تحذيرات طبية أميركية من تركيب حلقات الزينة في الجسم

مضاعفات تركيبها تشمل حدوث التهابات جرثومية والإصابة بفيروسات قاتلة وحساسية

TT

يرى باحثون في الولايات المتحدة ان المبرر لتركيب حلقات معدنية في مناطق من الجسم بدءا من الأذن أو الأنف وانتهاء بما هو أبعد بكثير منهما، من قبل المراهقين ومتوسطي العمر من كلا الجنسين، ما زال مبررا مائعاً وضبابياً ولم يعبر عنه بطريقة مقنعة. وقد نشرت حديثاً مجلة «صحة المراهقين» الأمريكية نتائج دراسة شملت أكثر من مائتي مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و 21 سنة، سئلوا فيه عن الداعي لغرس الحلقات، و كانت أعلى الإجابات هي معاندة او رفض الوالدين ذلك، بينما ذكر القليل منهم أنه يحسن الشكل والمظهر!. إن كان من المفهوم أن النساء منذ آلاف السنين يتزين من الصغر بحلقات الأذن أو الأنف لكن من غير المفهوم اليوم لكثير من العاملين في الحقل الصحي والنفسي ناهيك عن التربوي، هو انتشار ذلك لدى الذكور وتجاوزه في كلا الجنسين إلى مناطق أخرى حتى لم يدع البعض منهم بوصة في جسمه إلا وغرس فيها حلقات! وهذا ليس مبالغة أو تهكماً بل حقيقة. تحذر المصادر الطبية كثيراً من انتشار موضة حلقات زينة الجسم التي لم تفلح القوانين الصارمة في بعض الدول للوصول إلى الحد من مشاكلها الصحية دون المشاكل الأخرى فالكثيرون ما زالوا يعانون بعد تركيبها مباشرة أو على المدى البعيد.

تنظم كثير من القوانين عمليات تركيب الحلقات كعدم السماح للمراهقين دون سن الثامنة عشرة إلا بموافقة خطية من الوالدين كما هو الحال في العديد من الولايات الأميركية، بينما يذهب بعضها في سبيل التقليل منها الى اشتراط مدة زمنية بين الطلب والتركيب تبلغ أحياناً سنة في حالة المراهقين. ولمراقبة اتخاذ وسائل السلامة في المحلات التي تقوم بتركيبها تشترط أمورا عدة من ناحية النظافة و تعقيم الأدوات بطريقة التركيب، وهناك نصائح متتابعة تبث عبر وسائل الإعلام لتوعية الجمهور وخاصة المراهقين بكيفية تمييز المحل المتخصص عن المحلات التي لا تتبع تلك الوسائل السليمة.

مضاعفات تركيب الحلقات

* الالتهابات الجرثومية: تحدث حالات وبائية ناتجة عن الالتهابات الجرثومية، فلقد نشرت مجلة رابطة الطب الباطني الأميركية قبل مدة بحث الدكتور «وليم كيني» من إدارة الخدمات الإنسانية في أوريغون بالولايات المتحدة حول الوباء الذي استمر فيها شهرين لحالات التهاب غضروف الأذن نتيجة تركيب الحلقات المعدنية في الجزء العلوي من صوان الأذن، ووجد أن السبب من محل واحد لا يراعي ألبته قواعد السلامة. واحتاج الكثير من المصابين الى مضادات حيوية لا تعطى إلا في الوريد، ونتجت تشوهات في الأذن لدى الكثيرين منهم. وعلق البروفسور «مايكل وتبي» من جامعة كوينز لاند بأستراليا قائلاً: هناك صعوبة في التخلص من المكروبات إذا ما أصابت الغضروف لأنه جزء من صوان الأذن لا يصل إليه الدم بوفرة مما يعقد علاج التهابه بخلاف التهاب أسفل صوان الأذن الخالي من الغضروف والمكان المعتاد لتركيب الحلقات لدى النساء. كما أن التهاب الغضروف من النادر حدوثه في حلقات الأنف لأنها تركب في الجزء الأسفل منه تحت منطقة الغضروف.

