الهرم الغذائي قديما وحديثا

التقسيم الهرمي للأطعمة أساسي في تخطيط الوجبات الغذائية للأفراد

TT

لترجمة الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأخرى إلى كميات محددة من الأطعمة، قامت الهيئات الصحية والمهتمة بالتغذية بإعداد نظام المجموعات الغذائية التي تساعد الفرد على اختيار مجموعة من الأطعمة في الوجبة الواحدة، بحيث توفر له جميع احتياجاته من العناصر الغذائية بالكمية الكافية للصحة الجيدة. ويعتمد نظام المجموعات الغذائية أساساً على تقسيم الأطعمة إلى مجموعات متشابهة أو متقاربة إلى حد ما في مكوناتها من العناصر الغذائية، بحيث يمكن الاسترشاد بها عند التنويع لاختيار الأطعمة الممثلة للمجموعات الغذائية المختلفة، إذ ليس ثمة طعام منفرد يزود الجسم بكميات كافية من جميع العناصر الغذائية، ما عدا حليب الأم ولفترة زمنية محددة.

هرم غذائي: تحدث الى «الشرق الأوسط» استشاري التغذية بوزارة الصحة ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد بن علي المدني، وقال إن المختصين في وزارة الزراعة الأميركية في سنة 1992 قاموا بإعادة توزيع المجموعات الغذائية وترتيبها هرمياً وأُطلق عليه «التقسيم الهرمي للأطعمة»، يضم المجموعات الغذائية المختلفة. ويحدد العمر والجنس والحالة الفيزيولوجية وحجم وعدد الحصص الغذائية.

والتقسيم الهرمي يبدأ من قاعدة الهرم الذي يشكل الأساس على النحو التالي:

ـ الخبز والحبوب والمعكرونة، ويوصى بالحصول على ما بين ست إلى إحدى عشرة حصة يومياً. ـ الخضروات، ويوصى بالحصول على ما بين ثلاث إلى خمس حصص يومياً.

ـ الفواكه، ويوصى بالحصول على ما بين حصتين إلى أربع حصص يومياً. ـ الحليب واللبن والجبن، ويوصى بالحصول على ما بين حصتين إلى ثلاث حصص يومياً. ـ اللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات والبيض والمكسرات، ويوصى بالحصول على ما بين حصتين إلى ثلاث حصص يومياً. ـ الدهون والزيوت والحلويات، ويوصى بالاعتدال في تناولها. وتتميز هذه المجموعة بقلة احتوائها على المغذيات في حين تكون عالية بالسعرات الحرارية، لذلك ليس هناك توصيات بالحصص، لأنها متوفرة ضمن الأطعمة.

تخطيط الوجبات: وعند تخطيط الوجبات يجب مراعاة الأسس التالية: الكفاية، التوازن، تنظيم السعرات الحرارية، التنويع، الكثافة الغذائية، وهذه عوامل أساسية تساعد في تحقيق الأهداف السابقة، وذلك من خلال اختيار الأطعمة العالية بالمغذيات مقارنة بكمية السعرات الحرارية.

وعند تخطيط الوجبات يجب مراعاة عدد من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في اختيار نوعية وكمية الطعام ومنها العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفيزيولوجية والدينية، لذلك يجب مراعاة العوامل التالية عند تخطيط الوجبات: ـ حجم العائلة ـ عدد الأفراد، نوعيات الأفراد وجنسهم وعمرهم.

ـ العادات الغذائية، لأهميتها النفسية في الإقبال على تناول الطعام برغبة وشهية.

ـ تكاليف الطعام، حسب الميزانية المحددة من الدخل.

ـ تنويع الوجبات.

مما سبق ذكره عن هرم الدليل الغذائي، نجد أن هذا النظام يوفر التغذية المتوازنة التي تشمل جميع العناصر الغذائية (ما عدا الحديد) للحامل. ولتوفير هذه الاحتياجات من العناصر الغذائية يجب تنويع الغذاء اليومي لتحتوى الوجبات على المجموعات الغذائية المختلفة بالحصص الموصى بها.

هرم جديد: أما بالنسبة الى التقسيم الهرمي الجديد، الذي صدر عن وزارة الزراعة الأميركية في 19 أبريل (نيسان) الحالي، فهو يعتمد على وضع المجموعات الغذائية في شكل مقاطع ملونة في الهرم الغذائي الجديد مع التركيز على النشاط البدني.

الاولى، مجموعة اللون البرتقالي تمثل مجموعة الحبوب، ويوصى بتناول على الأقل 90 غراماً (3 أونصات). تشمل هذه المجموعة الخبز والحبوب والأرز والمعكرونة مع التوصية بتناول نصف الكمية من الحبوب الكاملة غير منزوعة القشر (حيث أنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف). وتمد مجموعة الحبوب الفرد أساساً بالكربوهيدرات وبعض الفيتامينات والمعادن والألياف.

أما المجموعة الخضراء، فتمثل مجموعة الخضروات وينصح بتناول الخضروات ذات اللون الاخضر الغامق، وكذلك البرتقالية اللون، بالاضافة الى أنواع الفاصوليا واللوبياء الجافة. وينصح بتناول حوالي 2.5 كوب من الخضروات يومياً للأفراد الذين يتناولون 2000 سعرة حرارية يومياً ويمكن زيادة أو نقصان الكمبة تبعاً لاحتياجاته. أما اللون الأحمر، فيمثل الفاكهة، وينصح بتناول كوبين من الفاكهة المتنوعة سواء كانت طازجة أو مجمدة أو معلبة، أو مجففة مع التخفيف من تناول العصائر (حيث أنها قليلة في محتواها من الألياف). أما اللون الأزرق: فيمثل مجموعة الحليب ومشتقاته وتنصح وزارة الزراعة الأميركية بتناول ما يعادل ثلاثة أكواب حليب يومياً، الخالي أو قليل الدسم. وبالنسبة للأفراد الذين يعانون من عدم تحمل منتجات الحليب، البحث عن مصدر آخر لعنصر الكالسيوم.

أما اللون الأصفر: فهو رفيع ويمثل الزيوت ويوصى بالحصول عليها من الأسماك والبقوليات والزيوت النباتية والحد من تناول الدهون الصلبة، مثل الزبد والسمن الصناعي والطبيعي.

أما اللون الارجواني: فهو يشمل مجموعة اللحوم والبقوليات، حيث اقترحت وزارة الزراعة الأميركية تناول اللحوم القليلة (المنزوعة) الدهن وتناولها محمرة بالفرن أو مسلوقة.

ويمكن من خلال هذا الهرم الغذائي الجديد تحديد الحصة الغذائية لكل فرد من خلال معرفة الجنس (ذكرا أو أنثى)، العمر (بالسنوات)، ومدى النشاط الرياضي، ومن ثم إدخالها في الإنترنت بالموقع WWW.MYPYRAMID.GOV، ولذلك يسمى هذا الهرم الغذائي الجديد بالهرم الغذائي الخاص بي، لأنه يخص أي انسان في الجنس والعمر ومدى النشاط الرياضي. إلا أن هذا الهرم سيحرم الذين لم تتوفر لديهم وسائل استخدام الكومبيوتر من معرفة حجم الحصص الغذائية، حيث لا يمكن تعميم نظام غذائي لجميع الأفراد باختلاف الجنس والعمر والنشاط البدني.