جدل حول مساعدة الأغذية العضوية في خفض أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان

بعض الأبحاث أشارت إلى فائدة الأغذية العضوية * قد يكون الفرق في نسبة العناصر الغذائية عائدا إلى نوعية التربة

TT

رغم ان بعض الدراسات اشارت الى ان الاغذية العضوية يمكن ان تقلل امراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان، الا ان هناك تساؤلات كبيرة حول هذه الدراسات، ولا يوجد دليل علمي واضح يثبت أن الاغذية العضوية تحتوي على مواد غذائية افضل مقارنة مع الاغذية المنتجة بشكل عادي.

وقد يكمن الفرق بشكل عام في كيفية ايصال هذه الاغذية الى المستهلك وخلو الاغذية العضوية من المبيدات الحشرية التي ثبت ضررها للانسان. ورغم هذه البديهيات حول تأثير المبيدات الحشرية أو الاغذية المعدلة وراثيا، فإن معظم الهيئات الصحية والاوروبية لم تقر وجود فرق بين هذه الاغذية فالجمعية الفرنسية لسلامة الاغذية Afssa نشرت تقريرا يقع في 128 صفحة وصل الى نتيجة بأن الاغذية العضوية لا تفرق عن الاغذية العادية على صعيد القيمة الغذائية والسلامة العامة لصحة الانسان.

في اي حال مهما كانت المناقشة، فنحن بصدد استعراض بعض المعلومات عن الاغذية العضوية، خاصة الايجابية، اعتقادا منا انها افضل من الاغذية المعاملة وراثيا أو المزروعة في اجواء تسودها المبيدات. والناس الذين يختارون الاغذية العضوية كطعام مفضل يفعلون ذلك لعدة اسباب منها: الاعتقاد بأنها الافضل، والأكثر أمانا، والأكثر صحية على صعيد المواد الغذائية، ولكونها مزروعة ايضا في بيئة افضل.

وكانت مجلة ساينس قد نشرت دراسة تدعم هذا الاعتقاد بعدما وجد بأن الاغذية العضوية تحتوي على ستة اضعاف كمية حمض الساليسيك مقارنة مع الاغذية العادية.

وهذا الحمض يكافح الالم وامراض الاوعية الدموية وتخثر الدم، وهو عمليا المادة الكيميائية التي تدخل في تركيب الاسبرين.

وتوجد هذه المادة بكميات عالية في الجزر العضوي، والكزبرة.

وفي دراسات سابقة اشارت الى ان نسبة المعادن والفيتامينات قد تختلف بين الاغذية العضوية والاغذية العادية، واذا كان هذا صحيحا فإن الجسم يحصل على فائدة اكبر من خلال تناول الاغذية العضوية.

ومن المميزات التي تتمتع بها الاغذية العضوية هي عدم وجود مواد كيميائية مبيدة للحشرات فيها، لكن يقول العلماء ان هذا لا يلعب فرقا كبيرا طالما يمكن خفض نسبة المبيدات في الاغذية العادية بشكل كبير الى درجة لا تؤذي الانسان.

وما يميز الاغذية العضوية ايضا خلوها من المضادات الحيوية التي يستخدمها المزارعون من أجل تسريع نمو الاغذية ووزنها، وهذه الادوية قد تؤدي الى مضاعفات جانبية في بعض الاحيان.

ومن الناحية العلمية يعتبر بعض المحللين ان فروقات العناصر الغذائية يعود الى طبيعة المنطقة التي تنمو فيها الاغذية، حتى الاغذية العضوية يمكن ان يختلف تركيبها من منطقة الى أخرى، وذلك تبعا لتركيز المواد المعدنية والغذائية الموجود فيها في التربة.

كذلك تعود طبيعة الاغذية الى نوعية المياه الموجودة في المنطقة. فالمياه الموجودة في المناطق الجبلية قليلة اليود والاملاح، اما مياه الاغوار فهي غنية باليود والاملاح، وهذا قد ينعكس على طبيعة العناصر الغذائية في نباتات كل منطقة.

* ما هي الأغذية العضوية؟

* الاغذية العضوية النباتية هي الاغذية المنتجة بوسائل طبيعية دون استخدام المواد الكيميائية التي تزيد النمو، ومن دون استخدام المبيدات الحشرية.

اضافة الى ذلك يجري زرع الاغذية العضوية في اراض غير معرضة للتلوث، أو مصادر مياه ملوثة.

اما الحيوانات التي تشكل مصدرا للاغذية العضوية الحيوانية فلا تعطى المضادات الحيوية بل تطعم بأغذية طبيعية. ويجب الابتعاد هنا عن الاغذية الصناعية، كذلك تربى الحيوانات في مناطق نظيفة وأماكن غير مزدحمة.

وتخضع الاغذية العضوية لرقابة الهيئات الصحية من خلال اجراء التحاليل عليها والتأكد من نوعيتها لأنها تباع بأسعار غالية نسبيا.

* المبيدات الحشرية والأغذية

* دور المبيدات الحشرية السلبي اصبح جليا. فهي تؤدي الى زيادة نسبة السرطان، وظهور التشوهات الولادية، خاصة الجنسية منها. اضافة الى زيادة العديد من الامراض الاستقلابية. استنادا الى هذا المنطلق يعتقد الباحثون ان الاغذية العضوية الخالية من المبيدات الحشرية لها فائدة اكبر على الجسم.

وقد تسلحت المؤسسات التجارية بهذا المبدأ وشجعت على استخدام الاغذية العضوية، خاصة انها أغلى سعرا بمعدل 50 في المائة من الاغذية العضوية. وقد وجدت الدراسات المختبرية بأن هناك 26 غذاء فيها بقايا من المبيدات الحشرية.

* الأغذية المعدلة وراثيا

* الاغذية العضوية تستبعد اي نوع من التكنولوجيا الوراثية، فهي هنا محظورة الاستخدام، وحتى الآن هناك نقاش حاد يدور حول سلامة الاغذية المعدلة وراثيا، خاصة في أوروبا. اميركا من جهتها اعترفت بتلك الاغذية، وهي تستهلكها بشكل كبير بعدما وجد بأن 60 في المائة من الاغذية الموجودة في الاسواق تحتوي على اغذية معدلة وراثيا.

أوروبا لا تسمح بتلك الاغذية على نطاق واسع وما زالت التجارب قائمة لاثبات سلامتها على الانسان.

فالمعلوم ان الاغذية المعدلة اكثر كمية يمكن حفظها لفترة اطول وأكثر مقاومة للتعفن والجراثيم. لكن وجد الباحثون بأن المورثات الموجودة فيها يمكن ان تندمج مع مورثات الانسان، وهذا مصدر قلق كبير للعلماء.