استطاع العلماء الألمان من جامعة بون، عزل جين معين وظيفته تقرير السرعة التي يتليف بها الكبد نتيجة الالتهابات والعقاقير والكحول. واضافة الى ذلك تمكنوا أيضا من اكتشاف بروتين معين كفيل بعرقلة عمل هذا الجين وبالتالي إبطاء عملية تليف خلايا الكبد.
وذكر مصدر في جامعة بون أن التجارب المختبرية على الفئران أثبتت فعالية البروتين المكتشف في إبطاء عملية تليف الكبد. وكان البروفيسور فرانك لامرت من جامعة بون وزميله زيغفريد ماترن، من الجامعة الطبية في آخن، قد نجحا في عزل الجين المسؤول عن سرعة تليف الكبد ومنحاه اسم العامل المتمم 5 Complement Factor 5 (C5). وكان العلماء على علم بوجود عامل وراثي ما في حالات تليف الكبد إلا أنهم لم ينجحوا في الكشف عن الجين المسؤول عنه.
وذكر لامرت أن العامل المتمم 5 هو جزء من نظام الجسم المناعي الذي يولد مع الإنسان، يتم فرزه بشكل مضاعف من قبل الجسم عند حصول الالتهابات، ويؤدي عكس المتوقع، إلى زيادة سرعة العملية الالتهابية. وهذا يعني إن هذا الجين يفاقم التلف في الكبد كلما زاد نشاط النظام المناعي ضد العملية الإلتهابية. وهكذا يتحول الالتهاب المزمن في كبد الإنسان، بتأثير هذه العملية، إلى تليف يقرر الجين المتمم سرعته. وقدر لامرت، في مقالة ستنشر في عدد اغسطس المقبل من «العلوم الطبيعية»، موت 14 ألف ألماني سنويا بسبب تليف الكبد.
علاوة على هذا الاكتشاف، نجح العالمان في «تركيب» بروتين صغير يكبح نشاط العامل المتمم 5 في خلايا الكبد. وظهر من التجارب على الفئران أن البروتين قلل سرعة تليف الكبد بشكل ظاهر مقارنة بمجموعة الفئران التي لم تتلق هذا البروتين. ويمكن للعلاج بهذا البروتين مستقبلا تقليل سرعة تليف الكبد عند الأشخاص المهددين وراثيا به، كما يمكن مساعدة المعانين سلفا من تليف الكبد بواسطته. ويعتقد لامرت أن الكشف عن آلية الجين المتمم 5 بالعلاقة مع البروتين المضاد له يمكن أن يعين الطب مستقبلا في الكشف عن آليات جديدة لمعالجة الأمراض المزمنة في أعضاء حيوية أخرى مثل الرئة والكليتين.