جيل جديد من الحصائر المعدنية مزود بمواد مانعة لتخثر الدم من أجل فتح شرايين القلب

TT

لوحظ في دراسة نشرت في مجلة «نيو إنجلاند» الطبية الصادرة في اميركا ان استخدام الحصائر ازداد بمعدل 50 إلى 70% في السنوات الأربع الأخيرة، وهذا أمر غير طبيعي. فخلال العام الحالي زرعت أكثر من 800 ألف حصيرة معدنية لنصف مليون مواطن أميركي تقريباً. ورغم ان الدراسات الحديثة أشارت إلى ان عمليات زراعة الحصائر المعدنية أمنة نوعاً ما، ويمكن ان تكون أفضل من توسيع الشرايين بالبالون لدى بعض المرضى، حسبما ورد في دراسات متعددة نشرت في مجلة «سيركوليشن»، إلا ان بعض الأطباء يرون ان استخدام الحصائر لدى بعض المرضى له تأثيرات سلبية أكثر من التأثيرات الايجابية على المدى البعيد، لذا يجب على الأطباء التأكد من امكانية فائدة زراعة الحصيرة لكل مريض على حدة، خاصة ان بعض المرضى غير مؤهلين لمثل هذه العملية. وقال الدكتور إيرك توبول رئيس قسم الامراض القلبية في مركز كليفلاند الاميركي، إن الاطباء يفرطون أو يبالغون في استخدام الحصائر المعدنية لدرجة كبيرة، والبعض يحولون المريض لاجراء «رداء معدني كامل» حسب تعابير المصطلحات الخاصة التي يطلقها الاطباء بين بعضهم، حيث يضع الأطباء الحصائر المعدنية في أي مكان على طول الشريان القلبي، ويعتبر هذا الاجراء قسرياً لكثير من المرضى، إذ يمكن حل مشكلتهم ببساطة من دون تعريض حالتهم للخطر باجراء علاجي معقد. بين توبول ان الحصيرة المعدنية تعمل بشكل جيد إذا كان التضيق في الشريان القلبي محدداً على مسافة قصيرة، وفي الشرايين الرئيسية فقط. ولا ينصح باستخدام تلك الحصائر لدى المرضى الذين يعانون من تضيقات منتشرة في الشريان، أو موجودة في الشرايين الفرعية. وفي الحالة الأخيرة يمكن معالجة المريض بعملية زراعة شرايين قلبية، أو بالتوسع بالبالون، أو بالأدوية الخافضة للكوليسترول، وغالباً تكون المعالجة بهذه الطرق أفضل من الحصائر المعدنية وأسلم على المدى الطويل. وقد انتقد توبول في مقالة كتبها لمجلة «نيو إنجلاند» الجهات المصنعة للحصائر المعدنية، إذ تبلغ تكلفتها في الولايات المتحدة 1500 دولار أميركي لكل حصيرة، مقارنة مع 650 دولاراً في كندا، مع العلم ان الحصيرة نفسها، من ناحية الطراز والحجم.

لقد ازداد استخدام الحصائر المعدنية بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، وهناك محاولات جادة لتطويرها بشكل أكبر لكي تصبح المعالجة المثالية لمرضى القلب، لكن هناك مخاوف من استخدامها من قبل العديد من الأطباء، خاصة ان المرضى الذين يخضعون لزراعتها بحاجة الى اعطاء مميعات دموية بشكل دائم، ويجب ان تكون كمية تميع الدم مناسبة جداً، وإلا يمكن ان يحدث تخثر دموي على الحصيرة، وانسداد شرياني قاتل، لذا نصحت الدراسات الحديثة باعطاء المرضى الخاضعين لزراعة الحصائر الدموية مزيجاً دوائياً مؤلفاً من الاسبرين والتكلوبيدين Ticlopidine وهذا المزيج من شأنه أن يخفض نسبة حدوث الذبحات القلبية بعد زراعة الحصائر. وأشار الدكتور مارتن ليون من مستشفي واشنطن الى ان اعطاء المذكور اعلاه من أجل تميع الدم، أفضل من اعطاء دواء الوارفارين أو دواء الأسبرين بشكل معزل لمنع التخثر الدموي. هناك تنافس حاد بين جراحي القلب واختصاصيي الأمراض القلبية حول آلية معالجة الأمراض الشريانية القلبية التي تحتل المرتبة الأولى في المجتمعات الغربية، فالجراحون يفضلون إجراء عملية الطعوم الشريانية سواء بفتح الصدر بشكل كامل أو بالعمليات الجراحية ذات الرض البسيط، أو ما يدعى بعمليات «ثقب المفتاح»، أما الأطباء الداخليون الذين تقع على عاتقهم الاجراءات الجراحية البسيطة مثل القسطرة القلبية وزراعة البطاريات القلبية، فهم يفضلون إجراء اما توسيع الشرايين بالبالون، أو زراعة الحصائر المعدنية، ولكل طريقة من الطرق المذكورة سابقاً محاسنها ومساوئها، لكن أهم محاسن زراعة الحصائر هي انها لا تحتاج الى فتح الصدر، إذ تدخل الحصائر برأس القسطرة القلبية التي تدخل بدورها عن طريق ثقب بسيط في الشريان الفخذي، وزمن المكوث في المستشفى قصير، وتكلفتها معقولة لكن مشكلة الحصائر انها قابلة للانسداد نتيجة لتراكم الخثرات الدموية عليها وتوضع النسخ المتليفة حولها، وتبلغ نسبة الانسداد بعد 6 أشهر ما يقارب 30% من الحالات. ويحدث هذا أيضاً في عمليات توسيع الشرايين بالبالون، إذ تبلغ نسبة عودة الانسداد 40% بعد 6 أشهر، لكن في حال استخدام هذه الطريقة يمكن تكرارها مرات عديدة تبعاً للحاجة، أما في حال زراعة الحصيرة المعدنية فهناك خطورة من تكرار الزراعة في المكان نفسه ومن الصعب استبدال الحصيرة. ويرى الجراحون ان الحل النهائي لمعالجة مرضى الشرايين القلبية هو اعادة تروية القلب بشكل كامل بواسطة زراعة شرايين وأوردة لتخطي الانسدادات، واستخدام الأدوية الخافضة للكوليسترول، وغالباً تكون نتيجة العملية جيدة ونسبة الوفيات قليلة جداً، كذلك نسبة اعادة العملية، اما تكلفة العملية فوجد في بعض الدراسات انها مساوية لتكلفة توسيع الشرايين بالبالون أو الحصائر على المدى الطويل.