استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

مرض السكري.. الوراثة أم أكل السكر؟

* زوجي أصابه مرض السكري منذ الصغر، هل أطفالي معرضون للإصابة به أيضاً؟ وهل تناول السكر هو السبب؟ وهل العسل أفضل من السكر؟

أم خالد ـ الرياض ـ هناك نوعان من مرض السكري، النوع الأول يصيب في الغالب صغار السن، ويتميز بالحاجة إلى أخذ إبر الأنسولين للعلاج، وينتج عن تلف خلايا البنكرياس نتيجة تدمير فيروسات لها في غالب الأحوال، أو الوراثة في أحيان نادرة. اما النوع الثاني، يصيب متوسطي وكبار السن، وينتج عن إرهاق خلايا البنكرياس في إفراز الأنسولين لمدة طويلة والعلاج هنا إما الحبوب أو إبر الأنسولين حسب الحاجة.

دور الوراثة في حال النوع الثاني أقوى منه في حال النوع الأول، ومما ذكرت فإن زوجك مصاب بالنوع الأول، وهنا وقبل كل شيء، أود تذكيرك بأنه لا يمكن فعل الكثير إزاء وراثة الأمراض سوى الاهتمام بالكشف عنها عبر المتابعة الطبية المعقولة، إذ لا فائدة عملية من القلق. أما نسبة توريث مرض السكري حسب ما تذكره المصادر الطبية، هو أن الطفل معرض بنسبة 2% إذا كانت الأم أو نسبة 6% إذا كان الأب، مريضاً بالنوع الأول، لكنها نسبة نظرية لا فائدة عملية لها بالنسبة لك ولأطفالك كما ذكرت.

وحول الإكثار من تناول السكر المعروف دوره في نشوء مرض السكري، فلا توجد علاقة بينهما البتة. العلاقة الواضحة هي بين السمنة وقلة النشاط البدني والوراثة من جهة، وبين نشوء النوع الثاني من مرض السكري، وهنا يمكن للإنسان أن يتعامل مع السكريات بطريقة معقولة عبر عدم مساهمتها في زيادة الوزن.

العسل أفضل على الإطلاق لاعتبارات بديهية، أهمها أنه منتج طبيعي لم يمر بالمراحل الصناعية المختلطة التي يمر بها السكر أثناء استخراجه وتكريره، وهو أشد حلاوة من السكر، لذا ربما لا يحتاج المرء من العسل كمية مساوية للسكر في كوب من الشاي مثلاً، لكن من ناحية كمية الطاقة فإن في العسل كمية من الطاقة أعلى مما هو في السكر المعروف، فلو أخذنا ملعقة طعام من العسل لوجدنا فيها 65 كالوري (سعرة حرارية)، بينما نفس الملعقة من السكر تحتوي 50 كالوري.

شعر الوجه

* لماذا يظهر الشعر على الوجه لدى النساء؟ وهل إزالته من الجسم تؤدي إلى ظهور الشعر بكثرة؟

فاطمة محمد ـ جدة ـ نمو الشعر في الجسم عموماً أمر مرتبط بالوراثة والجينات بالدرجة الأولى، أي حسب العرق، لذا نجد من النساء من يقل فيهن نمو شعر الجسم ومنهن من يكثر.

حينما يزيد نمو شعر الجسم في الوجه أو غيره وتزداد كثافته وقسوته ولونه، فإن الحالة تحتاج إلى نظر طبي لمعرفة السبب، خاصة إذا ترافق الأمر مع اضطرابات في الدورة الشهرية، لأنه نتيجة زيادة هورمون التوستستيرون الذكري بشكل عال، الذي يوجد طبيعياً بكمية منخفضة في النساء. وسبب زيادة الإفراز هو إما المبايض أو الغدة التي فوق الكلى، لكن هناك أيضاً حالات هي الغالب لدى النساء تكون فيها نسبة الهورمون الذكري طبيعية، ولا توجد أمراض في المبايض أو غيرها، ولا اضطرابات في الدورة الشهرية، حينها تكون الحالة نتيجة حساسية مفرطة في حويصلات الشعر للنسبة الطبيعية من الهورمون الذكري. كما أن بعض الأدوية قد تؤدي إلى زيادة شعر الوجه.

إزالة الشعر من الجسم بأي وسيلة لا تؤدي إلى ظهور شعر جديد أقوى بنية وأغزر كمية وأغمق لونا، وهذا شأن اختلف فيه الناس والأطباء كثيرا. وأفضل الوسائل اليوم لشعر الوجه، لو تيسرت ولم تكن هناك حساسية منها، هي نزع الشعر بالليزر.

