استخدام اللعاب للكشف عن السرطان والأمراض

بحوث علمية تتيح إجراء تحاليل سريعة ومنزلية من دون الحاجة إلى عينات الدم

TT

إذا ما استمرت وتيرة البحث بالشكل السريع الذي يسير عليه العلم اليوم فإننا خلال سنوات قليلة سنتمكن من إجراء غالب التحاليل الطبية التي نلجأ إلى أخذ عينة من الدم لإتمامها، من دون الحاجة إلى ذلك، بل يكفي أن يعطي المرء عينة من لعابه ويدع الباقي لفنيي المختبرات كي يظهروا النتائج! هذا ما تبشرنا به البحوث الجارية على قدم وساق هذه الأيام أو على أقل تقدير ما تعد به، فاللعاب سائل يتكون من الماء وبعض المواد اللزجة إضافة الى الأملاح والأنزيمات الهاضمة والأهم كثير من مكونات سائل الدم من دون خلاياه كخلايا الدم الحمراء بالذات وبعض بروتيناته. وهناك ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية تصب إفرازاتها في الفم لهضم النشويات وترطيب الفم وتسهيل بلع الطعام إضافة الى حماية الأسنان من التلف على شتى أنواع مسبباته.

يطمح العلماء بناء على احتواء اللعاب على مكونات سائل الدم الصافي في التمكن من تحديث أجهزة المختبرات وتمكينها من الكشف عن المزيد من المؤشرات في الجسم، فاليوم توجد العديد من التحاليل المتوفرة للاستخدام حتى المنزلي، ككشف وجود مرض نقص المناعة المكتسب ووجود الكحول ومعرفة وقت نزول البويضة ومناسبة الحمل للسيدات وغيرها، لكن البحوث تجرى نحو الكشف المبكر والأدق لأنواع السرطان المختلفة وأمراض شرايين القلب والاكتئاب بل وحتى تحليل السكر الروتيني بدقة.

إن التقدم الملموس اليوم هو نتيجة التعمق في معرفة أنواع مختلفة من الأحماض النووية الموجودة في اللعاب وتحديد علاقتها بالأمراض أو السرطانات المختلفة بغية الاستفادة منها. ولعل أطرف مثال لدقة البحوث الجارية هو توفر تحليل للعاب يدل على ممارسة عادة التدخين حتى لو امتنع المرء قبل 20 عاماً عن ذلك! كما أشار الدكتور «كالفيانو» من جامعة «جون هوبكنز» في إبريل الماضي في إحدى مقالاته.

وستكون لنا عودة الى هذا الموضوع لأن العديد من الدراسات ستظهر نتائجها في المستقبل القريب.