دواء جديد لعلاج إدمان الكوكايين والمخدرات القاتلة

TT

اجرى العلماء تجارب على الفئران في اوبتون الاميركية حيث كشفت كيفية انتقال الكوكايين مباشرة الى الدماغ عن طريق الأنف، إذ اعطى العلماء الاميركيون الكوكايين والمواد المخدرة الاخرى، بعد وضع إشارات مشعة عليها الى الفئران، عن طريق الاستنشاق ثم تابعوا مسيرة هذه المواد من الأنف الى الدماغ بواسطة كاميرا خاصة لتتبع المواد المشعة. ولاحظ الباحثون ان هذه المواد لم تتوزع بالتساوي على أنحاء الجسم، كما كان متوقعا، وانما اتخذت طريقا مركزا مباشرا الى الدماغ. وهكذا انتقل الكوكايين المشع مباشرة الى الدماغ والى المناطق الدماغية الخاصة بالمتعة والذاكرة بالذات. وبعد فترة انتقلت المواد المخدرة المختلفة، وبينها الكوكايين، الى المناطق الدماغية الخاصة بالقدرة على التعلم.

ويبحث العلماء منذ عقود عن حل يعين ملايين مدمني المخدرات على الخلاص من إدمانهم. ورصدت السلطات الصحية الاوروبية في الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في استهلاك مسحوق الكوكايين الأبيض وفي انتشاره بين طبقات المجتمع. ولعل أكبر الفضائح التي ارتبطت بالكوكايين فضيحة مدرب منتخب المانيا كريستوف داوم وفضيحة العثور على آثار الكوكايين في المراحيض المخصصة للنواب في البرلمان الالماني في برلين.

ويقول الباحثون الاميركيون انهم توصلوا الى عقار يعين مدمني الكوكائيين على الخروج من حلقة إدمانهم المفرغة يشبه في عمله عقار ميثأمن دون المستخدم في علاج حالات إدمان الهيروين. ويعتقد العلماء من المركز الطبي لبرنامج التعرف على المخدرات في جامعة جورج تاون في واشنطن ان عقار «نوكايين» Nocaine الذي ابتكروه يمكن ان يقوي عزائم المدمنين ويمنع التائبين من العودة الى الإدمان. وثبت من خلال التجارب المختبرية على الفئران ان «نوكايين» يتحلى ببعض مواصفات الكوكايين لكن بدرجة أخف بكثير.

وسبق للباحثين منذ سنوات ان كشفوا عن تأثيرات الكوكايين السيئة على القلب وإثارة الآلام في منطقة الصدر، كما اعتبروا ان أسوأ مضاعفات الإفراط في تناول الكوكايين هي فشل الرئتين واحتمالات التعرض للسكتات الدماغية.

ولا يبدو ان مسحوق الكوكايين الثلجي هو فعلا بالبرودة التي يبدو عليها لأن دراسة من دالاس نشرت قبل أشهر تحدثت عن قيام الكوكايين برفع درجة حرارة الجسم إلى حد السخونة. ويعود السبب الى ان الكوكايين يعرقل قدرات بشرة الانسان الخارجية على تبريد الجسم من خلال زيادة انتشار الدم. وتبين من خلال التجارب على الفئران ان تأثيرات «نوكايين» الجانبية على جسم الانسان ضعيفة كما انه يكبح جماح تأثير الكوكايين على الدماغ. ويفترض، في حالة نجاح التجارب على الانسان، ان يجري استخدام «نوكايين» بجرعات صغيرة وبطيئة في تخليص مدمني الكوكائيين من إدمانهم.