استفسارات طبية

د. حسن محمد صندقجي*

TT

* مرض النقرس

* أجريت تحاليل وكانت نسبة «اليورك أسد» لدي490 ملغراما، فهل أنا معرض للإصابة بالنقرس ولماذا هي مرتفعة لدي؟ (أبو فواز ـ الرياض).

ـ ترتفع نسبة «اليورك أسد» أو حمض البول، لدى العديد من الناس في مناطق دون أخرى من العالم ولدى الرجال بشكل خاص. والنقرس مرض يصيب المفاصل بالالتهاب ويصاحبه ارتفاع في حمض البول وعادة ما تكون نسبته في الدم أكثر من 600 مكرومول مقارنة بأعلى معدل طبيعي لدى الرجال البالغ 420 والنساء 360 مكرومول. وأهم أسباب ارتفاع حمض البول هو قصور الكلى عن التخلص منه كما في حوالي 90% من حالات النقرس، بينما زيادة إنتاجه لا تبدو إلا في 10% منها ولا تتجاوز الحالات الوراثية المؤدية لارتفاعه نسبة 1%. وهناك العديد من الحالات المرضية يصاحبها ارتفاع حمض البول كالفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول ومرض السكري والسمنة وكسل الغدة الدرقية وتناول بعض الأدوية كبعض مدرات البول أو تناول كمية قليلة من الأسبرين يومياً. أما الغذاء فأهم ما يزيد في نسبته هو تناول المشروبات الكحولية وبدرجة أقل الوجبات عالية المحتوى من البروتين مثل أعضاء الضأن أو العجل كالكبد والنخاع واللسان والكوارع بشكل أكبر أهمية من لحمها الصافي.

وكذلك الدواجن ذات اللحم الأحمر كالحمام والبط، والأسماك كالربيان وسمك التونا والكفيار. وبعض الخضروات كالسبانخ والبقول كالعدس والبازلاء. وأهم وسيلة للتخلص منه هو مساعدة الكلى على التخلص منه عبر شرب كمية كافية من الماء يومياً خاصة في الأجواء الحارة إذا كان القلب أو الكلى سليمين.

* الصداع وضغط الدم

* لدي ارتفاع في ضغط الدم وأشكو من الصداع أحياناً، هل الضغط هو السبب، مع العلم أن عمري 51 سنة؟ (ناديا محمود ـ القاهرة).

ـ من غير المعتاد طبياً أن يسبب ارتفاع ضغط الدم صداعاً بالرغم من الاعتقاد الشائع بذلك. والحقيقة أن في بعض حالات ارتفاع ضغط الدم الشديدة يتأثر الوعي لدي المريض وليس مجرد صداع كأن يكون مقدار الضغط 160 على 121 مثلاً وهذه حالة يجب العناية بها بشكل فوري. لكن أهمية السؤال هذا هو أن الأصل في ارتفاع ضغط الدم ألا يسبب صداعاً أو أية أعراض أخرى يحس بها الإنسان في غالب الأحوال. والربط الخاطئ للصداع بارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى الإهمال في جانبين، الأول إهمال قياسه بشكل دوري طالما لا يحس المرء بصداع وإهمال البحث عن سبب الصداع حينما يجد المرء ضغط دمه مرتفعاً حينها فيعزوه إليه.

وكثير من المصادر الطبية تبرر ارتفاع ضغط الدم أحياناً، ولدى قلة من المرضى، مع الصداع وليس العكس بأن شعور المرء بالصداع وانزعاجه منه يؤدي إلي زيادة إفراز هرمونات كالأدرناليين مثلاً التي تؤدي إلي ارتفاع الضغط لدى بعض الناس بدرجات متفاوتة وبشكل مؤقت في الغالب. وفي المقابل هناك حالات كثيرة يرتفع فيها الضغط حتى لدى السليمين من ارتفاعه المرضي، مثلا أثناء ممارسة الرياضة العنيفة أو العملية الجنسية مثلاً ولا يحس المرء حينها بالصداع!

* البطاطا والوزن

* بما أن البطاطا تحتوي على سعرات حرارية منخفضة فهي لا تزيد الوزن، فلماذا ينصح بعدم أكلها لتخفيض الوزن؟ (د. محمد خالد ـ جدة).

