تعد السكتة الدماغية المشكلة العصبية الرئيسية في العالم، حيث تشكل السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب، وهي السبب الرئيسي وراء الإعاقة الجسدية بين البالغين. وتعرف بأنها حدوث خلل مفاجئ في تروية الدماغ أو إمداده بالدم. وغالباً ما يكون السبب هو انسداد مفاجئ لأحد الشرايين مما يؤدي إلى نزيف دموي ضمن الدماغ.
ورغم التطور الهائل في علوم الطب والعلاج في مختلف المجالات وخصوصاً في سبل الوقاية والعلاج للسكتة الدماغية الحادة فان معدلات السكتة الدماغية تزيد محلياً وعالمياً وذلك على جميع المستويات.
اسباب رئيسية
* تحدث إلى «الشرق الأوسط» رئيس الجمعية السعودية للأشعة وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور سطام بن سعود لنجاوي بأن معدلات السكتة الدماغية في تزايد مستمر لعوامل رئيسية، منها:
أولا: ازدياد عدد المسنين وذلك بسبب انحصار الأمراض الوبائية الفتاكة عالمياً ومحلياً مثل الجدري والطاعون، ثم لتحسن وتطور الخدمات الصحية.
ثانياً: التغير الكبير الذي طرأ على نمط المعيشة في العقود القليلة الماضية مما ساهم في ازدياد معدلات الإصابة بعوامل الخطورة بالسكتة الدماغية (كارتفاع ضغط الدم وداء السكري وتصلب الشرايين).
ثالثاً: قلة الثقافة الصحية عند عامة الناس حول مرض السكتة الدماغية وذلك لعدم إدراك معظم الناس بحجم وخطورة هذا المرض وإمكانية الوقاية منه وعلاجه.
رابعاً: عدم الإلمام الكامل من بعض مقدمي الخدمة الصحية سواء كان ذلك من أطباء أو غيرهم بالطرق الصحية الفعالة في التحكم بعوامل الخطورة وبأهمية العلاج المبكر والحاد في الساعات الأولى من حدوث السكتة الدماغية، وبذلك فان:
* 70% من أسباب السكتة الدماغية تنجم عن نقص التروية الدماغية.
* 20% بسبب النزوف الدماغية.
* 10% نتيجة أسباب مختلفة.
وقد يكون هناك اضطراب عابر أو مؤقت في الوظيفة الحركية أو الحسية أو البصرية يستمر لثوان قليلة أو دقائق ولكن ليس لأكثر من 24 ساعة، وهي ما تعرف بنوبة نقص التروية العابرة.
ويواصل الدكتور سطام لنجاوي: أن من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بالنسبة للمواطنين السعوديين، تقدم العمر خاصة فوق 60 سنه ( 10 ـ 20 %)، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، السكري، وجود إصابة بسكتة سابقة أو نوبة نقص تروية عابرة، تضيق الشريان السباتي الباطن الذي يغذي الدماغ، السمنة وارتفاع نسبة الدهون في الدم، شرب الكحول والمخدرات.
معدل الإصابة وعن معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بين سكان المملكة يقول الدكتور لنجاوي انه غير معروف على وجه الدقة، ولكن الدراسة الميدانية التي أجريت في بداية عام 1990م بالمنطقة الشرقية بالمملكة وتم فيها عمل مسح على جميع أنواع الأمراض العصبية خارج نطاق المستشفيات، كان من نتائجها، فيما يخص السكتة الدماغية وعوامل الخطورة، ما يلي:
* المعدل التقريبي لحدوث السكتة الدماغية الأولى سنوياً هو ثلاثون حالة لكل مائة ألف في السنة وترتفع هذه النسبة إلى مائة وستة وعشرين حالة إذا ما تم تعديل الوضع السكاني في المملكة نظرياً ليماثل نظيره في الولايات المتحدة الأميركية مما يعني أن من الممكن التوقع بازدياد هذا المعدل في السنوات المقبلة وذلك نسبة إلى الزيادة المتوقعة في شريحة كبار السن بالمملكة.
