200 ألف عملية لإزالة السمنة في الولايات المتحدة العام الحالي

TT

السمنة مشكلة صحية قابلة للتفاقم السريع ففي المؤتمر الأخير للكلية الأميركية للطب الرياضي الشهر الماضي طرحت دراسة للباحثين من جامعة ميسوري بكولومبيا تقول: إنه إذا ما استمر الحال على ما هو عليه اليوم في الغذاء ومستوى النشاط البدني فإن من المحتمل أن يصبح كل الأميركيين مصابين بالسمنة بحلول منتصف هذا القرن. وصدرت هذا الشهر العديد من النشرات والكتب لهيئات حماية المستهلك وللقانونيين، آخرها الكتاب الصادر بتاريخ السادس والعشرين في الولايات المتحدة للكاتبة «ساندرا لاينش» حول الطرق القانونية الواجب اتباع المرضى لها لإرغام شركات التأمين على دفع تكاليف عمليات المعدة المذكورة والتي تبلغ ما بين 25 إلى 35 ألف دولار في الحالات العادية وقد تصل في حال حصول مضاعفات طبية إلى 100 ألف دولار كما يشير تقرير المصادر القانونية أخيراً. ومما عقد الأمور ارتفاع معدلات إجرائها سنوياً بالولايات المتحدة، ففي عام 1999 بلغت 29 ألف عملية ثم في عام 2004 أجريت أكثر من 140 ألف عملية وتتوقع المصادر الطبية أن يرتفع العدد هذا العام إلى 200 ألف عملية. ولذا حسمت شركات التأمين في الولايات المتحدة أمرها وقررت اعتباراً من بداية هذا الشهر أن لا تشمل في عقودها الجديدة الالتزام بتغطية كلفة عمليات المعدة لإنقاص الوزن، وهو موقف تصعيدي من قبلها إزاء ارتفاع حدة الضغوطات عليها من قبل المرضى ومحاميهم، والذي زاد في وتيرة الجدل الدائر حولها ما نشره الباحثون في الآونة الأخيرة من نتائج الدراسات حول التأثيرات الصحية الإيجابية لإجراء العمليات الجراحية لعلاج السمنة، فتفاقمت بذلك الأزمة القائمة بين المرضى من جهة وشركات التأمين من جهة أخرى. وسبب احتدام الجدل القانوني هو: هل يكون النظر إليها كعملية تجميل أم أنها عملية علاجية ضرورية لحل مشكلة السمنة الصحية للتقليل من مضاعفاتها المؤثرة عميقاً على صحة الإنسان وسلامة حياته تحديداً؟ مشكلة السمنة هي شأن متعدد الجوانب، ومضاعفاتها الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر تشعباً وأعمق ضرراً مما نتصور، فلو نظرنا مثلاً إلى تكلفتها الاقتصادية لوجدناها تشمل كلفة علاجها وعلاج مضاعفاتها أيضاً. الكلفة المباشرة تتجاوز اليوم 35 بليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة مثلاً، والكلفة غير المباشرة حدث ولا حرج، فالسمنة أحد أهم عوامل الخطورة للإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض التنفس أثناء النوم والمفاصل، وعامل مهم في نشوء أمراض شرايين القلب والدماغ وكلفة علاج أحد هذه الجوانب وهي أمراض القلب تتجاوز 365 مليار دولار سنوياً ومرض السكري تتجاوز 125 بليون دولار سنوياً وقس على هذا الباقي. من هنا فإن إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة واقعاً وحلاً يتطلب إدراكاً واسع الأفق حتى من جانب شركات التأمين والاقتصاديين مثلاً، فما يقدموه لعلاج السمنة اليوم يجنوه غداً خفضاً في مصروفات علاج مضاعفاتها الصحية. أربع حقائق علمية عن السمنة

* هناك أربع حقائق عن السمنة وعلاجها يجب أن تكون واضحة لدينا، الأولى: السمنة مشكلة صحية تحمل من الخطورة بذاتها أو بسبب مضاعفاتها ما يجعلها السبب في كثير من الوفيات على مستوى العالم وذلك بدرجات متفاوتة بين الدول، ففي الولايات المتحدة وحدها تسبب حوالي 300 ألف حالة وفاة. المشكلة الثانية: للسمنة تعريف طبي دقيق مبني على تحديد نسبة مؤشر كتلة الجسم، وهو ما يستطيع أي واحد منا حسابه لنفسه بقسمة مقدار الوزن بالكيلوغرام على مربع طول الجسم بالمتر، فالسمنة تكون عندما يتجاوز المؤشر رقم 30.

الثالثة: السمنة مشكلة مزمنة تتطلب تغيراً طويل الأمد في سلوكيات الحياة، فالرسالة للمرضى بسيطة: لإنقاص الوزن يجب تقليل تناول الطعام وممارسة الرياضة. والرابعة: حينما يشق أو لا يجدي مع قلة من الناس ممارسة هذه الوسائل، أو أن مقدار نسبة مؤشر كتلة الجسم تجاوز 40 أو تجاوز 35 مع وجود مضاعفات كمرض السكري أو ضغط الدم أو غيرهما، هنا وهنا فقط يكون اللجوء إلى الحل الجراحي الذي أثبت إمكانية في تحقيق خفض للوزن وتقليل مضاعفات السمنة على الجسم. هذا هو الأساس في كل الحديث الطبي عن السمنة ووسائل علاجها المختلفة والنوع الجراحي منها بالذات.