المنظار الجراحي القاطع العلاج الأمثل للتضيق الإحليلي

د. مجدي راجخان لـ«الشرق الاوسط» : الحالات تنجم عن الأمراض الجنسية والعمليات الجراحية.. إلا أن أغلبها تنجم عن حوادث المرور

TT

يشتمل الجهاز البولي على كليتين وحالبين ومثانة وإحليل، وتتشابه هذه الأعضاء عند الجنسين ما عدا الإحليلUrethra ( المجرى البولي الأخير)، الذي يختلف في الرجل عنه في المرأة، إذ يتراوح طوله بين 18 و20 سم لدى الرجل، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: موثي وغشائي وإسفنجي، وهو مجرى بولي صرف قبل انفتاح الأقنية المنوية الدافقة عليه، ثم يصبح بعدها مجرى بولياً تناسلياً. ويحاط الإحليل عند خروجه من المثانة بغدة الموثى (البروستاتا) PROSTATE، فيسمى بالموثي.

وتتوارد في الآونة الاخيرة أسئلة كثيرة عن مرض عضوي هام وشائع وليس نادر الحدوث، إنه تضيق الإحليل الذكري Urethral Stricture الذي يصيب الكثيرين من فئة الشباب.

أسباب التضيق

* عن أسباب هذه الحالة «التضيق الإحليلي»، يقول الدكتور مجدي بن إبراهيم راجخان استشاري جراحة المسالك البولية بالمركز الطبي التخصصي بمستشفى الملك فهد بجدة، إن لضيق الإحليل أسبابا عديدة، من أهمها:

1 ـ الالتهابات المتكررة والناتجة عن الأمراض الجنسية خصوصاً مرض السيلان الذي يشيع في فئة الشباب الذين يمارسون الحياة الجنسية بصفة غير شرعية.

2 ـ استخدام المواد الكيميائية العالية اللزوجة عند ممارسة العادة السرية.

3 ـ بعد إجراء عمليات متعددة بالمنظار الجراحي عبر الإحليل وهذا النوع من التضيق يكون منتشراً في المرضى المسنين وذلك لاستئصال البروستاتا والأورام من المثانة البولية.

4 ـ نتيجة حادث مروري أو حادث سقوط على منطقة الحوض فتنكسر بعض أجزاء عظم الحوض وبالتالي تتمزق أنسجة الإحليل بشكل جزئي أو كلي، وما هو جدير بالذكر أن هذا النوع من التضيق هو الأكثر شيوعاً في بلدنا وذلك نتيجة زيادة معدل الحوادث المرورية، بعكس الدول الأوروبية والأفريقية حيث تكون الأسباب الأخرى هي الأكثر شيوعاً.

الأعراض والتشخيص

* يمكن تشخيص حالة «التضيق الإحليلي» بصفة مؤكدة بالمنظار الجراحي وبالتالي يتم قطعه وتوسيع الإحليل، وهذا هو التشخيص الأكيد، كما تكون الاستعانة في التشخيص بالأشعة الملونة في منطقة الحوض, وكذلك قياس قوة دفع البول بواسطة الجهاز القياسي للتبول.

وعن الأعراض والمضاعفات يقول الدكتور راجخان ان المريض يلاحظ ضعفاً في قوة دفع البول، مع تخفيف في سمك البول المندفع وأحياناً تتعدد اتجاهات مجرى البول اضافة الى حرقة التبول وعدم الرضا عن تفريغ المثانة البولية والشعور ببول متبقٍ داخل الجسم. وهناك حالات نادرة يشتكي فيها المريض بألم في الخاصرتين نتيجة ضغط البول المتزايد على الحالبين وبالتالي على الكليتين، فيكون في هذه الحالة قصور في عمل الكليتين وما يسمى بالفشل الكلوي.

ويمكن أن يؤدي التضيق إلى التهابات متكررة في البروستاتا تكون مزمنة ولا يمكن علاجها إلا بعلاج ضيق الإحليل.

العلاج والوقاية

* 1 ـ يكون بإجراء عملية جراحية بالمنظار وهي تعتبر من العمليات الحديثة، ويستوجب على المريض المتابعة بالعيادة الخارجية باستمرار للتأكد من عدم ارتجاع الضيق، خصوصاً في السنة الأولى بعد العملية حيث من الممكن أن يحتاج المريض إلى توسيع منتظم في العيادة الخارجية مع متابعة العلاج.

2 ـ بعض الحالات يحتاج المريض فيها إلى إجراء عملية فتح جراحي وهذا يعتمد على سن المريض وطول وهيئة الضيق.

وعن أهم طرق الوقاية من هذا المرض ينصح الدكتور مجدي راجخان بالآتي:

ـ الابتعاد عن الأمراض الجنسية المعدية باستخدام الأساليب الوقائية.

ـ الذهاب إلى الطبيب عند الشعور بأي عرض في حالة التبول أو نزول مادة لزجة من القضيب.

ـ اتخاذ سبل السلامة عند القيادة واتقاء الحوادث المرورية قدر الإمكان.

ويذكر هنا أنه تم في مستشفى الملك فهد العام بجدة إجراء دراسة إحصائية مرجعية لحالات تضيق الإحليل أوضحت نتائجها أن معظم حالات التضيق الإحليلي كانت ناتجة عن حوادث مرورية وشكلت 70% من الحالات وهذه النسبة تعتبر نسبة عالية مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى. ولحسن الحظ فإن معظم الحالات قد تم علاجها بالمنظار الجراحي القاطع بشكل مرضٍ ولا تستدعي التدخل الجراحي إلا في حالات معينة.