ـ ورد هذا السؤال في سياق التعليق على مقالي الماضي حول البطاطا، والذي ذكرته حينها بعد عرض قيمتها الغذائية العالية من المعادن والأملاح والفيتامينات هو أن كل 100غرام نيئ منها يحوي حوالي97 كيلو كالوري من الطاقة، وكذلك تقريباً يحتوي نفس الوزن من المسلوق أو المشوي في الفرن منها، بينما 100غرام من «الفرنش فرايز» (البطاطا المقلاة من كل جهاتها) تحتوي على حوالي300 كيلو كالوري نظراً لتشبع البطاطا حينها بالزيت المستخدم في القلي. إن تناول البطاطا من قبل الإنسان السليم وخاصة من هم في مقتبل العمر ومرحلة بناء الجسم أو حتى من يعاني السمنة ومرض السكري هو غاية في الفائدة، لكن ضمن كمية الطاقة الغذائية اليومية المناسبة له. ومعلوم أن من لديه سمنة أو مرض السكري يتناول كمية من طاقة الغذاء أقل من غيره، فليس هناك غذاء يقال عنه يجب عدم تناوله بالمطلق، بل الأغذية تصنف حسب ما تحتوي وتحسب كمية الطاقة في وزن معين منها ومن ثم يتناول المرء منها الكمية المناسبة له. فمن لديه سمنة يستطيع تناول ما شاء من أصناف الطعام ضمن ضبط كمية الطاقة في مجمل وجباته الغذائية بألا تتجاوز مثلاً 1600 كيلو كالوري في اليوم الواحد وحسب التقسيم الذي تشكل السكريات 55% والبروتينات 25% والدهون 15% من مجمل طاقة الغذاء اليومي. والحالات التي يمنع المرء من تناول منتج غذائي معين هي حالات قليلة في الطب، وأوضح مثال الحساسية من صنف غذائي معروف كالسمك بالنسبة للبعض والسمسم للبعض الأخر مثلاً أو الحالات التي تسبب مركبات معينة في منتج غذائي ما إثارة مرض معين كالأجبان الصفراء لمن يشكو من الصداع النصفي أو الكفيار لمن لديه ارتفاع في حمض البول مثلاً وهكذا.

* حبوب الفيتامينات

* هل تناول حبوب الفيتامينات ضروري للإنسان؟ (فوزية أحمد ـ دبي) ـ الفيتامينات هي مواد كيميائية ضرورية للجسم ذلك أن العديد من التفاعلات الكيميائية في الجسم تحتاج إليها كي تتم. والجسم لا يصنع الفيتامينات بل يحصل عليها من الوجبات الغذائية بأنواعها. لكن لا يجب تناولها كحبوب دوائية إلا في الحالات المرضية التي تنتج عن نقصها في الجسم، وهو ما يتم تشخيصه من قبل الطبيب أو في الحالات التي لا يستطيع الغذاء سد حاجة الجسم منها كأثناء فترة الحمل بالنسبة لفيتامين الفولييت مثلاً أو المسنين والمرضى المصابين بأمراض مزمنة كمرض السكري مثلاً والذين لا يتناولون كمية جيدة ومتنوعة من الأطعمة الطازجة. أما الأصحاء البالغون أي الذين لم يتم تشخيص نقص لديهم في أحد الفيتامينات فلا يوجد مبرر علمي لتناولها على هيئة حبوب بل الغذاء الصحي المتنوع والطازج هو أفضل المصادر للحصول على الفيتامينات في هيئات طبيعية وفعالة مفيدة للجسم. ولم تثبت الدراسات على كثرتها أن تناول الفيتامينات يقي من الإصابة بأمراض شرايين القلب مثلاً ولذا تناولت رابطة القلب الأميركية في إرشاداتها عام 2004، الفيتامينات والمعادن بقولها: حبوب الفيتامينات المضادة للأكسدة كفيتامين «سي» وفيتامين «إي» لا يجب تناولها للوقاية من أمراض شرايين القلب، وتعد من وسائل العلاج التي يجب تجنبها. وكذلك الحال بالنسبة للوقاية من السرطان على أنواعه إذ تقول جمعية السرطان الأميركية في إرشاداتها الحديثة ننصح بالوجبة المتكاملة ولا ننصح مطلقا بتناول حبوب مجموعة فيتامينات ومعادن كوسيلة وقاية أو علاج للسرطان. وقبلهما أصدرت هيئة الأدوية البريطانية تقريرها حول حبوب الفيتامينات والمعادن عام 2002 وأشارت إلى جملة أمور منها أن الغذاء أفضل من حبوب الفيتامينات والمعادن نظرا لاحتواء الوجبات الغذائية المتكاملة على عناصر طبيعية لا تغني عنها الحبوب بحال. وتناول الفيتامينات والمعادن فوق ما هو منصوح به يسبب مشاكل صحية خطيرة، كما هو الحال لدي السيدات الحوامل أو من هن في سن الحمل إذا ما تناولن كمية عالية، وتناول جرعات زائدة من بعض المعادن يؤدي إلى نقص معادن أخرى، فزيادة تناول الحديد من قبل من لا يحتاج إليه تنقص نسبة الزنك في الجسم وهكذا، من هنا فان هناك ضرورة لممارسة الحذر في تناول جرعات عالية من هذه الفيتامينات أو المعادن المركزة ما لم تكن هناك ضرورة.

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض