تضخم البروستاتا الحميد أكثر حدوثا لدى الرجال في منتصف العمر

تحذيرات طبية من ترافقها مع انسداد يؤدي إلى قصور كلوي نهائي

TT

«الموثة» أو البروستاتا غدة صغيرة شبيهة بحبة الكستناء تحيط بعنق المثانة والإحليل الخلفي (مجرى البول الخلفي) ووزنها الطبيعي يتراوح ما بين 14 الى 20 غراما. وتقوم هذه الغدة الحساسة للهرمونات بالمشاركة في تكوين السائل المنوى ومده بالمواد المغذية للنطف لتزويدها بالطاقة اللازمة للحركة، وتمكينها من الاخصاب، كما انها تفرز هرمونا يدعى «PSA» وهو الانتيجين الخاص بالبروستاتا، وله دور في تحويل السائل المنوي من مرحلة اللزوجة الى المرحلة المنحلة. وهذا التحول ضروري جدا لعملية الإخصاب، وسيكون لهذا الهرمون دور مهم في تقصي سرطان البروستاتا. تصاب البروستاتا بعدة أمراض وهي:

ـ ضخامة البروستاتا الحميدة وتشكل 80% من مجموع أمراض البروستاتا.

ـ سرطان البروستاتا ويشكل 18 % من أمراضها.

ـ التهابات البروستاتا وتشكل 2% من أمراضها.

ضخامة البروستاتا وستكون محطتنا هي ضخامة البروستاتا الحميدة. وقد استوضحت «الشرق الأوسط» استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور دريد اليازجي حول هذه الحالة، فأفاد بأنها المرض الاكثر حدوثا وشيوعا ما بين الرجال في منتصف العمر، وتبدأ هذه الغدة بالتضخم بعد عمر الاربعين. والعمر هو أهم سبب لضخامتها، حيث أن بقية العوامل لا تزال افتراضية، ويكون نمو البروستاتا على أشده ما بين عمر 31 ـ 50 سنة، حيث يعادل ضعف نموها ما بين عمر 51 ـ 70 سنة، وهذه الضخامة تؤدي الى ضغط عنق المثانة والاحليل الخلفي فتضعف رشق البول او قد توقفه نهائيا حسب شدة الانضغاط; وقد تتضخم البروستاتا من دون ان تسبب انضغاطا يذكر لعنق المثانة او الاحليل الخلفي فلا تترافق هنا بأعراض.

وليست كل ضخامة للبروستاتا تترافق بأعراض سريرية، حيث وجد أنه ما بين عمر 40 ـ 49 سنة تظهر الاعراض السريرية بنسبة 14%، وما بين عمر الـ 50 ـ 59 سنه تظهر بنسبة 24%. وفى عمر الـ 60 سنة تظهر بنسبة 43%، أى ان حوالى 50% من مرضى البروستاتا في سن الـ60 لديهم أعراض سريرية والباقي ليس لديهم أعراض على الرغم من تضخم البروستاتا.

وعن الأعراض السريرية لضخامة البروستاتا يقول الدكتور اليازجي ان عضلة المثانة، ونتيجة لممارستها للضغط المستمر للتغلب على الانسداد الذي تسببه ضخامة البروستاتا لإحداث عملية التبول، تطرأ عليها تحولات تؤدي الى ضمور في النهايات العصبية «نظيرة الودية»، وكذلك الى ضمور في الالياف العضلية الملساء يتزايد مع الزمن ومع تزايد درجة الانسداد. وهذا يكون مسؤولا عن الجزء الاول من الاعراض والتي ندعوها: ـ الأعراض التهيجية او التخريشية، حيث تنتاب العضلة المثانية نتيجة هذه التغيرات أثناء امتلائها تقلصات غير إرادية، وهذا ما دعا الى تسميتها بالعضلة غير المستقرة، ينتج عنها زيادة عدد مرات التبول النهارية، وكذلك الليلية، مع الشعور بالإلحاح البولي.

ـ الأعراض الانسدادية وتنجم عن الانسداد الذي تحدثه كتلة البروستاتا الضاغطة، وينجم عنها ضعف رشق البول، ولعله أهم أعراض ضخامة البروسات، التردد في البدء بعملية التبول، حيث يستغرق المريض زمنا أطول للبدء بعملية التبول ثم يستمر تنقيط البول بعد انتهاء عملية التبول.

تشخيص الحالة ويجري تشخيص ضخامة البروستاتا:

ـ مخبريا بإجراء فحوص وظائف الكلية وفحوص البول.

