منقوع قمر الدين مشروب صحي مثالي

وسام قرقش رئيسة قسم التغذية في وزارة الصحة الأردنية لـ«الشرق الأوسط»: عرق السوس مشروب يعالج عسر الهضم ويزيد نشاط الكلية

TT

ان اقبال الناس خلال ايام شهر رمضان المبارك على شراء وتناول العديد من المشروبات المرطبة والحلويات المختلفة بشكل لافت هو نتيجة لتغير السلوك الغذائي للصائم، اذ يختلف عدد وجباته المتناولة وتختلف مواعيد تقديمها بحيث تزداد حاجة الجسم للمصادر السكرية السهلة الهضم والامتصاص والاستقلاب التي تمنح الجسم الطاقة وتعيد له حيويته.

وتعتبر القطايف سيدة الحلويات خلال هذا الشهر المبارك التي تتميز بتوافرها وقلة تكلفتها نسبيا وبسهولة تحضيرها ومذاقها الطيب.

اما اهم المشروبات التي يقبل الناس عليها في رمضان فهو قمر الدين المصنع من المشمش الذي اصبح منقوعه مشروبا عاما واصبح هو الآخر من ميزات شهر الصيام اضافة الى مشروبات اخرى اهمها عرق السوس والخروب والتمر هندي.

وتتباين درجة استهلاك هذه المشروبات الرمضانية من منطقة الى اخرى ومن فصل الى آخر يقع فيه شهر رمضان الا انه في جميع الاحوال فإن هذه المشروبات المرطبة تشكل بديلا لكثير من المشروبات المنبهة التي تكون مكلفة اكثر وربما تحتوي على مضافات ومصبغات صناعية.

وتقول رئيسة قسم التغذية في وزارة الصحة الاردنية المهندسة وسام قرقش ان اهم ما يميز المشروبات الرمضانية التقليدية هي انها مشروبات طبيعية، فقمر الدين مثلا يؤخذ من ثمر المشمش، كما ان شراب الخروب يؤخذ من ثمار شجر الخروب وعرق السوس هو منقوع لجذور نبات السوس بعد طحنها.

وبالرغم من ان السكر يستعمل في تحضير هذه المشروبات وتحليتها الا ان جزءا اساسيا من حلاوتها يعود الى ما بها من سكريات ومحليات طبيعية اصيلة فيها.

* المشروبات مصدر الطاقة

* وتضيف ان اهمية هذه المشروبات من الناحية الصحية تكمن في تزويدها جسم الصائم بالسوائل بعد صومه او بعد نقص السوائل من الجسم بسبب طبيعة العمل او شدة الحر. فالجسم يحتاج الى كمية من الماء لا تقل عن لترين الى 3 لترات يوميا، وبعدم تلبية هذه الحاجة يزداد تركيز الدم وسوائل الجسم الامر الذي قد يلحق الضرر بالصحة، لذا لا بد من تعويض هذه السوائل عند الافطار وذلك لتعود الحيوية الى الجسم في أقصر فترة بعد الصوم.

وتشير المهندسة قرقش الى ان المشروبات الرمضانية هي خير نموذج للايفاء بهذا الغرض من خلال تزويد الجسم بمصدر سكري سهل الهضم والاستقلاب والامتصاص، حيث يتم امتصاص السكريات في غضون 10 الى 15 دقيقة بعد تناولها.

وتقول المهندسة قرقش ان هذه المشروبات الرمضانية الشائع استعمالها تعتبر مصدرا نموذجيا للطاقة السريعة كما انها طبيعية وتخلو من المضيفات الصناعية، او تقل فيها كثيرا، وتحتوي كذلك على بعض المعادن والفيتامينات وبذلك فهي ليست مصدرا للطاقة الفارغة شأن كثير من المحاليل السكرية شبه النقية.

وتشير الى ان مشروب قمر الدين المأخوذ في معظمه من فاكهة المشمش يعتبر غنيا بالاملاح المعدنية كالبوتاسيوم والكالسيوم والحديد وكذلك العديد من الفيتامينات التي اهمها فيتامين «أ» وفيتامين «ب» اضافة الى الالياف الغذائية الهامة للصحة، خاصة «البكتين» المعروفة اهميته في الوقاية من بعض الامراض المزمنة كأمراض القلب والاوردة الدموية.

* مشروب عرق السوس

* وتبين ان مشروب عرق السوس هو مشروب مرطب يطفئ العطش ويحتوي على مادة محلية طبيعية غير السكر تفوق حلاوتها السكر العادي بنحو خمسين مرة. وهو غني بالكالسيوم والبوتاسيوم ويفيد في معالجة عسر الهضم اضافة الى انه مدر للبول ومضاد لبعض الالتهابات، كالتهاب الحلق. والسوس يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة ويوافق التهاب المعدة واوجاع الصدر وينفع في جميع انواع السعال.

* مشروب التمر هندي

* وحول القيمة الغذائية لمشروب التمر هندي تشير المهندسة قرقش الى ان التمر هندي يحتوي على 6 بالمائة من حامض الليمون و 8 بالمائة من املاح البوتاسيوم الحامضية مع قليل من البكتين والتانين و 2 بالمائة من الاملاح المعدنية، خاصة مركبات الفسفور والمغنزيوم وانه نظرا لتوفر هذه الاحماض والاملاح فإن منقوع التمر هندي يؤخذ كشراب نافع في تخليص الدم من الحموضة الزائدة.

* الخروب اما بالنسبة لمشروب الخروب فقد توضح ان اهم خصائص هذا المشروب انه مرطب وذو نكهة طيبة ومعدل لحموضة الهضم ومضاد للاسهال كما انه يزود الجسم ببعض الاملاح المعدنية والاحماض العضوية التي تسهم بالترطيب واطفاء العطش اضافة الى انه مصدر لبعض الالياف الغذائية المهمة.

وخلصت قرقش الى القول ان هذه المشروبات الرمضانية مشروبات مهمة ومفيدة لأنها مصدر للطاقة ولبعض المغذيات والمعادن والفيتامينات وتطفئ العطش وتمنع الجفاف كما انها في هذا الشهر الفضيل تشكل بديلا لكثير من المشروبات المنبهة التي تكون مكلفة اكثر وربما تحتوي على مضافات ومصبغات صناعية.