إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات.. مختبريا

أبحاث بريطانية ستقود إلى ثورة في علاج العقم والإنجاب

TT

يستأثر موضوع الخلايا الجذعية اهتمام الكثيرين في العالم اليوم من أطباء وعلماء وهيئات مختلفة أخرى إضافة إلي عامة الناس، خصوصاً المرضى بمختلف أنواع الأمراض الذين يعجز الطب اليوم عن «شفائهم»، كالأزواج والزوجات ممن يعانون من العقم أو مرضى السرطان أو فشل بعض أعضاء الجسم. فلم يبق أحد ممن له علاقة بالطب أو ليس له علاقة به إلا وله اهتمام بهذا الموضوع الساخن بكافة المعايير. فالجدل حوله علمي واجتماعي وأخلاقي واقتصادي وهلم جرا.

وقد توصل العلماء إلى معرفة الخلايا الجذعية التي هي أصل خلايا الجسم بأنواعها، وهي تتجاوز 200 نوع في جسم الإنسان البالغ، ثم توصلوا إلى معرفة أماكن أخرى لوجودها إضافة إلى ما هو في الجنين خلال الأيام الأولى من حياته، فنحصل عليها اليوم من ثلاثة أماكن: الأول من «كرة الخلايا» الجنينية حينما يكون عمر الجنين بضعة أيام، والثاني من «الحبل السري» الذي يصل الجنين بالأم أثناء الحمل وثالثاً من أعضاء مختلفة في جسم الإنسان البالغ كالدماغ ونخاع العظم والكبد وغيرها.

ثم تمكن العلماء بعد هذا من تنمية تكاثر الخلايا الجذعية فأصبح من الممكن الحصول على عدد كبير منها عبر تهيئة الظروف الملائمة في المختبرات لذلك. وواجهت العلماء مشكلة في كيفية الحصول عليها، إذ يقتصر، اليوم، النوع الجنيني منها على الفائض عن الحاجة من الأجنة التي يتم إنتاجها ضمن عملية التلقيح الصناعي في عيادات علاج العقم بالتلقيح الصناعي خارج الرحم، وذلك مما تهابه الزوجات، فكان المخرج هو ما توصل العلماء من كوريا الجنوبية في الشهر الماضي إليه بإنتاج خلايا جذعية من خلايا إنسان بالغ، سليما كان أو مريضا، فأصبح بالإمكان تجاوز الحاجة إلى حصول التلقيح من حيوان منوي ذكري وبويضة أنثوية، عبر إحلال نواة خلية الإنسان البالغ.

ويوم الاثنين الماضي وأثناء انعقاد المؤتمر الأوروبي السنوي للتناسل البشري وعلم الأجنة في كوبنهاغن بالدنمارك أعلن الباحثون من جامعة شيفلد البريطانية أن الخلايا الجذعية الجنينية قد تكون مصدراً ممكناً لإنتاج الحيوانات المنوية أو البويضات، فقد توصلوا إلى ملاحظة أن ضمن الخلايا الجذعية التي تتم تنمية تكاثرها في المختبر توجد مجموعة من الخلايا تتكاثر ولها صفات الخلايا التي تخرج منها الحيوانات المنوية أو البويضات، وتعرفوا عليها بوسائل عدة. فالخلايا السابقة لتكوين الحيوان المنوي أو البويضة تشكل ما يسمى بالجسم الجنيني وهو ما يفرز خلايا الحيوان المنوي أو البويضة، فتمت تنمية تكاثر هذه الأجسام. والعمل المستقبلي لهم سيكون معرفة ما هي الظروف والوسائل لحث تحول خلايا الجسم الجنيني إلى حيوان منوي أو بويضة؟ فهم لما ينتجوها بعد لكن الطريق قصير جداً لبلوغ ذلك.

وذلك يعني ببساطة أن بإمكان من لا توجد لديه حيوانات منوية أو من لا تستطيع إنتاج البويضة لأي سبب كان أن يتمكن من الإنجاب!، وان إنجاب المرأة لن ينقطع ببلوغ سن اليأس أو استئصال المبيضين أو ربما حتى الرحم، لكن هل يعني هذا أننا سنأتي على وقت يتمكن الطفل من القدرة على التلقيح وتكون له ذرية ولما يبلغ بعد؟، هذا ما ستجيب عنه بحوث المستقبل.

إن أهم ما يثير الطب اليوم في أبحاث الخلايا الجذعية هو علاج الأمراض المستعصية، لكنّ هناك جانبا خياليا لا يمكن وقف أحلام الناس والعلماء فيه.