تحذيرات طبية من «سمنة الصيف»

النشاط البدني ضروري للحفاظ على الصحة

TT

اعتاد الناس في فصل الصيف وخلال فترة الإجازة، قضاء اغلب أوقاتهم خارج المنزل للتنزه والترويح عن النفس وبالتالي الاعتماد بشكل كبير على المطاعم في تناول وجباتهم الغذائية اليومية. فتصبح المطاعم في الصيف بمثابة المطبخ البديل للاسرة إما بالذهاب إليها آو بإحضارها إلى المنزل.

فاذا ما وعى الناس لاختياراتهم الغذائية فلن تكون هناك مشكلة، أما إذا اقبلوا على الاطعمة السريعة والجاهزة وما تحتوي من أنواع المرطبات والمشروبات والمسليات بدون وعي غذائي فسوف تكون هناك مشكلة بالفعل، حيث ستترك هذه الاطعمة آثارها السيئة على الصحة و من أحد هذه الآثار وأخطرها .. السمنة.

اختصاصية التغذية نسرين فايز زقزوق تؤكد من واقع خبرتها العملية أنه أصبح من المألوف لديها أن تجد في عيادتها، بعد انتهاء العطلة الصيفية من كل سنة، طوابير ممن يشتكون من السمنة التى خلفها لهم الصيف ويودون التخلص منها.

«سمنة الصيف»

* رغم ان الصيف يتميز بأشياء ومعطيات سخية تتعلق بصحة الانسان ونشاطه وحيويته، فهو فرصة للانطلاق والنشاط وممارسة شتى أنواع الرياضة الممكنة، ففي الأجازة متسع من الوقت لكل من أراد أن يغتنم الفرصة للمشاركة في البرامج التي تتميز بالحركة والنشاط للاستفادة منها بدلا من ان نتركها تمر وتذهب أدراج الرياح دون الاستفادة منها بل مخلفةً بعض الكيلوجرامات الزائدة التي نثقل بها اجسامنا.

وبدلا من اكتساب نوعية حياة افضل نجد ان الأغلبية يركنون إلى الخمول والكسل والسهر لساعات متأخرة، سواء كان ذلك لحضور المناسبات التي تكثر في الصيف أو حتى لمجرد السهر بحكم العادة في الإجازات، وهو ما أصبح للأسف أحد سمات إجازتنا الصيفية وما يصاحب ذلك من إقبال على أطعمة مفيدة وغير مفيدة لحاجة ولغير حاجة، فقط للتسلية. إضافة إلى أنهم يفوتون على أنفسهم أهم وجبة في اليوم وهي وجبة الإفطار، فغالبية الناس في الصيف نجدهم لا يتناولون فطورهم نظرا لانهم يستيقظون في الغالب بعد الظهر مما يترتب عليه عدم تنظيم الوجبات التي هي ايضا من احد اسباب السمنة.

وإن ما يُقلق ويَسترعي الانتباه هو الاقبال غير العقلاني من الصغار والكبار على الوجبات السريعة، سواء كانت اجنبية أو محلية وجعل هذه الوجبات هي الطعام اليومي لهم تحت إغراء الدعاية والإعلانات لهذه الوجبات التي يجري اللعاب لمنظرها المشهي فيقع الناس في شراك اثارها السلبية، فهذا يقول «غذاء حتى الاشباع» وذلك يدعوك لان «تدفع زيادة قليلة في السعر» لتحصل على كمية اكبر من الطعام. المحصلة هي أن يأكل الناس اكثر مما يحتاجون اليه بالفعل. ناهيك عن المشروبات سواء غازية أو عصائر مليئة بالسكر ومسموح لك أن تملأ كوبك بهذه المشروبات كلما شئت، فتحتل هذه المشروبات حيزا كبيرا على حساب شرب الماء الذي هو عنصر هام للجسم وبدون أن يضيف للجسم أى سعرات حرارية تذكر.

إن معظم هذه الوجبات فقيرة في قيمتها الغذائية وغنية بالمواد الدسمة والنشوية والسعرات وغالبا لا تؤمن لنا احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن التي تؤخذ من الفواكه والخضر كما أنها فقيرة في الألياف أيضا.

التوازن والاعتدال مطلب مهم وضروري للحفاظ على الصحة، فالتنويع في الغذاء، والاعتدال في الكميات، وعدم الإسراف قاعدة أساسية للحفاظ على الصحة ولكنها غير كافية ولا تحقق التوازن المطلوب إذا لم يُمارس معها النشاط البدني لنحصل على التوازن الكامل والحقيقي.

ولنعرف أهمية التوازن بين الغذاء والحركة نجد أن الهرم الغذائي الجديد اضاف النشاط البدني وجعله عنصراً أساسياً من مقومات الهرم الغذائي الجديد لما في النشاط البدني من أهمية وتكامل مع الغذاء الصحي، فلا يكفي أن نطبق جانب الغذاء الصحي ونهمل النشاط البدني أو العكس فكلاهما مكملٌ للآخر للتمتع بصحة جيدة.