أنواع جديدة من إسفنج المهبل لمنع الحمل

تصنع من مادة بلاستيكية تحتوي على مادة متلفة للحيوانات المنوية تثبت فوق عنق الرحم

TT

كثيراً ما تدعو الضرورة أو الرغبة إلى منع الحمل، و يقع العبء الأكبر في إتمام هذه الغاية على المرأة لأسباب طبية و غير طبية عديدة، فالمرأة تطبق غالب وسائل منع الحمل بدء من حساب وقت نزول البويضة لتحاشي الجماع في فترة زيادة احتمال الحمل ومروراً بالعديد من الوسائل الموضعية في المهبل والتي تعيق احتمال الحمل عبر آليات عدة وانتهاء بتناول الحبوب الهرمونية المانعة لخروج البويضة من المبيض علي وجه الخصوص وبالتالي تتلاشى فرص الحمل أو تقل بنسبة عالية. والمشاكل الرئيسة في كافة وسائل منع الحمل إضافة إلى سهولة تطبيقها هي مقدار كفاءتها في تحقيق الغاية منها ألا وهي منع الحمل ونجاحها في ذلك والثانية الآثار الجانبية على صحة المرأة بالدرجة الأولى والجنين إذا ما تم حمل بالرغم من محاولة منعه. وأغلب النساء يلجأن إلى حبوب منع الحمل المحتوية على الهرمونات كوسيلة أضمن بالرغم من المعرفة والقناعة لدى الكثيرات منهن بآثارها الضارة على العديد من الجوانب في الجسم.

اسفنج المهبل

* ولذا لم تتوقف الدراسات للبحث عن وسائل أنجع وأخف وطأة على الجسم وأقل ضرراً عليه وسهلة التطبيق، ويفرض المنطق اختيار وسيلة أقرب إلى الأمر الطبيعي الذي يحصل عند غالب الأحوال التي لا يتم فيها الحمل وأن تعمل في المهبل بشكل موضعي يشل قدرة الحيوانات المنوية على القيام بالتلقيح دون أن يؤثر على المرأة من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية. كانت إحدى هذه الوسائل استخدام إسفنج المهبل لامتصاص ماء الرجل وعزله عن الوصول إلى الرحم، وانتشر استخدامه بدءا من عام 1983 تقريباً وبسرعة البرق وتهافتت النساء عليه ليغدو الأكثر شيوعاً نظراً لقلة آثاره الجانبية وكفاءته وتوفره كأحدى وسائل منع الحمل التي تباع دون وصفة طبية على رفوف المخازن.

بيد أن هذا الحال لم يدم طويلاً. فالقصة أخذت منحاً غريباً، إذْ ظهرت ميكروبات بكتيرية عزلت من مصانع إنتاجها فتم وقف المصانع المنتجة وحظر البيع بناء على نصيحة إدارة الدواء والغذاء الأميركية القاضية بذلك في عام 1995، مما أدى إلى تراجع أسهم الشركة المصنعة له والتي رفضت تحديث نظام أنابيب الماء فيها ووجدت أن كلفة ما يراد منها أكثر من فوائد إنتاج هذه الوسيلة المانعة للحمل! والمفارقة أن إدارة الدواء والغذاء الأميركية طلبت فقط مراعاة ضوابط صناعية أدق لضمان السلامة بالدرجة الأولى ولم تكن هناك أي تحفظات ألبته على فكرة هذه الوسيلة لمنع الحمل، بل استمر إنتاج وبيع واستخدام هذه الوسيلة في كندا وأوروبا. وطوال عشرة أعوام كان الأمر بين أخذ ورد بين الناس المطالبين بالسماح بإنتاجه واستخدامه; والنساء منهم بالذات من جهة وبين الشركة المصنعة من جهة ثانية وإدارة الدواء والغذاء الأميركية صاحبة القرار الفاصل في هذا الشأن. خلال هذه المدة أكدت الإدارة عدة مرات موقفها غير الموجه للإسفنج المهبلي بالذات. وفي عام 2000 تملكت شركة أخرى حق إنتاجه وبدأت المفاوضات من جديد إلى أن أصدرت الإدارة بياناً في ابريل (نيسان) هذا العام تضمن السماح بإنتاجه وبيعه واستعماله في الولايات المتحدة، وتتوقع العديد من المصادر الطبية والصناعية أن يتوفر للمستخدمات بحلول أغسطس (آب) القادم.

الإسفنج المهبلي عبارة عن قرص بشكل قطعة «الدونات» مصنوعة من مادة بلاستيكية تحتوي على مادة متلفة للحيوانات المنوية تدعى «نونوكسنول - 9» يتم إدخاله من قبل المرأة في المهبل ليثبت فوق عنق الرحم مباشرة، ويتصل بهذا القرص رباط يستخدم في سحبه للخارج بعد فترة 6 ساعات من الجماع على الأقل، كما لا يجب أن يبقى بعد 24 ساعة من وضعه داخل المهبل. وهناك عدة موانع لاستخدامه أهمها سلامة عنق الرحم من القروح أو السرطان. والبعض يرى في حالة وجود التهاب ميكروبي. وتبلغ نسبة نجاح منع الحمل حوالي 90% على أقصى تقدير.

إن زيادة وعي النساء بالآثار الجانبية الضارة جراء تناول حبوب منع الحمل بشكل غير مدروس يفرض البحث عن وسائل أفضل.