الحرق الكهربائي أخطر أنواع الحروق .. والحروق العميقة تحتاج إلى عملية ترقيع جلدي

د. يوسف سنبل لـ «الشرق الاوسط»: مراكز محدودة في العالم لزراعة الخلايا الجلدية

TT

تصيب الحروق أنسجة الجلد بتغيرات وتلفيات مختلفة نتيجة تعرضها لتأثير مباشر لحرارة مرتفعة كالبخار واللهب وأشعة الشمس أو مادة كيميائية حارقة كحامض الكبريت (ماء النار)، وغيرها، وتشكل الحروق أكثر من 60% من مجموع الإصابات.

ويختص بعلاج الحروق ومضاعفاتها فريق طبي مؤهل من قسم جراحة الحروق، وهو جزء من جراحة إعادة التقويم والتكميل، يهتم أيضاً بإعادة البناء والتقويم بعد الحوادث والإصابات وتشوهات الكوارث بشكل عام، مثل الزلازل وانهيار المساكن وتصادم القطارات، وما بعد عمليات استئصال الأورام.

الجلد هو العضو الأكبر حجما في جسم الإنسان، ويعتبر الجهاز المناعي الأول للجسم، حيث يلعب دوراً رئيسياً في الحماية من الميكروبات، كما يعتبر الظرف الذي يحوى كل أعضاء الجسم، وله دور رئيسي في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية. وينقسم الجلد إلى طبقتين: طبقة سطحية ورفيعة Epidermis، وطبقة عميقة وسميكة Dermis.

تصنيف الحروق < الدكتور يوسف سنبل، استشاري ورئيس قسم جراحة التجميل والتكميل والحروق بمستشفى الملك فهد بجدة، يشير إلى أن الحروق تصنف حسب درجة عمقها وبناء على طبقات الجلد المصابة إلى ثلاثة أنواع:

ـ حروق من الدرجة الأولى: تشفى بدون إجراء عمليات وباستخدام المراهم.

ـ حروق من الدرجة الثانية السطحية: وهي لا تتجاوز طبقات الجلد السطحية ولا تمتد إلى ما تحت الجلد، ومنها احمرار الجلد وظهور فقاعات ذات سائل شفاف. وهي تحتاج إلى اهتمام كبير لتجنب الالتهابات حتى لا تتحول إلى الدرجة الثانية العميقة، وتلتئم عادة بدون الحاجة لإجراء عمليات الترقيع الجلدي، وبواسطة العلاج التحفظي بمطهر وشاش الفازلين، ويعطى العلاج نتائج حسنة ولا يترك الحرق أثراً.

ـ حروق من الدرجة الثانية العميقة والدرجة الثالثة: وهي تصيب الجلد وتصل إلى طبقات ما تحت الجلد ومنها الطبقة الدهنية والنسيج الدهني تحت الجلد وقد تصيب العضلات والأوتار والأعصاب وقد تصل إلى العظام.

وهذا النوع من الحروق شديد الخطورة وصعب العلاج وعلاجه يقتضي عملية ترقيع الجلد، حيث تُستأصل الأنسجة المحروقة الميتة وتغطى المنطقة بجلد مأخوذ من جلد سليم من جسم المصاب كالفخذ أو البطن أو الظهر.

ترقيع الجلد < تؤخذ الرقعة من المنطقة السليمة المحددة من جسم المصاب نفسه بواسطة جهاز الكاشط الجلدي Skin Dermatome، وتنقع في محلول ملح، ثم يتم توسيع وتكبير النسيج الجلدي بنسبة 1: 1 إلى 1: 6 وعادة ما يتم التكبير بنسبة 1: 3 بواسطة جهاز ميشر Mesher، تنقع الرقعة بعد توسيعها في محلول ملح ريثما يتم تحضير المنطقة المصابة بالحرق لاستقبال هذه الرقعة التي يتم تثبيتها بواسطة دباسة.

ويجب أن تؤخذ الرقعة الجلدية من المريض المصاب نفسه حتى يتحقق النجاح بنسبة كبيرة، بعكس الرقعة المأخوذة من متبرع، فلن تدوم وتكون النتيجة الرفض واللفظ. وهناك عدد محدود من المراكز في الدول المتقدمة في العالم تقوم بزراعة الخلايا الجلدية وتنميتها إلى المساحة المطلوب تغطيتها، لكنها محدودة ومكلفة جداً. وعن أنواع الحروق يقول الدكتور سنبل إما أن تكون لهبية (نارية)، مائية، كميائية، وكهربية. واخطر أنواع الحروق هو الحرق الكهربائي، حيث ان الحروق الداخلية اكبر من الحروق الظاهرة، وهو يؤدي كذلك حدوث تغير فى الموجات الكهربائية بالجسم، التي قد تقود إلى توقف القلب، يلي ذلك الحروق الكميائية، حيث فترة بقائها على الجلد تؤدى إلى عمق الحروق أكثر وأكثر. ويشير الدكتور سنبل الى اول عملية ترقيع للجلد تمت فى سنة 1823، فى المانيا، وكانت بيد الطبيب بيرجر. ومنذ ذلك الحين قامت عدة محاولات لتطوير العملية، خاصة بعد أن ازداد الطلب عليها إبان الحرب العالمية والثانية. وينقسم الترقيع الجلدي إلى قسمين:

1 ـ من جنس إلى جنس آخر ويسمى Xenograft.

2 ـ من جنس إلى جنس آخر متقاربين بالجينات Isograft.

ولتحضير الرقعة الجلدية بسمك معين وحجم معين وتوسعة معينة يستخدم جهاز خاص لكشط الجلد يدعى «كاشط الجلد»، وكان أول جهاز من هذا النوع قد اخترع في سنة 1939، وعرف باسم مخترعه «بدجت».