الأعراض ما بعد انقطاع الدورة الشهرية: مرحلة لا تبعث على اليأس

تغيرات هرمونية تتطلب التعامل السليم معها بهدف الوقاية

TT

ما بعد سن الأربعين أو ما يسمى بداية سن اليأس، منعطف هام في حياة المرأة وذلك لحدوث تغيرات فسيولوجية تؤثر على المرأة من كل الجوانب في حالة عدم وجود الإدراك والوعي الصحي لها، فمجرد التغيير لا يرتبط بالضرورة بمرض أو بفقدان لبعض من أوجه الحياة أو مباهجها، فهي مرحلة تحتاج إلى وعي وفهم وربما إلى بعض العقاقير المخففة لأعراضها إذْ ليست يأسا من الحياة وإنما يأسا من حصول الدورة الشهرية فقط، بمعنى أن انقطاع الحيض وما يتبعه من مشاكل نفسية وصحية قد تحدث خلال هذه الفترة الممتدة مابين سن الأربعين وحتى سن الخمسين من العمر هو ما يحتاج إلى عناية تقلل منها كثيراً.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى حقيقتين، الأولى ارتفاع متوسط عمر الإنسان يصل إلي 76 عاما تقريبا ويتوقع له الزيادة ليبلغ 83 عاما خلال الأربىين عاماً القادمة، والثانية متوسط عمر المرأة أطول من عمر الرجل بمعدل 5 إلى 10 سنوات تقريبا. إن هنالك عوامل عدة ساهمت في هذا، من أهمها التكوين الفسيولوجي للمرأة وايجابيات الحياة اليومية والتي منها تطور الرعاية الصحية، ووفرة الغذاء المفيد إضافة إلى الإدراك والوعي الصحي. أما عن السلبيات المؤثرة على الصحة اليوم فهي كثيرة وأهمها التوتر النفسي، ضغوط الحياة، انتشار ظاهرة التدخين والإدمان، ازدياد معدلات السمنة، إضافة إلى التلوث البيئي.

من أهم العوامل الفسيولوجية لوقاية المرأة من الأمراض هو وجود هرمون الاستروجين الذي يوفر الحماية من الأمراض التي من أهمها أمراض القلب والشرايين.

هرمونات الأنوثة

* يبدأ الطمث عند سن البلوغ ويتكرر شهريا حتى سن الخمسين، ويفرز المبيض ما لا يقل عن 5 ملايين بويضة التي يكتمل إنتاجها لدى المرأة في وقت مبكر من حياتها أي خلال فترة تكوينها كجنين في الشهر الخامس من الحمل بها.

ويتم إفراز البويضات شهريا على مدار العمر. وتلعب هنا الغدد الصماء، النخامية والدرقية والكظريه دورا مع المبيضين في إفراز هرمونات تتحكم في عدة أمور كظهور الملامح الأنثوية، انتظام الطمث، الحمل والولادة، وإدرار الحليب. أهم هذه الهرمونات هو الاستروجين الذي يفرز من المبيضين ويعمل مع الهرمونات الأخرى بصورة متوازنة ومنتظمة وأي خلل في هذا النظام يؤدي إلى مضار صحية.

إن من الحقائق اليوم أن الاستروجين يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام وأمراض المفاصل.

تغيرات هرمونية

* بعد سن الأربعين يبدأ التناقص في هرمون الاستروجين وتدخل المرأة في مرحلة ما قبل سن اليأس وقد تمتد لفترة تتراوح بين 6 إلى 8 سنوات، تعاني خلالها من عدم انتظام الدورة الشهرية واضطراب المشاعر الأنثوية، التهابات مجرى البول، زيادة ضربات القلب، القلق والتوتر النفسي، تغير المزاج وتقلبه، الاكتئاب، تكرار الصداع، زيادة الوزن، اضطرابات النوم وأشياء أخرى.

ثم مع تناقص الهرمون بشكل أكبر ما بين سن 48 إلى 50 يبدأ الشعور بأعراض أخرى كالإحساس بالحرارة واحمرار الوجه، زيادة في إفراز العرق وتزداد حدة الأعراض قبل بدء الدورة غير المنتظمة بحوالي 8 أيام لدى 90% من النساء وتختفي هذه الأعراض أو تقل كثيراً مع انقطاع فترة عدم انتظام الدورة والوصول إلى انقطاعها تماماً.

بعد هذا يرتفع احتمال الإصابة بأمراض شرايين القلب وهشاشة العظام.

إن مما يساعد المرأة في تقليل حدة هذه الأعراض هو معرفتها أولاً والوقاية منها عبر الاهتمام بالتغذية الصحية والتركيز على تقليل الدهون وكثرة تناول الخضر والفاكهة الطازجة والاهتمام بمصادر الكالسيوم والبعد عن العادات الضارة كالتدخين وغيره وممارسة النشاط البدني كالرياضة وتفهم شريك الحياة وتعاون أفراد الأسرة، وهو ما تؤكده المصادر الطبية.