بين الخطأ والصواب

TT

الالتهابات البولية لمرضى السكري

* يخطئ العديد من مرضى داء السكري عند استعمالهم مضادات حيوية لسبب من الأسباب بأخذهم جرعات قليلة من الدواء دون المعدل المطلوب طبياً والذي يتكافأ مع قوة وعنف وضراوة الميكروب المسبب للمرض، وتكون النتيجة تكيف الميكروبات مع ذلك المضاد الحيوي وبالتالي انعدام الفائدة والمفعول ثم تفاقم الحالة المرضية بالإصابة بالالتهابات المتكررة وخاصة بالمجاري البولية!.

من الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها مريض السكري تغيير جرعة الدواء، خاصة المضادات الحيوية من تلقاء نفسه فتكون النتيجة تحول الكثير من الأمراض البسيطة إلى أمراض مزمنة، خاصة التهابات المجاري البولية. ومما يساعد على ذلك تضخم غدة البروستاتا الحميد أو الخبيث لدى الكثيرين بعد منتصف العمر وما يسببه ذلك من تضييق أو انسداد للمجاري البولية، وبالتالي ركود البول وإعطاء تلك الكائنات الفرصة للتكاثر. كذلك وجود بعض حصوات الكلى أو المثانة وما تسببه من تجريح للأنسجة يجعلها عرضة لتلك الكائنات.

وهناك عامل آخر يختص بالنساء وهو قصر الإحليل البولي لديهن واتساعه مما يجعلهن أكثر عرضة للإنتانات البولية، كما أن عدم وجود البروستاتا في السيدات يحرمهن من إفرازات البروستاتا القاتلة للبكتيريا. إضافة إلى ذلك فقد يضطر الطبيب لإدخال آلات طبية مثل القسطرة البولية عند فحص الرجل أو المرأة مما يساعد على توصيل تلك الكائنات إلى أعماق الجهاز البولي، ابتداء من المثانة والحالبين إلى الكلى فيصيبها باعتلالات الكلى الوظيفية كأحد مضاعفات السكري في المراحل المتقدمة. كما وأن الاتصال الجنسي غير الطبيعي (الاتصال الشرجي) يؤدي إلى بعض التهتكات والخدوش الصغيرة التي تعتبر كافية لتسمح لتلك الكائنات بالالتصاق بأنسجة المثانة ثم التكاثر فيها وإصابتها بالالتهابات.

كل هذه الحقائق تؤكد على ضرورة الالتزام بالجرعة الدوائية التي يصفها الطبيب سواءً بالنسبة لقوة الدواء أو للمدة الزمنية التي يستغرقها العلاج حتى يتم بإذن الله القضاء على الكائنات الحية المسببة للمرض.

كيف نُخفض حرارة الطفل في المنزل؟

* من الأخطاء الشائعة أن تلجأ الأم لإعطاء طفلها مضاداً حيوياً بمجرد أن ترتفع درجة حرارته ومن الخطأ أيضاً أن تعطيه ذلك المضاد الحيوي بناء على نصيحة من قريب أو جار أو صديق أو حتى من الصيدلي! إن ارتفاع درجة الحرارة لدى الطفل يعني أن لديه التهاباً في أحد الأجهزة أو الأعضاء، سببه فيروس أو جرثومة أو طفيل. والارتفاع الطفيف في الحرارة ليس خطيراً ولا يحتاج إلى مضاد حيوي ولا يؤثر على الجسم وما هو إلا محفز لجهاز المناعة لمقاومة هذا المسبب الغريب والقضاء عليه.

ولا بد أن تقتني كل أسرة ضمن محتويات الحقيبة الطبية المنزلية جهاز قياس الحرارة (ثيرموميتر)، وأن تتعلم كل أم طريقة استخدامه، وأن تعلم أن درجة حرارة الجسم العادية تتراوح ما بين (36.5 إلى 37.5) درجة مئوية.

أما إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى 38.5 درجة مئوية فأعلى، فإن الأمر حينئذٍ يحتاج إلى أخذ المشورة الطبية من أخصائي طب الأطفال الذي يشخص الحالة ويحدد السبب والمسبب ومن ثم يصف العلاج المناسب سواء أكان مضاداً حيوياً أو مسكنات أو خافضات للحرارة.

وفي الحالات البسيطة، يمكن للأم عمل بعض الإجراءات بالمنزل مثل:

ـ نزع الملابس عن الطفل إذا كانت ضيقة أو ثقيلة.

ـ وضع الطفل تحت تيار ماء عادي مستمر مثل الدش لمدة 10ـ 15 دقيقة، ثم ينشف ويوضع في ملابس واسعة وخفيفة.

ـ استخدام كمادات ماء عادي، غير بارد أو مثلج، على الرأس والصدر والبطن والأطراف، وتغير هذه الكمادات كل 5 دقائق. ـ وضع الطفل في مكان جيد التهوية، بعيداً عن التيارات الهوائية المباشرة.

ـ إعطاؤه السوائل بكثرة لتعويض ما تم فقده بسبب ارتفاع الحرارة.

ـ إعطاؤه خافض للحرارة حسب الحاجة خلال اليوم الأول والتالي.

ـ عرضه على الطبيب إذا ارتفعت درجة الحرارة عما ذكر، أو استمرت على معدل الارتفاع البسيط لمدة أطول وبدا الطفل قلقاً ومتألماً.

القراءة الطويلة وقوة الإبصار

* يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن القراءة الطويلة تؤثر على العين سلباً وأنها سبب في حدوث ضعف لقوة الإبصار والإصابة بالعديد من أمراض العيون! لا بد من أن نصحح ذلك الاعتقاد بأنه معلومة خاطئة، فليس هناك تأثير فسيولوجي على العين نتيجة للقراءة المطولة، ولكن ما يحدث هو أن العينين تتعبان من النظر لفترة طويلة إلى الأشياء القريبة، لذلك يجب على القارئ أن يمنح عينيه فترة من الراحة من وقت لآخر إما بإغماض عينيه كاملةً أو بالنظر إلى جسم بعيد لبضع دقائق ثم يتابع القراءة بعدها.

أما أولئك الذين يستخدمون النظارات الطبية وخاصة الذين يعانون من بعد النظر أو اللابؤرية فيجب عليهم القراءة باستخدام تلك النظارات أو وضع العدسات اللاصقة الملائمة حتى لا يضطروا إلى إجهاد العينين بتقلص وانقباض عضلات ما في سبيل الرؤية الجيدة، والتي إن تحققت لهم فتكون لوقت قصير فقط ثم يتبعه شعور بالصداع وألم بالعينين مع الاحمرار وإفراز الدموع.

ولا بد أن تكون الإضاءة جيدة وأن يكون مصدرها من خلف القارئ، وأن يتم أخذ قسط من الراحة لبضع دقائق كل ساعة أو نصف الساعة.