العلماء يربطون الخلايا الجذعية البالغةَ بالنمو السرطاني

TT

* نشرت في ابريل الماضي نتائج دراستين أجريتا في إسبانيا والدنمارك، اكتشف علماؤها بأن الخلايا الجذعية التي سُحبتْ مِن نُخاعِ العظم أَو الدهنِ لدى البالغين ِ، والتي زرعت في مختبر لوقت طويل، شكلت أمراضَاً سرطانية شديدة عندما زرعتْ في نماذج حيوانية.

إن من المعروف منذ فترة طويلة أن الخلايا الجذعية الجنينية يُمْكِن أَن تطوّر إلى الأورامِ المعروفة بـ teratomas تحت ظروفِ معينة ـ إذا ما تم زرعها إلى الجسمِ قَبْل أَن تبَدأ تَشكيل النسيجِ المتَخصصِ.

اعتبر الخبراء هذه الظاهرة بشكل عام غير محتملة للخلايا الجذعية البالغةِ، والتي تم تخصيصُها جزئياً، لكن الدراستين الجديدتين اللتين نُشرَتا في مجلة أبحاثِ السرطان، تقترحُ بِأَن هذه الخلايا يمكن أَنْ تُشكلَ أيضاً خطراً. في الدراسةِ الأولى، انتزع فريق من الجامعةِ المستقلة ذاتياً بمدريد خلايا جذعية بشرية من نوع mesenchyma مِن النسيجِ الدهني ونَمتها في مزرعة مدة ثمانية شهورِ. انقسمتْ الخلايا بين 90 إلى 140 مرةِ. وعندما زُرِعتْ إلى الحيواناتِ، شكلت الخلايا الأقدمَ منها أمراضَ سرطان.

وصرح أنطونيو بيرنارد Antonio Bernad، الذي قادَ هذا البحثَ قائلا: «في التطبيقاتِ السريريةِ وتحت الأحوال الطبيعيةِ، ننظر الى هذه الخلايا على أنها آمنة، لَكننا يَجِبُ أَنْ نَكون حذرين، فمفتاح القضية لَيسَ في نموها لمدّة طويلة».

ويَظْهرُ احتمال خطر السرطان هنا عندما تزرع الخلايا الجذعية لفتراتِ طويلةِ، وتبْدأ في صنع إنزيم يدعى telomerase. وهذا الانزيم يَحْمي خلايا telomeres «المتصاهرة» الوراثية التي تُسبب عادة موت الخلايا بعد عدد معين من الأجيالِ، وهكذا تمْنعُها من أَنْ تتحول الى مرض خبيث.

الدليل الآخر هنا ظَهر من الدراسةِ الثانيةِ، التي وجد فيها فريق من مستشفى جامعةَ Odense، بالدنمارك أن تشغيل إنزيم telomerase بشكل دائم في خلايا الـ mesenchyma الجذعية يحولها الى سرطانية.

وعلق على هاتين الدراستين روبرت لانزا Robert Lanza، مِن قسم تقنيةِ الخلايا المتقدمة بشركة الخلايا الجذعية والتي مقرها في ماسوشوستس بالولايات المتحدة، قائلا: «تعزّز كلتا هاتين الدراستين الخطر المحتمل من استعمال الخلايا الجذعية. وتؤكدان على الحاجةَ لاختبارات آمنة وشاملة قبل استعمال أي نوع من الخلايا الجذعية في العلاجِ الطبيِ».