عبوات «هيدروجل» ذاتية التمدد لعلاج ندبات الحروق واللشمانيا والحوادث

د. ممدوح عَشِّي لـ«الشرق الأوسط»: المملكة ثالث دولة في العالم تستخدم هذه التقنية الحديثة

TT

جراحات التجميل هي من أكثر الجراحات شيوعاً في أوروبا وأميركا وفي العالم أجمع، وأصبح لها تخصصاتها الدقيقة، فمن جراحة تكبير الصدر والأرداف أو تنحيفها إلى اختيار شكل الأنف، وإلى شد الوجه وشد البطن وتوسيع محجر العين أو تضييقه، إلى جراحة إزالة آثار التشوهات من جراحات سابقة وكذلك جراحة تجميل الحروق.

ويبقى الأمل مضيئاً دوماً أمام شريحة هؤلاء المرضى المعانين من آثار الحروق وأطبائهم والعلماء والباحثين لاكتشاف طرق جديدة وتقنيات حديثة تحقق لهم نتائج أفضل.

الدكتور ممدوح بن عبد العزيز عشي استشاري جراحة التجميل والحروق بمركز عيادات «عيد كلينيك» يقول: إن علاج الآثار الناتجة عن الحروق يعتبر من أصعب طرق العلاج، فمن الصعب إعادة جلد محروق الى جلد سليم بصورة كاملة كما أن الحروق تسبب ندبات ظاهرة في الشكل العام تؤدي ايضا الى آثار نفسية سلبية تنتهي بحالات اكتئاب وانطواء وعزلة عن المجتمع.

علاج الحروق

* علاج الحروق ينقسم الى قسمين علاج أولي وعلاج الآثار الناتجة عن الحروق.

العلاج الأولي هو عبارة عن علاج الحروق مباشرة بعد حدوثها من عمل غيارات للجروح وتعويض سوائل الجسم وعمل رقع جلدية للحروق العميقة. أما علاج آثار الحروق على المدى الطويل فيشمل إعادة الوظائف الحركية وتجميل الشكل الخارجي والعلاج النفسي، فيجب فك الانكماشات الجلدية الناتجة عن حروق الدرجة الثالثة وخاصة فوق المفاصل وفي الأطفال لأنها تؤدي الى صعوبة في الحركة ويؤثر ذلك على نمو الجزء المصاب.

أما بالنسبة لتجميل الشكل الخارجي فيشمل عدة طرق حسب عمق ونوع وشكل ومساحة الحرق ومن أهم الطرق العلاجية:

1ـ لصق السليكون، ويساعد على إزالة الاحمرار والتورم في الجلد.

2ـ المراهم، وتساعد على تحسين لون وملمس الجلد، ويوجد العشرات منها في الصيدليات.

3ـ الليزر، ويعتبر من الوسائل الحديثة في علاج الندبات الناتجة عن الحروق، لكن مفعوله على البشرة السمراء يعتبر محدوداً جداً.

4ـ التقشير (بأنواعه الكرستالي والكيميائي، والسنفرة) يؤدي إلي تحسن بسيط على المدى الطويل.

5ـ المشدات الضاغطة، ويعتبر لبس المشدات الضاغطة ضرورة قصوى للمرضى حيث يحتاج المريض للمشد لعدة أشهر، ويجب لبسه مباشرة بعد شفاء الجروح الناتجة عن الحروق.

6ـ الجراحة، وتشمل إزالة الجلد المحروق عن طريق استئصاله كاملا إما على مرحلة واحدة أو عدة مراحل، ويتم استخدام ممددات للجلد عن طريق وضع بالونات تحت الجلد، تُتْرَك لمدة طويلة فتؤدي إلى تمدد الجلد السليم المحيط بالجلد المحروق.

علاج الندبات

* ظهور الكبسولات (العبوات) ذاتية التمدد يعتبر من أهم الطرق الحديثة في علاج الحروق، حيث تعتبر وسيلة بديلة لاستخدام البالونات السابقة، وتتميز عليها بمقاساتها المختلفة وسهولة وضعها وسهولة تمددها، ولا تحتاج الى نفخ مثل البالونات، حيث إنها عبارة عن مادة «هيدروجل» محاطة بكيس من السليكون يسمح بدخول سوائل الجسم الى الكبسولة مما يؤدي الى تمددها وبالتالي تمدد الجلد المحيط بها. وبعد عدة أسابيع يتم إزالة جزء من الجلد المحروق واستبداله بالجلد السليم.

وقد ظهرت هذه التقنية في المانيا، ثم نقلناها إلى المملكة، وبدأنا باستخدامها مباشرة على المرضى المصابين بالندبات الناتجة عن الحروق واللشمانيا والحوادث. والجدير ذكره أن المملكة تعتبر ثالث دولة في العالم تستخدم هذة التقنية الحديثة.

هل تعتبر هذه التقنية حلاً لجميع المرضى المصابين بالندبات؟ ان ظهور هذه التقنية ساهم في مساعدة الكثير من الحالات التي لم يكن من الممكن مساعدتها في السابق ولكن يشترط وجود جلد سليم محيط بالمنطقة السليمة حيث يمكن تمديده ومن ثم إزالة الجلد المحروق.

وتحتاج عادة مثل هذة التقنية الى عدة مراحل حيث يتم زرع الكبسولات تحت الجلد اولا (وهي على أشكال ومقاسات مختلفة يتم اختيارها حسب الحالة)، ومن ثم تترك لمدة 6 اسابيع حتى يتمدد الجلد خلالها وبعدها تجرى مرحلة أخرى لإزالة الكبسولات وإزالة جزء من الندبة اذا كانت كبيرة أو الندبة كاملة اذا كانت صغيرة. إن استخدام هذه التقنيات الحديثة يساعد علي تحسين الشكل العام بنسبة كبيرة حيث لا توجد حتى الآن أي تقنية تعيد الجلد المحروق بصورة كاملة إلى جلد سليم ولكنها تساعد في تحسين الشكل بنسب متفاوتة حسب الحالة ويمكن أن تصل إلى 90% في بعض الحالات.

وما زال الأمل معقوداً على نجاح التقنية القادمة وهي طريقة زراعة الخلايا الجلدية التي لا تزال في طور التطور وإن كانت من الناحية العملية معقدة جدا وبالغة التكلفة.