استفسارات طبية

د. حسن محمد صندقجي*

TT

* أبلغ من العمر 48 عاماً. وأسمع عن ضرورة تناول الأسبرين يومياً للوقاية من أمراض القلب، مع العلم أني لا أشكو من أية أعراض؟

مهران ناجي ـ القاهرة الأسبرين دواء نافع جداً في علاج أمراض شرايين القلب وغيرها. وسبب ذلك أنه يحول من دون ترسب صفائح الدم الذي قد يؤدي إلى انسداد الشرايين سواء في القلب أو في غيره. كما أنه يعمل على منع الالتهابات عموماً ومن ضمنها التهاب تضيقات الشرايين التي غالباً ما تصاحب حصول جلطة القلب. لكن الأسبرين له آثار جانبية كنزيف المعدة والدماغ. ففي حال وجود مرض في الشرايين التاجية فإن فائدة الأسبرين تفوق احتمال ضرره ولا مجال للنقاش حول هذه الحقيقة. لكن المشكلة في حالة تناوله على سبيل الوقاية أي من قبل من لا يشكو من مرض في شرايين القلب. هنا الوسيلة الأفضل اليوم لترجيح الفائدة على الضرر هي تحديد النسبة المئوية لاحتمال إصابة المرء بمرض شرايين القلب في العشر سنوات المقبلة من عمره. وتحديد هذه النسبة يعتمد على مقدار العمر وضغط الدم ونسبة كولسترول الدم والتدخين. فمن كانت النسبة لديه أعلى من %15 فإن تناول الأسبرين ضروري. ومن كانت النسبة أقل من %6 فإن ضرر الأسبرين أعلى من فائدته. ومن كانت النسبة لديه بينهما فإن وجود مرض السكري أو ضعف الكلى يرجحان فائدة تناوله. فكما ترى فإن قرار الطبيب بنصح الإنسان السليم بتناول الأسبرين لا يمكن اتخاذه من دون معاينة المرء وإجراء التحاليل له.

السؤال الثاني:

* هل تناول الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم؟

* بسيم حمود ـ دبي.

* دعنا أولاً نتفق على أن تناول الملح بشكل عام ليس شيئاً ضرورياً بالنسبة لحاجة الجسم اليومية من مكوناته أي عنصر الصوديوم. ذلك أن المنتجات الغذائية الطازجة بها ما يكفي الجسم منه. حاجتنا للملح اليوم هي عادة غذائية لمعظمنا لا نستطيع تناول الكثير من الأطعمة من دونه. لكن هناك تجاوزا كبيرا في الكمية التي نتناولها والتي يجب أن لا تتجاوز 5 غرامات يومياً أي ما يملئ ملعقة الشاي الصغيرة منه. وهو ما تؤكده المصادر الطبية اليوم. النصيحة أن لا يتجاوز الإنسان هذه الكمية التي لا يؤدي تناولها الى ظهور ضغط الدم لدى السليم من ارتفاعه. وإذا ما وجد إنسان لديه ارتفاع في ضغط الدم فإن عليه تقليل تناول الملح بشكل عام ليس لأن ذلك بذاته يؤدي إلى انخفاض الضغط فقط بل كي تستطيع الأدوية التي يتناولها من العمل في الجسم بكفاءة. ولو كان هذا المريض لديه ضعف في وظائف الكلى أو عضلة القلب فإن الحاجة تتأكد لتقليل تناول الملح والمأكولات المالحة والمعلبة منها بالذات.

* السؤال الثالث:

* عمري40 عاماً وأعاني من خفقان في القلب يأتي على فترات حتى أثناء الجلوس والراحة لكن يصاحبه دوخة ودوار في الرأس. بماذا تنصحني؟

* نهى عمار ـ جدة

* خفقان القلب هو إحساس الإنسان بنبضات قلبه التي يجب أن لا يحس بها عادة. فالقلب ينبض مثلا ً80 نبضة في الدقيقة بإيقاع منتظم لا اختلاف فيه من دون أن نحس بذلك. حينما يحس الإنسان بنبضاته فإن ذلك يعني أن القلب صدرت عنه نبضات بشكل غير منتظم. غالبها لا يؤثر على الإنسان وسلامته أي لا خطورة منها وقليل منها يجب العناية به وخاصة ما يصاحبه دوخة أو حتى إغماء أو في حالة وجود مرض معروف في القلب لديه. في هذه الحالة تتأكد الحاجة الى مراجعة طبيب القلب كي يجري الفحوصات اللازمة كرسم تخطيط القلب والأشعة الصوتية للقلب ورصد نبضات القلب خلال 24 ساعة عبر تركيب جهاز «الهولتر» الشبيه بمسجل «الوكمان». كما ويجري الطبيب فحص «هيموغلوبين» الدم والسكر ووظائف الغدة الدرقية. وبنتائج هذه الفحوصات يتحدد التشخيص ومن ثم العلاج.

* السؤال الرابع:

* أعاني من آلام أعلى البطن من جهة المعدة مع حرقة في الحلق وحموضة تزيد بعد الأكل. تناولت العديد من الأدوية كحبوب وشراب لكنها لم تعد تفيدني. هل من الضروري إجراء منظار للمعدة؟

* أم حسين ـ الرياض.

* تتنوع أسباب ما تحسين به. لكن بالوصف الذي ذكرته فإنها غالباً ناتجة عن أحد أمراض المريء أو المعدة أو الإثنى عشر. ومن الضروري إجراء منظار المعدة الذي لا خطورة تذكر من إجرائه كي يتمكن الطبيب من معاينة حالة هذه الأعضاء وكذلك معرفة وجود بكتريا «هيليكو بكتر» التي يجب علاجها بشكل مستقل وبأدوية منفصلة تضاف إلى علاج مشاكل قروح أو التهابات هذه الأعضاء.

* السؤال الخامس:

* لدي من العمر 58 عاماً. وأجريت لي عملية شرايين القلب وأعاني من ضعف الانتصاب. سؤالي هل أستطيع تناول الحبوب المنشطة كالفياغرا أو لفترا أو غيرهما؟

* سليمان محمد ـ جدة.

* وجود مرض في شرايين القلب أو إجراء عملية لها أو تركيب دعامة بالقسطرة لا يعني بالضرورة أن يمنع المريض من تناول هذه الأدوية المنشطة للأداء الجنسي العاطفي. لكن نظراً لأنها أدوية تعمل على توسيع الشرايين وتؤدي لدى بعض الناس إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مؤقت وطفيف لا يضر في العادة فإنه يجب الحذر حال تناول مريض القلب أدوية موسعة للشرايين أخرى. فمن يتناول الحبوب من مشتقات «النترات» كحبوب «ايزورديل» أو الحبة الوردية التي توضع تحت اللسان أو أن حالة شرايينه غير مستقرة بمعنى أنه لا يزال يحس بألم في الصدر مع بذل المجهود البدني. كل هذه أمور تحتم عدم تناول الأدوية المنشطة المتقدمة الذكر من قبل مريض شرايين القلب. والمهم هنا سؤال طبيب القلب المعالج المتابع لحالة المريض إذْ هو أقدر من غيره على تقويم الحالة وإبداء النصح.