استخدام الأسبرين لمعالجة أورام بشرة فروة الرأس

سرطانات الجلد لها علاقة بأشعة الشمس * البروستاغلاندين من مركبات الجسم التي تحمي من السرطان

TT

نجح العلماء الهولنديون في فك الشفرة التي يقي فيها الاسبرين (حامض السالسيليك) الجلد من السرطان. وجاء الكشف عن آلية عمل الاسبرين في إطار بحث علماء الوراثة المحموم عن العوامل الوراثية في نشوء الأورام السرطانية.

وواقع الحال أن العلم يعرف الآن العديد من الجينات التي على علاقة واضحة بنشوء الأورام السرطانية، إلا أن الأطباء لا يعرفون الكثير مع الأسف عن جينات أخرى كابحة للنمو السرطاني ويطلق عليها اسم الجينات الكابحة لنشوء الخلايا السرطانية. وسبق للعلماء قبل نحو ثلاثة أعوام أن اكتشفوا الجين الكابح لنوع نادر من السرطانيات التي تنتقل في العائلات ويطلق عليه اسم «الورم الاسطواني». وتوصل العلماء إلى أن الجين المسؤول عن نشوء الورم الاسطواني عند الإنسان الذي يقع على الكروموسوم رقم 16 وأطلقوا عليه اسم جين «كلايد». ويتميز هذا المرض بتشوه خلايا جذور الشعر والغدد العرقية في بشرة الرأس، وهو سبب إطلاق اسم «ورم العمامة» عليه لأن الحالة تغطي كامل الرأس.

وكشف العلماء حاليا الآلية التي تحدث في خلايا البشرة حينما يتوقف عمل الجين الكابح للسرطان عن العمل. وشارك في الدراسة التي نشرت في العدد الجديد من مجلة «نيتشر» فريق من العلماء الدوليين بقيادة ثيجن بوملكامب من مركز الأبحاث الوراثية الحيوية الطبية في امستردام (هولندا). وشاركت في الدراسة نخبة من العلماء الدوليين مثل اندرو كافالينكو من معهد وايزمان الاسرائيلي وايريني ترومبوكي من معهد الأبحاث العلمية البيولوجية الطبية «الكسندر فليمنغ» في فاري (اليونان).

وتمكن العلماء من إقامة الدليل على علاقة الجين الكابح «كلايد» بأحد البروتينات الخلوية المسؤول عن ايصال الايعازات ويحمل اسم العامل النووي (NFB). ويعتبر من الناحية البيولوجية الجزيئية أحد منظمي عملية نمو الخلية وأحد العوامل الهامة في عملية «الابوبتوسيس» أو الموت المبرمج للخلايا. ووجد الباحثون أنه حينما يكون الجين الكابح مفقودا فان ذلك يحفز نمو العامل النووي بشدة وأن ذلك يؤدي إلى تقليص الموت المبرمج للخلايا. وطبيعي فان تراجع العملية الأخيرة يؤدي إلى فرط النمو المشوه وبالتالي ظهور النمو السرطاني.

ووجد بوملكامب، علاوة على ذلك، أن من الممكن تعويض حالة فقدان الجين الكابح كلايد وتقلص نشاط الموت المبرمج للخلايا باستخدام «بروستاغلاندين أي ـ 1» أو باستخدام حامض السالسيليك (الاسبرين). ويرى العلماء إمكانية جيدة لوقف تقدم سرطان العمامة أو علاجه باستخدام الاسبرين. ويخططون في المرحلة اللاحقة لإجراء الدراسات السريرية على المرضى باستخدام قاتل الألم الشهير من باير الألمانية.