إجازة تحليل جديد لرصد أمراض شرايين القلب

يتعرف على إفرازات داخل جزء الشريان المتضيق أثناء حدوث الألم

TT

سيكون من المتاح للأطباء في أقسام الإسعاف أو أقسام العناية المركزة وغيرها أن يتمكنوا بسهولة من تشخيص معرفة سبب الآم الصدر، هل أن مصدرها شرايين القلب أم غير ذلك، الأعضاء في القفص الصدري. ويتم إجراء التشخيص خلال وقت قصير، إذ من المتوقع أن يتوفر لهم تحليل نسبة أحد بروتينات الدم في أغسطس (آب) المقبل على أبعد تقدير الأمر الذي يمكنهم من ذلك. وقد صدرت هذا الأسبوع إجازة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذا النوع من التحاليل.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ما هي أهمية هذا الأمر؟ وللإجابة عليه علينا تصور ما يواجه الأطباء في الوقت الراهن من صعوبات مركبة غير بسيطة في الإجابة عن سبب ألم الصدر الذي يشكو منه شخص ما، إذا ما شكا ذلك للطبيب في العيادة أثناء حديثه معه أو دفعه إلي الذهاب إلى قسم الإسعاف في آخر الليل بسبب معاناته منه. وبعد سؤال المريض بشيء من التفصيل عن جملة من الأمور وبعد فحصه سريريا من قبل الطبيب فإن تفكير الطبيب مبرمج ضمن عدة احتمالات تعتمد على حقيقتين في ذهنه، أولاً: الأعضاء المسببة للألم تأخذ طيفاً واسعاً تشمل الرئة والمريء والمعدة والشرايين الكبيرة في الصدر وعضلات الصدر وعظام وغضاريف القفص الصدري والرقبة إضافة إلى أهم الأعضاء ألا وهو القلب. ثانياً: لو كان القلب هو السبب، فإنه كما هو معلوم مكون من عدة أجزاء، فربما كانت الشرايين هي المسؤولة عن ذلك وهو في الغالب لكن ربما كانت أجزاء أخرى من القلب مسؤولة عنه. ولو كانت الشرايين هي السبب فلن يتمكن الطبيب من إجراء تحليل لتقويم حالتها إلا في حالتين، الأولى: آلام الذبحة الصدرية غير المستقرة وهي ما تظهر تغيرات في رسم تخطيط القلب بدرجة غير دقيقة، أو حينما تحصل جلطة ناجمة عن انسداد الشريان بالكامل وحينها فقط تدل تحاليل المختبر على وجود مرض في الشريان التاجي للقلب مسؤول عن الألم الذي يحس به المريض عبر ارتفاع نسب مواد كيميائية توجد داخل خلايا القلب فترتفع النسبة نتيجة تحلل الخلايا، أي أننا نصل متأخرين بوسائلنا، أو الحل الأدق هو أننا نأخذ المريض مباشرة إلى مختبر القسطرة لتصوير الشرايين بدقة أو نجري اختبار جهد القلب له، وكلتاهما وسيلتين غير عمليتين البتة لإجرائهما في منتصف الليل لمعرفة فقط هل هي الشرايين أم غيرها السبب في الألم؟ وإن كان الجواب مهما لكن لا يلجأ إليهما ما لم يكن هناك وضع حرج يؤثر على حياة المريض ويستدعي إجراء مثل هذه الفحوص الدقيقة. وفي المراحل التي تسبق الجلطة ويكون فيها ضيق الشريان مؤثراً عند بذل الجهد مما يجعل الإنسان يشعر بألم الصدر، فإنه لا يوجد تحليل يساعد الطبيب.

* إفراز الشرايين

* من هنا دعت الضرورة إلى اكتشاف مادة تفرزها الشرايين في نفس الوقت الذي تؤدي فيه إلى ألم الصدر. وهي في حقيقة الأمر فكرة رائعة لم نصل إليها بعد بل وصلنا إلى نتيجة قريبة تم الإعلان عن أهم الدراسات حولها في مجلة «نيو إنغلند» الطبية عام 2003، حيث أثبتت أن هناك مادة تفرزها خلايا الدم البيضاء المتغلغلة داخل جزء الشريان المتضيق إن كان بدرجة مؤثرة. وبعد نشر هذه الدراسة تم عرض الأمر على إدارة الغذاء والدواء الأميركية لإجازة صنعه واستخدامه، وهو ما تم هذا الأسبوع.

التحليل يقيس نسبة بروتين «مايلوبيروكسديز» في الدم، ولو وجد أنه مرتفع لدى من يشكو من ألام الصدر فإن هناك إصابة في الشرايين تستدعي العلاج، وترتفع نسبته كذلك لدى من لديه مرض في شرايين القلب لكنه لا يحس بالألم وقبل إصابته بجلطة القلب. وهو تحليل قيم يستثني سبب الأعضاء في ألم الصدر كما أنه يعطي صورة مبكرة عن حالة الشرايين، وربما يصبح في المستقبل تحليلاً روتينياً كتحليل نسبة سكر الدم أو الكوليسترول لمعرفة الشيء قبل حصوله، أي أنه يعطي الطبيب فكرة أدق عن مدى وجود مرض في الشرايين لدى إنسان ما من عدم ذلك!، وهو ما يعول الباحثون من «كلفلند كلنك» مطورو هذا التحليل عليه كثيراً.