الحديد واللايسمين يمنعان تساقط الشعر لدى الرجال والنساء

سقوط 100 شعرة في اليوم معدل طبيعي وفيما عدا ذلك تنبغي مراجعة الطبيب * العلماء كانوا يشكون في الماضي أن نقص من البروتين واضطراب التغذية يؤديان إلى سقوط الشعر

TT

الشعر تاج جمال على رأس المرأة وربما رأس الرجل، لا تعوض عنه أية باروكة حسب تقدير معظم الرجال. وتزاد أهمية الشعر بالطبع بالنسبة للنساء الشابات بالطبع بالنظر لدوره الجمالي والاجتماعي العام. ولهذا فكثيرا ما تقبل النساء على عيادة الطبيب ليعرضن عليه مشكلة تساقط الشعر من خلال فرشاة الشعر المليئة بالشعر. ويعرف الطب منذ زمن بعيد علاقة التغذية الجيدة، ونقص بعض المواد المهمة، في تساقط شعر النساء والرجال وخصوصا الشبان.

يقول البروفيسور هيو روشتون من جامعة بورتسموث في بريطانيا في مجلة «الأمراض الجلدية» في عددها الأخير، إن ثلث الرجال والنساء يعانون من تساقط الشعر. وذكر الباحث أنه توصل إلى هذه النتيجة عبر استفتاء أجراه بين النساء وسألهن فيه عن ضرورة المقارنة بين وضع شعرهن الآن بوضع شعرهن قبل خمس سنوات. وقد تفاجأ روشتون بالنتيجة حينما أكدت ثلث النساء أن شعرهن كان يتساقط باطراد خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وتدور شكوك الأطباء عادة حول الكثير من العوامل التي تمتد بين نقص البروتين وحالات الجوع أو اضطراب التغذية عموما. إلا أن الدراسات الجديدة التي أجراها الباحث البريطاني تشير الى أن أهم عوامل تساقط الشعر في مقتبل العمر هما عاملان على علاقة بالتغذية. وهذان العاملان هما الحديد والحامض الأميني المهم لايسين. ولهذا ينصح الأطباء دائما بالبحث عن مستويات هاتين المادتين في الدم قبل البحث في العوامل الأخرى المسببة لتساقط الشعر. وعن دور نقص الحديد في حدوث تساقط الشعر، فقد توصل الطب إلى إثبات هذه العلاقة منذ حوالي 40 سنة. ويمكن لمستوى الحديد في الدم أن يكشف في الحال عن سبب تساقط الشعر عند الرجل او المرأة التي لا تعاني عادة من الصلع الوراثي وإنما تنقله فقط. ويقول روشتون إن دراسة شملت 200 امرأة سليمة صحيا وتعاني من تساقط مستمر في الشعر أثبتت أن السبب الرئيسي هنا هو نقص الحديد. والمهم أيضا هو ان هذا النقص في الحديد كان مرده إلى عوامل تتعلق بالتغذية. وتبين من فحص الدم أن 65 في المائة من هذه النساء كن يعانين من نقص مستوى الحديد (فيريتين) في الدم إلى ما يقل عن 40 ميكروغراماً/ لتر. هذا في حين أن المستوى الطبيعي يتراوح بين 40 و400 ميكروغرام/ لتر. من ناحية أخرى نجح الطب في وقف تساقط الشعر من خلال العمل على رفع نسبة الحديد في الدم.

ويقول روشتون إن هناك خلافات بين الأطباء حول نسبة الحديد اللازمة لحماية الانسان من تساقط الشعر، لكن هناك شبه اتفاق على نسبة 70ميكروغرام/ لتر. وينصح الأطباء النساء خلال فترة الحيض بتعاطي ما بين 24 و48 ميليغراماً من الحديد يوميا مع خفض هذا المعدل بشكل ظاهر في فترة ما بعد اليأس.

وهناك خلافات أيضا حول المؤشرات الطبية التي تتطلب تعويض نقص الحديد، إلا أن هناك إجماعا على ضرورة أن يتم تعويض الحديد بالترافق مع تعويض الحامض الأميني الهام لايسين. واستشهد الباحث البريطاني بدراسة أخرى استخدم فيها اللايسين بمعدل 1.5 الى 2 غم يوميا إلى جانب علاج تعويضي عن الحديد بمقدار 72 ملغم يوميا وطوال 6 أشهر. وثبت من النتائج أن هذا العلاج نجح في وقف تساقط الشعر في 39 في المائة من الحالات. وتدل كافة المؤشرات على أن لايسين يزيد من امتصاص الحديد ويعين الدم على الاحتفاظ به.

ومن العناصر الأخرى المساعدة حسب رأي روشتون هو الزنك أيضا، إلا أن الطب يفتقد حتى الآن إلى دراسات علمية تثبت دوره في تساقط الشعر. ويتعامل الخبراء مع سقوط 100 شعرة في اليوم كتساقط طبيعي، وينصحون بزيارة الطبيب متى ما زاد العدد عن ذلك.