وهناك مناطق أخرى كالأعضاء التناسلية والسرة عرضة بشكل أكبر لحصول التهابات بكتيرية وفطرية نوقشت في العديد من الدراسات مما لا طائل في الاسترسال بذكره لأنه أمر يتصوره كل منا ويدرك سهولة حصوله. ويجب الحرص في حالات معينة تقل مناعة الجسم فيها كوجود مرض السكري أو حساسية الجلد أو أمراض جلدية حتى لو كانت في أماكن بعيدة عن منطقة تركيب الحلقة أو أثناء مرحلة الحمل أو الحالات المرضية الناتجة عن نقص المعادن والفيتامينات أو أمراض الكلى فكلها حالات تنخفض المناعة فيها ويسهل حدوث الالتهاب المكروبي. من المهم ما تشير إليه العديد من المصادر الطبية وتؤكد حصوله هو حالات التهاب صمامات القلب لدى من هم عرضة لذلك نتيجة تركيب الحلقات وهو شيء جديد لا يذكره أطباء القلب عادة في نصائحهم الطبية للمرضى الذين لديهم أمراض مزمنة في الصمامات وينصحون فيها بأخذ مضاد حيوي قبل العمليات الجراحية وعمليات الأسنان والولادة وغيرها.

ومن أخطر التهابات هو الإصابة بالفيروسات كفيروس الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» و نوع «سي» والتي حصلت وما تزال تحصل إلي اليوم حتى في أشد المحلات حرصاً كما تؤكد مصادر البحث الطبية، لذا ما تزال العديد من بنوك الدم في الولايات المتحدة لا تقبل الدم من متبرع أجرى تركيب حلقة خلال عام مضى!، وحق لها ذلك.

إننا لا نتحدث عن تركيب حلقة في أسفل الأذن فقط كما يحصل في مجتمعاتنا عادة بل نتحدث عن مناطق أخرى من الجسم أيضاً بدأ العديد من المراهقين من كلا الجنسين الركض وراء تقليعتها. إن عمليات تركيب الحلقات ستظل محفوفة بمخاطر الالتهابات ما لم تكن الممارسة في تركيبها تحت إشراف طبي صارم بكل معنى الكلمة لأن مصدر العدوى بأمراض على مستوى الإيدز والتهابات الكبد الفيروسية متحققة فيها والحالات تشهد بذلك ووسائل التعقيم بدائية والنصائح بعد التركيب هي من غير متخصصين وعلاج المضاعفات ستكون من أطباء يجهلون مصدر التركيب وكيفية الإجراء فالذي حصل حديثاً في أوريغون بالولايات المتحدة استغرق شهرين لاكتشاف مصدره فما بالك في خارجها حيث تفتقر محلات تركيب الحلقات لأبسط تعليمات السلامة الطبية وتحتاج إلى مراقبة صحية دقيقة حقاً!. الندبات: وهي عملية تصيب بعض الناس إذْ عند التئام الجروح فإن البعض تحصل لدية زيادة في تكون النسيج الليفي المغطي للجرح فيبدو خط الالتئام بارزاً وكبيراً، يحصل نفس الشيء لدى تركيب الحلقات، ولعل أفضل الدراسات ما صدر قبل أيام في دورية «الأطفال» الصادرة عن رابطة طب الأطفال الأميركية. واستخلص الباحثون من كلية الطب في جورجيا أن تركيب حلقات الأذن قبل سن الحادية عشرة من العمر يؤدي إلى تدني نسبة حصول الندبات فيه، وتكثر إذا ما تم تركيب الحلقة بعد هذا السن خاصة بعد تجاوز الثامنة عشرة. ولذا نصحت الباحثة في هذه الدراسة الدكتورة «جوشيا لان» الآباء والأمهات الاهتمام بهذا الشأن في الأطفال من خلال تركيب حلقة الأذن ما بين سن ستة أشهر وإحدى عشرة سنة، فتركيب الحلقات لدى الأطفال دون سن ستة أشهر ربما يعرضهم لالتهابات نتيجة عبث الرضيع بالحلقة مما يسبب الألم والجروح له على حد قولها.

ـ الحساسية: العديد من المواد الرخيصة أو الثمينة المستخدمة تسبب حساسية لدى البعض خاصة عند تفاعلها مع سوائل الجسم المختلفة كالعرق أو اللعاب أو إفرازات الأعضاء الأخرى. ـ إصابة أحد الأعصاب بما ينجم عنه مضاعفات في الإحساس وحركة العضلات القريبة كما في تركيب الحلقات على الحاجبين أو السرة أو الأعضاء التناسلية.