نزيف الأنف والماء البارد

* أنا واحد من الذين يعانون منه عندما أكون مصابا بالأنفلونزا أو في موجات الحر الشديد. بعض النصائح تدعو إلى استخدام الماء البارد لتبريد الرأس، خصوصا الوجه، ولا ادري إن كانت صحيحة علميا. (ترجمة عن الانجليزية) محمد با بكر ـ الهند ـ ورد السؤال في «بريد الصحة»، تعليقاً على مقال الإسعافات الأولية لنزيف الأنف، والحقيقة أن المقصود الرئيس للمقال هو التنبيه إلى أمر الضغط على الأنف بالسبابة والإبهام والانحناء إلى الأمام والبعد عن عادة استخدام الثلج أو الماء البارد فوق الأنف أو الرأس أو إعطائها الأولوية في العلاج، وهو ما دفعني إلى إهمال ذكرها مطلقاً. والسبب الذي من أجله لم يعد الباحثون من الأطباء ينصحون بالثلج والماء البارد، هو أن غالب الحالات لا يفيد فيها ذلك، لذا فإن الباحث في النصائح الطبية الحديثة يجد أنها إما لا تذكره مطلقاً أو أنها تصرح بعدم جدواه أو تذكره في مؤخرة النصائح كتحصيل حاصل ولا تعيد النصح به في حال تكرار النزيف كما هو الحال في نصيحة الأكاديمية الأميركية للأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة هذا العام.

الشقيقة والبوتوكس

* مرض الشقيقة أحد أنواع الصداع الشديد المنتشرة بكثرة، فإن كانت حقن البوتوكس تعالجه، فهل من الممكن القضاء على نوباته بعد استخدام الحقن لفترة معينة؟

مني محمد ـ القاهرة ـ كل الدراسات والبحوث حتى اليوم تشير إلى أثر فعال لحقن البوتوكس في تخفيف الصداع النصفي أو الشقيقة، وذلك لمدة قد تصل إلى 11 شهرا. والدراسة الأهم هي ما أشرت إليها للدكتور دوديك من مايو كلينك، التي أنهت المرحلة الثانية وبدأت المرحلة الثالثة، التي ستظهر نتائجها في أواخر عام 2006 أو عام 2007، لذا فإن الهيئات العلمية المعنية باستخدام الأدوية أو وسائل العلاج الأخرى، تنتظر غالباً نتائج المرحلة الثالثة من البحوث، التي بناء عليها تقرر، فإدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تنصح حتى هذه اللحظة بالبوتوكس لعلاج الشقيقة وهذا ما يميز البحث العلمي ووسائل العلاج السليمة المبنية على أساس علمي، فكثير من الأدوية تأخذ من عشرة إلى خمسة عشر عاماً من البحوث قبل السماح باستخدامها.

وفي ملحق الصحة يتوجب الالتزام بالطرح على أسس علمية لأي نصيحة طبية تُعنى بالعلاج المباشر للأمراض خصوصاً، سواء غذاء أو دواء أو وسائل العلاج التكميلي والاختياري الذي يسمى خطأ بالطب البديل، وفي نفس الوقت فإنه يعرض الأحدث من الدراسات الطبية مع إعطاء خلفية علمية تقرب المقصود مما يسمعه القارئ من الأخبار الطبية.

الإبر الصينية

* هل للإبر الصينية فائدة علاجية مع الأمراض المزمنة مثل السكر أو ضغط الدم؟

ناصر سعد الشهري ـ السعودية ـ وسائل العلاج بالطب التكميلي والاختياري تحتاج إلى تمحيص لبيان جدوى استخدامها مثلها مثل الدواء، سواء بسواء، لأسباب عدة، لعل أهمها هو أداء واجب أمانة النصيحة الطبية والالتزام أمام المريض بتبعات الثقة التي يضعها فيه وفي نصيحته الذي هو مبدأ الطب والأطباء الأساس.

لكن عند الحديث عن الوخز بالإبر في موضوع سابق، فإن المقصود الرئيس كان تسليط بعض الضوء على أسسه لدى واضعيه وممارسيه وليس ترغيباً فيه بالعموم مطلقاً.

بالنسبة لعلاج مرض السكري بالوخز بالإبر الصينية أو غيرها، فإن الذي تذكره رابطة مرض السكري الأميركية، أنه ربما يفيد بعض المرضى الذين يعانون من أحد مضاعفات ارتفاع السكر المزمن وهو تأثر الأعصاب الطرفية في الأرجل على وجه الخصوص، لذا ورد ذكره كإحدى الوسائل لتخفيف الألم في الساق أو الفخذ بعد بتر القدم نتيجة الغرغرينا، أما في ارتفاع ضغط الدم فلا مجال للعلاج بالإبر الصينية حتى اليوم.