ـ فحص الـ«PSA»، وهو هرمون يفرز من خلايا البروستاتا، ومقداره الطبيعي (4 نانوغرام بالمليليتر). ويزداد بشكل ملحوظ في سرطان البروستاتا، مما يجعله موشرا مبكرا لتحري هذا السرطان.

ـ تعبئة الجدول العالمي لأعراض البروستاتا من قبل الطبيب أثناء استجواب المريض. ـ فحص رشق البول UROFLOWMETRY، وله قيمة تشخيصية كبيرة. (الطبيعي 15 ملليلترا/ ثانية).

ـ إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للجهاز البولي، وذلك للـأكد من انتفاء وجود أي توسع في الطرق المفرغة العلوية، وكذلك لتحديد كمية البول المتبقي بعد التبويل وتحديد حجم البروستاتا وشكلها، وتجرى الاشعة بالصبغة.

ـ إجراء فحص URODY NAMIC ويقوم هذا الفحص بدراسة معادلة عملية التبويل بعناصرها المختلفة.

ـ منظار المثانة وهو فحص مهم وحاسم ويفيد في تقدير حجم البروستاتا ومدى الانسداد الذي تسببه مع تقييم عام للمثانة، لنفي وجود الأورام والحصيات. ـ إجراء خزعة البروستاتا عن طريق الأمواج فوق الصوتية عبر الشرجTRUS) )، ويلجأ لإجراء هذه الخزعة، عندما يشك بسرطان بروستاتا.

ويجب التشديد على إجراء فحص دورى سنوي للبروستاتا عن طريق المس الشرجي لكل من تجاوز الأربعين.

طرق المعالجة وتتم المعالجة وفق طرق عديدة منها ـ المعالجة الدوائية التي تتم ب:

ـ معالجة انتقائية بالأدوية المثبطة لمستقبلات «ALPHA 1 A» وتنتشر هذه المستقبلات العصبية بشكل قليل في جدار المثانة وبشكل وافر في العضلات الملس لعنق المثانة والبروستاتا. وتقوم مثبطات «ALPHA 1 A» بإرخاء الألياف العضلية في عنق المثانة وفي البروستاتا، مما يؤدي الى انفتاح العنق وانفتاح الاحليل البروستاتي أيضا. ويؤدي هذا الى انفراج عملية التبول وتقوم هذه الادوية بذلك بتحسين الاعراض التهيجية وبسرعة، من دون ان تشارك في تغيير حجم البروستاتا وتستخدم عادة في حجوم البروستاتا الصغيرة، والتي تؤدي الى أعراض الانسداد البولي.

ـ المعالجة بدواء 5 ALPHA REDUCTASE INHIPITOR الذي يعمل بآلية هرمونية فيمنع تحول التستوستيرون الى دى ـ هايدروتستوستيرون، ويؤدى ذلك الى انقاص حجم البروستاتا وتخفيف الاعراض ويبدأ تأثيره متأخرا بعد 6 أشهر من بدأ المعالجة ويستخدم عادة في البروستاتا الكبيرة وقد يضطر أحيانا الى مشاركة الدوائين معا. ـ المعالجة الجراحية عن طريق المنظار وتخصص هذه الطريقة للبرستات التي حجمها أقل من 50 جم، وهنالك أنواع مختلفة من التجريف عبر الاحليل منها باستخدام التيار الكهربائي أو الليزر.. الخ.

ـ الجراحة المفتوحة وتجرى بحجوم البروستاتا فوق الـ60 جم بشكل عام.

مضاعفات عدم الكشف المبكر عن تضخم البروستاتا

* من أهم المضاعفات والاختلاطات المترتبة على عدم الكشف المبكر عن تضخم البروستاتا، ارتجاع البول من المثانة إلى الكليتين بسبب ارتفاع الضغط ضمن المثانة، وزيادة الكمية المتبقية من البول بعد التبويل بسبب العائق البروستاتي وتشكل الحصيات المثانية. كما تتشكل الرتوج المثانية «وهي أكياس خالية من العضلات لا تستطيع إفراغ البول» وتؤدي إلى التهابات متكررة. ويحدث انكسار المعاوضة المثانية بسبب ارتفاع الضغط المستمر فيترقق جدارها، وتفقد قدرتها على التقلص ويفقد المريض التحكم في البول والشعور بامتلاء المثانة التي تفرغ البول بشكل غير إرادي. ويرتفع الضغط ضمن اجواف الكليتين وترقق الأنسجة المنتجة للبول «البرانشيم الكلوي»، مما يؤدي إلى قصور كلوي غير قابل للتراجع.

لذلك تبدأ الأمور بسيطة، وتنتهى بقصور كلوي غير قابل للتراجع، اذا لم يراجع المريض طبيبه في وقت مبكر.