مرضى ارتفاع ضغط الدم معرضون لفقدان حاستي التذوق والشم

كمبردج (ولاية ماساشوسيتس الأميركية): د. هوارد ليوين*

TT

بالمناسبة أيها الطبيب، هل فقدان الإحساس بالتذوق أو الشم هما أثران جانبيان لتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم؟

سؤال: أعرف صديقة فقدت حاسة التذوق والشم بعد سنوات من تناول أدوية الضغط بكثافة، هل هذا أثر مقبول لتناول الأدوية، أو على الطبيب المعالج لصديقتي أن يصف لها أدوية مغايرة؟ وهل فقدان التذوق أمر يمكن أن يعود؟.

الجواب: قدرتنا على الاستمتاع بالأطعمة تتطلب إثارة العديد من أطراف الخلايا العصبية في الفم والأنف، والتعريف المحدد للتذوق، هو قدرة الفم على تمييز ما هو مالح، حلو، حامض أو مر.

وهناك أمر خامس يسمى لذيذا ويقال له «يميي» (مأخوذ من الكلمة اليابانية المرادفة للذيذ)، الذي يثار بمادة كيميائية تدعى «غلوتاميت أحادي الصوديوم»، لكن ما نعبر عنه بالطعم هو في الحقيقة إحساسنا بالنكهة، والنكهة تتحدد بأمور تتعلق برائحة الأكل أكثر من تعلقها بمجرد الطعم.

ان فقد شيء من القدرة على الإحساس بالتذوق أو الشم يحصل غالباً بتقدم العمر ويبدأ بعد بلوغ الستين من العمر، لكن قبل تعليل فقدان هذا بتقدم العمر، فإنه يجب البحث عن أسباب أخرى. أهم الأسباب هو ضيق مجرى الأنف نتيجة الحساسية أو استنشاق دخان التبغ أو أي مثيرات أخرى، كذلك التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو لحميات الأنف. بعض الناس يصابون بفقدان حاسة الشم بعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وليس معروفاً لماذا يحصل هذا. الحوادث التي يصاب فيها الرأس، مرض السكري، اضطرابات الكبد، أمراض الكلى، مرض «باركنسن»، ونادراً نقص الزنك أو النياسين، كلها أسباب مؤدية إلي فقد حاسة الشم.

مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم قابلية لفقد التذوق والشم، ومن غير الواضح هل هو مرتبط بالأدوية أو المرض نفسه. أنواع أدوية ضغط الدم يذكر دوماً من آثارها الجانبية فقد التذوق كالحبوب المدرة للبول مثل «هايدروكلوروثيازايد»، ومثبطات «أي سي إي»، مثل كابتوبريل وإنلابريل وليزينوبريل.

إذا كانت مشكلة صديقتك ناتجة عن تناول الأدوية، فإنه ربما يمكن أن تعود لديها الحاسة، لكن يجب عليها عدم وقف تناول دواء الضغط قبل مراجعة الأمر مع الطبيب، إذ معا يستطيعان تغيير نوع الدواء أو اتخاذ خطوات أخرى لحل المشكلة. فعلى سبيل المثال، لو أن لديها جفافا في الفم نتيجة الأدوية المدرة للبول، فحينها يمكن أن تتناول قليلاً من الماء الذي يرطب الفم بما يكسب الطعام طعماً تستطيع الاستمتاع به.

من الممكن جداً أن يكون وقف تناول أحد الأدوية غير مجد، ولا يكون هناك سبب أخر يمكن علاجه كانسداد الأنف أو لحميات الأنف. وفي الحقيقة، فإن تحديد السبب يصعب للغاية لدى بعض الناس، وأحياناً أفضل ما يستطيع الطبيب هو مجرد التخمين فحسب.

إن على صديقتك ألا تيأس، فهناك بعض الأمور التي تستطيع محاولتها كتناول الفيتامينات والمعادن التي توفر لها الزنك والنياسين، فهذا ربما يفيد، لكن الاحتمال ضئيل، ولا يوجد دليل علمي مستند إلي إثبات، لكن لا ضرر منه في حالتها. وهناك أمر آخر وهو الأعشاب، لكن خبرتي فيها أن تناول الفلفل يمكن أن يسبب مشاكل لمن معدتهم حساسة. إضافة مادة «غلوتاميت أحادي الصوديوم»، ربما يفيد، لكنها تحتوي على كمية عالية من الصوديوم، فهي خيار غير جيد لصديقتك.

الأمور الأخرى تشمل تنويع الأكل وإضافة بعض محسنات النكهة وتناول العصير أثناء الطعام، وهناك بعض الناس يثير تناولهم للحلو في نهاية الوجبة إثارة حاسة التذوق، ولو كان الوزن زائداً تستخدم حبوب السكر الصناعي.