ثلاثة آلاف رجل يعقمون أنفسهم سنويا في أوروبا وبعضهم يُراوده الندم ويحاول استرجاع خصوبته بالجراحة

* عمليات قطع النطاف قد تؤدي إلى العقم * حقنة جديدة لتثبيط تشكيل الحيامن المنوية

TT

يفكر آلاف الرجال، ولاسباب مختلفة، أهمها كثرة الإنجاب في إجراء عمليات التعقيم تجنبا لانجاب المزيد من النسل. وتشير الاحصائية الاوروبية إلى نحو 3000 رجل يعقمون (يخصون) أنفسهم كل سنة لمختلف الأسباب. إلا أن نفس الإحصائية تشير إلى أن نسبة 6 الى 10% من هؤلاء الرجال يراجعون أنفسهم بعد فترة ويتمنون استعادة قدرتهم على الإخصاب ويبحثون عن إمكانيات جراحية لتحقيق ذلك.

ويقول البروفيسور شتيفان نويباور من عيادة الإخصاب في كولون في المانيا ان إعادة خصوبة الرجال بعد عمليات التعقيم ممكنة من خلال العمليات الجراحية المكروسكوبية إلا أن هذه العمليات أعقد من عمليات التعقيم، وأكثر منها كلفة، ونسبة الفشل عالية. وحسب خبرة نويباور فان معظم الرجال الذين يبحثون عن «عودة الخصوبة» يأتون إلى عيادته بعد خمس سنوات من إجراء التعقيم وبعد أن يكون زواجهم قد فشل أو يريدون البدء بحياة جديدة مع امرأة أخرى. وفي حين تكلف عملية التعقيم مبلغا من المال يتراوح بين 300 و500 يورو وتستغرق ربع ساعة فقط، فأن عملية إعادة الإخصاب تكلف 1800 الى 5000 يورو.

وتتطلب العملية الجراحية فتح المجرى في قناتي النطاف (الحيامن المنوية) التي تم إغلاقها بهذا الشكل أو ذاك في عملية التعقيم. ويقوم الجراح نويباور عادة بقطع الجزء المسدود وتقريب فتحتي قناة المني بواسطة مشد مزدوج. ثم يعمد إلى خياطة القناة بشكل مزدوج وبدقة متناهية لأن قطر القناة الداخلي لا يزيد عن نصف ميليمتر وقطرها الخارجي لا يزيد عن اربعة ميليمترات. وهذه عملية تحتاج إلى الكثير من الخبرة وتعتمد عليها نسبة نجاح العملية لأن خياطة الغشاء المخاطي للقناة الداخلية قد تؤدي بدورها إلى انسداد القناة.

وذكر نويباور أن انسداد القناة الداخلية قد يحدث بنسبة 20% خلال العمليات الجراحية ولذلك يتم الاتفاق مع المريض على أخذ شريحة من نسيج الخصية بغية العمل لاحقا في المختبر على إنتاج المني (النطاف) منها والعمل على إجراء إخصاب خارجي للزوجة. وحسب مصادر البروفيسور فان أكبر المرضى سنا، ممن أرادوا إعادة الإخصاب، ونجحت العملية في مساعدتهم كان يبلغ 68 سنة من العمر. وكان الرجل قد أخضع نفسه لعملية التعقيم قبل عشرين سنة بالضبط، وقد رزق الرجل ببنت من زوجته البالغة 40 سنة.

وأجرى نويباور دراسة حول علاقة السن وتاريخ إجراء عملية التعقيم بنجاح عمليات إعادة الإخصاب التي يجريها وتوصل إلى أن نسبة النجاح تكون عالية كلما كان موعد إجراء التعقيم أقرب. وهكذا فأن نسبة نجاح عملية إعادة الإخصاب ترتفع إلى ما بين 93 و97% اذا اجريت بعد 3 سنوات من عملية التعقيم ، ثم تنخفض إلى ما بين 85 و88% اذا اجريت بعد 4 الى 8 سنوات من التعقيم ، وإلى 82% حينما تجري بعد 9 الى 15 سنة وإلى 70% حينما تجري بعد اكثر من 15 سنة.

وواقع الحال أن نجاح العملية لا يعني بالضرورة نجاح الرجل في التخصيب، ولهذا فقد حسب البروفيسور نويباور نسبة نجاح الإخصاب كالآتي: 50 ـ 75% بعد 0 ـ 3 سنوات من التعقيم، و45 ـ 55% بعد 4 ـ 8 سنوات، و40 ـ 50% بعد 9 ـ 15 سنة، و30 ـ 40% بعد اكثر من 15 سنة.

وعادة تجري عملية التعقيم بواسطة ثقبين صغيرين في جدار كيس الصفن يجري من خلالهما رفع قناة النطاف بواسطة خطاف إلى الخارج ثم قطعها. ويجري الاميركيون العملية حاليا باستخدام مشبك لا يزيد حجمه عن حجم حبة الرز يتولى قطع قناة المني، إلا أن العملية تؤدي بعض الأحيان إلى تورم وآلام والتهابات.