بين الخطأ والصواب

TT

نزيف اللثة وتفريش الأسنان < من الخطأ أن يتوقف الشخص عن تنظيف أسنانه بالفرشاة والمعجون، إذا ما لاحظ خروج دم من لثته خوفاً منه أن يفقد كمية كبيرة من الدم تؤدي إلى إصابته بفقر الدم، ويفاجأ بعد ذلك بانبعاث رائحة كريهة من فمه تسبّب له الإحراج مع الآخرين، فيظل في حيرة باحثاً عن العلاج!.

المطلوب عدم التوقف عن تنظيف الأسنان لمجرد وجود نزيف من اللثة، وعدم الاهتمام للدم الذي يسيل من الأسنان عند استخدام المعجون والفرشاة، خاصة في الأيام الأولى من حدوث النزيف. والدم هو علامة من علامات التهاب اللثة، وانه لأمر طبيعي أن تنزف اللثة الملتهبة، ولا يختفي هذا الالتهاب إلا باستخدام المعجون والفرشاة بانتظام وبشكل يومي وباتباع الطرق الصحيحة في تنظيف الأسنان بالفرشاة.

وتبين الدراسات الحديثة أن هناك أكثر من 200 نوع من البكتريا تعيش حول الأسنان وعلى أطراف اللثة، وفي حالة الإهمال تسبب هذه البكتريا مشاكل صحية مختلفة في الفم أو للأجهزة الأخرى. فإهمال نظافة الفم، وترك فضلات الطعام والرواسب الجيرية، تتراكم على الأسنان، وبينها وبين أطراف اللثة، هي من أهم أسباب التهاب اللثة، فتبدو اللثة محمرة مع ألم خفيف وورم بسيط لا يذكر ورائحة كريهة تصدر من الفم، إضافة إلى نزيف اللثة، وهذا النزيف يكون طفيفاً جداً في البداية.

ولا بد من الاستمرار في استخدام الفرشاة لتنظيف الأسنان واللثة واختيار فرشاة ناعمة ومعجون أسنان مناسب للثة، مع استعمال مضمضة طبية للفم. ومن الضروري عمل تنظيف للأسنان وتجريف للثة عند طبيب الأسنان. وأخيراً الإكثار من تناول الحمضيات كالليمون والبرتقال والجريب فروت أو تناول أقراص فيتامين (سي) الفوار.

وفي حال استمرار النزيف أو زيادة كميته، رغم هذه التحفظات، يجب استشارة الطبيب للبحث عن أسباب عضوية أخرى.

مضاعفات القدم السكرية < يخطئ الكثيرون من مرضى داء السكري في عدم اهتمامهم بالعناية بصحة أقدامهم، خاصة من ظهرت لديه تشققات وتقرحات مزمنة في القدمين. ويزداد الخطأ مع محاولتهم استخدام الوصفات الشعبية التي لا تأتي بأي نتيجة تذكر، فيستسلمون لما يحصل لهم من مضاعفات، وقد ينتهي الأمر ببتر أحد القدمين أو الساقين!.

ان مضاعفات السكر في أقدام مرضى السكري، هي مضاعفات غير حتمية، ومن الممكن جداً تلافيها والوقاية منها، وذلك بتنظيم معدل سكر الدم، فهناك الكثير من المرضى المصابين بداء السكري لسنين طويلة تفوق الأربعين عاماً، ولا توجد لديهم أي مضاعفات، بفضل الحمية والالتزام بالعلاج.

ولحماية القدمين لدى مريض داء السكري، يجب الابتعاد عن الأحذية التقليدية والمفتوحة من الأمام وعند الكعب، إذ انها لا تعطي أي حماية للقدم، بل على المريض ارتداء أحذية صحية مثل الأحذية الرياضية أو الخاصة بالسكري. كما يجب على مريض السكري، فحص القدمين يومياً مع تنشيف ما بين الأصابع بعد كل وضوء واستخدام مرطبات الجلد يومياً. أما الوسائل الشعبية التي لا تستند إلى أي مرجع علمي، فقد تكون مدمرة لقدم مريض السكري، ويجب على المريض الامتناع عنها مثل الكي والحجامة والتبخير الموضعي في القدمين، فلا سمح الله قد تؤدي هذه إلى الغرغرينا وبتر القدم، فعلى الشخص الذي يريد عمل هذه العلاجات وضعها في أي مكان في الجسم غير القدمين فلا بأس.

ومن الوسائل الشعبية الأخرى التي يجب تجنبها الخلطات الشعبية، مثل المر، فبينما هذه الوصفات تكون ملائمة للأشخاص الذين لا يعانون من السكري وتساعد على التئام جراحهم، فهي تعتبر خطرة جداً لمريض السكري، وقد تؤدي أيضاً إلى الغرغرينا وبسرعة فائقة، فعلى مريض السكري إذا كان في قدمه جلد ناشف وتشققات أو جروح حتى لو كانت صغيرة مراجعة الوحدات الصحية والطبيب لإعطائه العلاج المناسب.

تبول الطفل لاإرادياً < تخطئ بعض الأمهات في توجيه كلمات اللوم والاهانة لطفلها الذي ما زال غير قادر على التحكم في عملية التبول ليلاً، وقد توجه له اللوم والعتاب أمام إخوانه وأقرانه وبعض الزائرين، فينتاب الطفل، رغم صغر سنه، نوع من التوتر والقلق وردة الفعل العكسية مما يزيد الحالة سوءاً ويجعلها أكثر تعقيداً!.

ان مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال هي مشكلة معروفة وفي كثير من الأحيان لا توجد لها أسباب عضوية ولا تحتاج إلى التدخل الطبي عادة إلا بعد سن السابعة، فهناك حوالي 10 ـ %15 من الأطفال يعانون من هذه المشكلة. وفي معظم الحالات تكون أسبابها نفسية، مثل الاضطرابات الوجدانية عند الأطفال أو المشكلات الأسرية أو نتيجة لغيرة عند الطفل، أو لأي تغير حياتي في حياة الأسرة كالانتقال من بيت إلى بيت أو قدوم مولود جديد. وتتفاقم الحالة عادة وتزداد تعقيداً مع التوتر والقلق مثلما يحدث عند توجيه الانتقاد له أمام الآخرين وإن كانوا إخوته.

الحالة تتطلب العرض على طبيب أطفال، ثم إجراء بعض الفحوص الطبية مثل زرع وفحص البول، وفحص نسبة السكر في الدم، كذلك نسبة الأملاح ووظائف الكلى، للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية.

ويمكن التخفيف من حدة المشكلة بالوسائل التالية:

ـ ألا يُنتقد الطفل، ولا نجعله يشعر بالخجل، خاصة وسط اخوانه وأقرانه، بل يُشجع ويُعطى حوافز عن كل صباحٍ لم يبلل فراشه فيه.

ـ أن يُدرب الطفل على حبس البول أثناء النهار، وبالتالي يتم تدريب المثانة على ذلك كما أنها تُعطي فرصة للاتساع.

ـ أن يعتاد التقليل من تناول المشروبات مساء، ويمتنع عن المدرة للبول منها مثل المشروبات الغازية والشاي.

ـ أن يتعود على الذهاب إلى الحمام قبل النوم مباشرة لتفريغ مثانته، ثم إيقاظه بعد النوم بساعتين للتبول مرة أخرى.

ـ أن يمارس نوعاً من التمارين الرياضية التي تقوي عضلات البطن.