديثة الى ان المراهقين يهرعون الى علبة الدخان بتأثير محيط الاصدقاء المدخن الذي يحيط بهم، وحذر الخبراء من التقليل من شأن الضغط الذي يولده «المجموع» على الشاب ويدفعه الى التدخين، واشارت الدراسة الى ان 50%من المراهقين يحتاجون الى السيجارة مداراة لسنهم الحرجة. والمهم ايضا هو ان المدخن يموت اسرع كلما بدأ التدخين في سن مبكرة وبالعلاقة مع عدد السجائر التي يدخنها يوميا.

وكانت الدراسة التي نشرتها مجلة «الشباب» بالتعاون مع مركز ارشاد الشباب في كولون قد اعتمدت اسلوب الاستفتاء في تكوين فكرة عن تأثير ضغط «الجماعة» على التدخين. وذكرت اليزابيت بوت رئيسة تحرير المجلة ان الدراسة شملت 3000 من تلاميذ المدارس من الجنسين، اضافة الى اعضاء نوادي الشباب الرياضية. واضافت بوت ان هدف الدراسة هو شن حملة شاملة ضد التدخين بهدف تقليل ضغط «جماعة المدخنين» على بقية الشباب وتنوير الشباب بأن التدخين لا علاقة له بعوامل النضوج والتطور.

وذكر ثلثا من شملهم الاستفتاء انهم بدأوا التدخين بفعل وجودهم بين جماعة الاصدقاء المدخنين وذكرت جيسيكا، 15 سنة، من كولون: بدأت التدخين لان اصدقائي يدخنون. وقالت سابينة، 16 سنة، انا ادخن بتأثير جماعة المدخنين حولي، فهي من ضمن الطقوس، ويجلب التدخين الهدوء والثقة بالنفس. وكان كارل، 15 سنة، اكثر صراحة حينما كتب في رده انه يدخن لانه لا يريد ان يصبح «غريبا» على اجواء الجماعة.

وتجد رئيسة تحرير مجلة الشباب ان من المشجع ان تكشف الاحصائية ان ثلثي الشباب القاصرين عبروا عن رغبتهم بالتوقف عن التدخين، الا ان المشكلة هي ان معظمهم يعجز عن التوقف بسبب تأثير الاصدقاء الجماعي. ومن نجح منهم في الامتناع عن التدخين مثل سيباستيان، 19 سنة، وكان قد اقلع عن السجائر قبل سنتين، فقد فعل لاسباب اقتصادية، وذكر سيباستيان انه نجح بالاقلاع عن التدخين بفضل انضمامه الى أحد النوادي الرياضية.

وافادت اليزابيت بوت ان اعتراف سيباستيان وغيره بفائدة النوادي الرياضية سيوجه الحملة باتجاه تشجيع المراهقين على الانضمام الى هذه النوادي، مع ذلك فقد شملت الدراسة النوادي الرياضية كما اسلفنا واتضح ان 47% من اعضائها فقط يدخنون السجائر. وهذا يعني ان نسبة كبيرة بينهم من المدخنين، الا ان معظمهم من مدخني «المناسبات» ومن مدخني بضع سجائر في اليوم فقط. عدا ذلك تشير الدراسة الى ان عدد المراهقات المدخنات من عمر 12 إلى 15 سنة قد تضاعف خلال الاعوام العشرة الماضية. ويلجأ 20% من هؤلاء البنات الى علبة السجائر كل يوم، وبدأن السيجارة الاولى في سن مبكرة وهي 13 سنة كمعدل.

وعن علاقة التدخين بجلطات القلب كشفت دراسة من جامعة أيسن ان 5% من الالمان من اعمار 45 إلى 75 قد تعرضوا الى جلطات قلبية صامتة لم يشعروا بها. وشملت الدراسة 4450 شخصا من المتمتعين بصحة جيدة واخضعوا الى فحوصات دقيقة مع تسجيل دقيق لتاريخ حياتهم المرضي، واتضح ايضا ان الجلطات الصامتة اصابت المدخنين الثقيلين اكثر مما اصابت غيرهم.