* من بين المصابين بالسكتة الدماغية كانت نسبة المتأثرين بانسداد احد الشرايين الدماغية 69% والبقية نزيف بالدماغ.
وقد بينت دراسة أخرى بالمملكة العربية السعودية أن نسبة عوامل الخطورة بين المصابين بالسكتة الدماغية كانت على النحو التالي :
* 38% من المصابين بالسكتة الدماغية لديهم ارتفاع بضغط الدم.
* 37% لديهم مرض السكري.
* 27% لديهم أمراض في القلب.
* 19% من المدخنين.
* 14% وجود شخص من العائلة مصاب بسكتة دماغية.
* 3% وجود سكتة دماغية عابرة سابقة.
* 1% وجود تصلب بالشريان السباتي (الشريان الذي يغذي الدماغ).
* نقص الوعي الصحي بالسكتة الدماغية
* اشارت نتائج أحدى الدراسات حول السكتة الدماغية أجريت بالولايات المتحدة على مجموعة من السكان الى ان:
* 52% من المصابين بسكتة دماغية حادة لا يعرفون أنهم أصيبوا بالسكتة الدماغية.
* 58% من الذين أصيبوا بسكتة دماغية لم يذهبوا إلى المستشفى إلا خلال 24 ساعة.
* معدل الوقت بين ظهور أعراض السكتة والحضور إلى المستشفى كان 12 ساعة.
* 17% من الناس البالغين لا يستطيعون تذكر عرض واحد للسكتة الدماغية.
مفاهيم خاطئة حول السكتة الدماغية
* من أهم المفاهيم الخاطئة عند الكثير من الناس أن السكتة الدماغية لا يمكن منع حدوثها. مع أن الحقيقة تشير الى أن السكتة الدماغية يمكن تفاديها وبدرجة كبيرة.
ومن المسلمات الدقيقة الخاطئة انه لا يوجد علاج للسكتة الدماغية وهذا مخالف لما عليه الطب الحديث، حيث تعتبر السكتة الدماغية حالة إسعافية كالجلطة القلبية تماماً وعلاجها إسعافي. وأيضا هناك الكثير من الناس ممن يظنون أن السكتة الدماغية تصيب كبار السن فقط، وهو غير صحيح، فالسكتة تصيب جميع الأعمار.
ومن الأمور المحبطة لكثير من الناس أنهم يظنون ان التحسن من السكتة الدماغية نادر وطفيف، وهو غير صحيح، فالتحسن من السكتة الدماغية ممكن وبدرجات متفاوتة، وذلك للميزة الكبيرة التي يتمتع بها الدماغ. وهي الدرجة العالية من التكيف والذي يمكن زيادته عن طريق الأدوية والعلاجين الطبيعي والتأهيلي مهما كان سن المريض.
وفي المملكة العربية السعودية أجري استبيان على شريحة صغيرة من مراجعي إحدى المستشفيات الحكومية بالرياض وذلك للتعرف على مفهوم السكتة الدماغية لديهم من حيث تعريفها وأسبابها وطرق علاجها وقد استنتج من هذا الاستبيان أن السعوديين لديهم فكرة لا بأس بها عن أعراض السكتة الدماغية 60 %، وكيفية التعرف عليها 70%، ولكن هناك سوء فهم عن مسبباتها حيث ان الأكثرية 80 %، تظن أن الضغط النفسي من أهم أسباب السكتة الدماغية وتنسى الأسباب الرئيسية كأمراض الضغط والسكري وأيضا هناك ضعف في المعلومات عن خطورة السكتة الدماغية على الإنسان وصحته، وأيضا ضعف بالإلمام عن ما هي العلاجات الخاصة التي تعطى عند حدوث السكتة الدماغية 30 %، وأيضا كان من الواضح في هذا الاستبيان ضعف المعلومات المتعلقة بسبل الوقاية من السكتة الدماغية 34 % وخصوصاً فيما يتعلق بعوامل الخطورة من ارتفاع لضغط الدم وداء السكري وارتفاع نسبة الدهون بالدم والتدخين والسمنة... إلى آخره.