بين الخطأ والصواب

TT

معاناة مرضى العيون في الصيف

* يخطئ الكثيرون في اعتقادهم أن آثار ومضار أشعة الشمس على العينين تتلاشى نهائياً بمجرد البعد عن أشعة الشمس المباشرة، فيضعون جانباً النظارات الشمسية إذا ما جلسوا في المناطق المظللة. وتكون النتيجة التهابات حادة في العينين وزيادة الحساسية للمصابين بها في السابق! الصحيح في الأمر، أن الشمس في فصل الصيف تبعث بكمية هائلة من أشعتها إلى الجزء الذي نعيش عليه من الكرة الأرضية وأن هذه الأشعة تكون في معظم الأوقات عمودية على الأرض، وأن جزءاً كبيراً منها ينعكس إلى مسافات طويلة داخل الأماكن المظللة كما ان كمية الإشعاع الضوئي غير المرئي هائلة إضافة إلى شدة الحرارة وشدة الجفاف. هذه العوامل تؤثر على العينين مثلما تؤثر على البشرة بل إن تأثيرها يكون مضاعفاً بالنسبة لمن لديهم أمراض حساسية والتهابات مزمنة بالعين فتؤدي إلى زيادة تأثرهم ومعاناتهم. أما عن ارتداء النظارات الشمسية وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة للضوء، فإن الأنواع الجيدة منها تساعد على حماية العين من تأثير الأشعة فوق البنفسجية والتي تسبب الكثير من المشاكل للعين ومن أهمها الماء الأبيض، كما أن النظارات الشمسية تحمي العين من الأتربة والغبار.

وبشكل عام ننصح المصطافين الذين يؤمون الشواطئ في هذه الأيام بعدم التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس سواء المباشرة أو غير المباشرة لأن حبات الرمال وسطح ماء البحار أو المسابح تعكس أشعة الشمس بشكل كبير وخطير ليس فقط على الجلد وإنما على العينين أيضاً.

مضاعفات مرضية خطيرة

* يخطئ الكثيرون بالتهاون والتراخي في عمل الفحوصات الطبية الدورية حتى وإن كانوا مصابين بأحد الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، وينتهي الأمر عادة بالإصابة بأحد الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي الذي يفاجئ المريض دون ظهور أي أعراض تشير إلى الإصابة به.

وبالفعل فإن الأطباء يؤكدون على ضرورة إجراء تلك الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أي مضاعفات مرضية محتملة، خاصة إذا كان الشخص يعاني من الضغط أو السكري أو كليهما. ويأتي في مقدمة هذه الأمراض الفشل الكلوي الذي يعتبر توأما لضغط الدم. وتصبح فيه الكلية عاجزة عن القيام بوظائفها الحيوية العديدة مثل تصفية الدم من السموم الناتجة عن عمليات الاستقلاب في الجسم. وعندها تبدأ المظاهر السريرية الدالة على الإصابة بأمراض الكلى بالوضوح تدريجياً فيظهر الزلال أو البروتين في البول، والذي يتم اكتشافه بتحليل البول، ثم تتورم القدمان بسبب احتباس الماء والأملاح في الجسم، ويزداد الارتفاع في ضغط الدم وغير ذلك من المظاهر السريرية الأخرى.

ونظراً لمخاطر المضاعفات الكلوية وغيرها، لهذا ننصح بضرورة إجراء الفحص الطبي الدوري من أجل التشخيص المبكر ليس لداء السكري أو الضغط فحسب وإنما لغيرهما من الأمراض الأخرى التي قد لا تظهر سريرياً، أو التي تكون صورتها السريرية مخاتلة أو غير واضحة. كما ان التشخيص المبكر يلعب دوراً مهماً في نجاح المعالجة ومنع حدوث الاختلاطات أو المضاعفات الخطيرة وبالتالي يتم الحد من تطور المرض ومحاولة التعايش معه بسلام. إجراءات عملية زراعة الكلى

* يخطئ البعض بإصرارهم على التبرع بكلاهم لمريض عزيز عليهم بالرغم من إخبارهم بأنهم غير ملائمين للتبرع إما بسبب العمر أو لوجود مانع صحي لديهم أو سواه، وهذا شعور إنساني طيب فالمريض هو في حاجة ماسة لزراعة كلية له بسبب إصابة كليتيه بالفشل النهائي ومهدد بالموت! إن عملية زراعة الكلى يتم إجراؤها للمرضى الصالحين للزراعة من متبرعين أقارب أحياء أو من متوفين دماغياً.

وبالنسبة للأقارب الأحياء يجب أن تكون القرابة إما قرابة دم حتى الدرجة الثانية، أو قرابة بالرضاعة ويستثنى من ذلك الشرط الزوج والزوجة. وأن يكون التبرع عن رضاء واقتناع تامين وبدون أية ضغوط. وأن يكون المتبرع بصحة جسدية ونفسية كاملة، وأن لا يقل عمره عن (18) عاماً ولا يزيد على (60) عاماً. وأن يكون متوافقاً في فصيلة الدم مع المريض، وأن يكون اختبار خلايا المتبرع مع المتبرع له سلبياً، وكذلك اختبار مستضد التهاب الكبد الوبائي (B أوب) سلبياً. يتم زرع الكُلى للمرضى الصالحين للزراعة البالغين من العمر (30 ـ 60) عاماً، بشرط ثبوت أنهم مصابون بقصور كلوي نهائي. وليس لديهم أي مرض عضوي آخر بارز (مثل القرحة الهضمية النشطة، السرطان، الالتهابات الحادة أو المزمنة النشطة). وأن تكون نتائج جميع الفحوصات طبيعية، ونتيجة اختبار فيروس نقص المناعة سلبية، وكذلك نتيجة اختبار التهاب الكبد الوبائي (B أوب) سلبية، وأن يكون المرضى في توازن نفسي كامل ومنصاعين تماماً للعلاج. ويمنع المريض من زراعة الكُلى إذا كان مصاباً بسرطان غير قابل للشفاء، أو بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV+VE أو أن يكون مدمناً على المخدرات ولا يتجاوب بمتابعة العلاج والإرشادات الطبية.