50% من أيتام العالم في العالم ميتمون بسبب الإيدز

د. هناء بخش لـ «الشرق الاوسط» : أكثر من 2000 إصابة بالإيدز في السعودية

TT

مشهد مرعب ومخيف جسده تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن «وضع الأطفال في العالم عام 2005»، الذين يبلغ عددهم حاليا في العالم 2.2 مليار طفل، يعيش في الدول النامية منهم 1.9 مليار، ويعيش منهم مليار طفل في حالة الفقر المدفع. ويتههد الموت طفلا من كل طفلين في العالم.

وحسب أرقام اليونيسيف فإن أكثر من نصف الإصابات الجديدة بالإيدز شملت أشخاصا دون الـ25 عاما، وقد خلف هذا المرض 14 مليون يتيم بينهم 11 مليونا في أفريقيا جنوب الصحراء، ومن المتوقع أن يصل عدد هؤلاء الأطفال إلى 20 مليونا عام 2010. وأعلنت المنظمة أن مرض الإيدز والحرب واستغلال الأطفال تتصدر الاهتمامات الرئيسية لها حيث ان مئات الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم محرومون من حقوقهم الأساسية لأن تهديدات هذا المرض «إيدز» إضافة إلى الفقر والنزاعات المسلحة تتكرر من جيل إلى آخر. ذكرت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة هناء عبد الرحمن بخش المسؤولة عن أطفال الايدز بالمنطقة الغربية، استشارية طب الأطفال والأمراض المعدية والمشرفة على قسم العزل بمستشفى الولادة والأطفال بجدة، أن إحصائيات وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية تشير إلى أن أول إصابة بمرض الإيدز بالمملكة تم اكتشافها في عام 1984، وقد وصل العدد التراكمي للحالات السعودية بنهاية عام 2004 إلى (2005) إصابة، توفي منهم 638 (%32)، والأحياء 1367. نسبة الرجال: النساء (1:3)، الفئة العمرية ما بين 15 ـ 49 سنة (وهي تمثل الأغلبية %76)، اكبر من 49 سنة (%14)، اقل من 15 سنة (%10)، وكان معدل الزيادة في عدد الحالات السعودية لعام 2004 بنسبة (%10). وقد ارتفعت نسبة المصابين النساء من %16 (عام2003) إلى %22.5 (عام 2004).

اجراءات علاجية < وتم تحويل أكثر من 40 حالة أطفال من مختلف الأعمار (ما بين فترة الحمل إلى سن 13 سنة) خلال 20 شهرا منذ افتتاح المركز بمستشفى الملك سعود بجدة (في شعبان 1424هـ)، أي بمعدل حالة جديدة يتم تحويلها للعلاج كل أسبوعين. وأضافت أن هناك عدد 8 حالات جديدة تم تحويلها للعلاج خلال الأسبوعين الأولين من شهر جمادى الثانية الحالي فقط، وهذا يدل على الوعي الصحي المتنامي في تشخيص المرض وتحويل الحالات، وكان قد تم تحويل ربع الحالات في فترة الحمل. وتم عمل الآتي:

ـ إعطاء العلاج المناسب للسيدات الحوامل من قبل مستشار وزير الصحة للشؤون الفنية واستشاري الأمراض الباطنية والمعدية والمشرف على مراكز الايدز بالمملكة الدكتور طارق احمد مدني، مع متابعة الحالات بمستشفى الولادة والأطفال بجدة.

ـ إجراء عمليات قيصرية لهن للحد من انتقال الفيروس للطفل أثناء عملية الولادة.

ـ عمل الفحوصات اللازمة للمواليد والبدء بالعلاج الوقائي، ولم تتم إصابة أي من الأطفال بالفيروس. وأضافت د. هناء بخش أن جميع الأطفال الذين تتم متابعتهم بالمركز على درجة جيدة من الالتزام بالعلاج، وأن روحهم المعنوية عالية كما وأنهم متفوقون في دراستهم. ويرجع ذلك إلى تعاون الأسرة الإيجابي، بالرغم من أن (%25) منهم أيتام الأم و(%33) برفقة الأم فقط، والبقية (%42) برفقة والديهم.

وإذا ما قارنا هذه النسبة، فإننا نجد حوالي %50 من أيتام العالم في 2005، ميتمون بسبب مرض الايدز، وان %82 من أيتام الايدز يعيشون في افريقيا جنوب الصحراء. وان المؤشرات العالمية توضح أن النسبة في تزايد لكل من دول شرق آسيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية وجزر الكاريبي وان نسبة الذين يصرف لهم العلاج في الدول النامية والفقيرة لا تزيد عن7% من الحالات! ذكرت منظمة الأمم المتحدة لبرنامج مكافحة الإيدز UNAIDS أنه قد تم صرف (300) مليون دولار لعلاج المصابين بالايدز لعام 1996 بينما تم صرف (5) مليارات دولار لعام 2003 وهذا المبلغ يغطي اقل من 50% من احتياجات الدول النامية والفقيرة لعام 2005 لعلاج مرض الايدز (التكلفة المتوقعة لتغطية الاحتياجات حوالي 12 مليار دولار) ويتوقع زيادة تصل إلى (20) مليار دولار لعام 2007 مع احتمالية إصابة شخص من كل خمسة أشخاص عاديين بالمرض.

الجدير بالملاحظة ان الجميع يتفقون في أننا نواجه أزمة صحية غير عادية لكارثة طارئة ومتزايدة تسمى مرض نقص المناعة المكتسب بسبب فيروس دائم التغيير، ويجب أن نكون في وضع تحد وذلك بمضاعفة الجهود على جميع المستويات (الفردية والمحلية والعالمية) للحد من انتشاره وإلا فسوف تكون الابعاد المستقبلية وخيمة وتفوق التصورات وان كان هناك زيادة في الموارد المالية والالتزام بالسياسات المتبعة في علاج المرض.