الجدات الصغيرات في السن يواجهن عالما مليئا بمشاعر مختلطة

TT

المرأة في أي سن وأي وضع تحتاج إلى عناية خاصة من باقي أفراد أسرتها، والنساء اللائي أصبحن جدات وهن صغيرات في السن أحوج إلي ذلك. هذا ما ترمي إليه دراسة صدرت هذا الشهر في مجلة «مراجعات الزواج والأسرة» الأميركية، ففي دراسة للباحث «تيري ميلز» من جامعة فلوريدا وجد أن الجدات صغار السن اللائي يربين أحفادهن عرضة أكثر للإصابة بالاكتئاب مقارنة بباقي الجدات ممن أيضاً يربين الأحفاد.

تناولت الدراسة فهم الجوانب النفسية التي تمر بها الجدة في حالة «تخطي الأجيال» التي تعني تربية الجدة لأحفادها بعد فقدهم رعاية الوالدين نتيجة أسباب عدة كالطلاق وحمل المراهقات وإدمان المخدرات أو السجن. كانت الجدة المتقدمة في السن والمتقاعدة عن العمل أقدر وأكثر تقبلاً لرعاية هؤلاء الأحفاد، وأثر ذلك عليها أقل من ناحية معاناة الاكتئاب، مقارنة مع الجدة الصغيرة في السن المرتبطة بأنشطة شخصية عدة في حياتها الخاصة والعملية مما يصرفها ويشتتها عن القيام بكل من المهمتين، أي الاهتمام بحياتها وتنشيءة الأحفاد، وبالتالي تعاني من الاكتئاب.

تخطي الأجيال مشكلة من مشاكل هذا القرن، فالإحصائيات الحديثة في الولايات المتحدة تشير إلى أن 8% ممن هم دون الثأمنة عشرة من العمر يقيمون في منازل أجدادهم. أحد أهم أسباب شعور الجدة بالإحباط والاكتئاب هو اقتناعها بأنها فشلت في القيام بدور الأم لأبنائها أو بناتها على الوجه الأكمل بوجود الأحفاد في منزلها لتربيتهم دون أن يكونوا تحت الرعاية المباشرة لآبائهم وأمهاتهم. والسبب الآخر هو الضغط المالي وزيادة المصروف المنزلي بوجود الأحفاد في حين لا تكون الجدة بكامل قدرتها علي أداء عملها ورعاية الأحفاد، وهو ما يرى الباحثون ضرورة تقديم المزيد من مخصصات الرعاية الاجتماعية المالية.

النظر إلى هذه المشكلة المتزايدة في كثير من المجتمعات الغربية والشرقية مرتبط بجانبين، جانب يتعلق بالجدة الصغيرة علي أنها امرأة، فظهور الإحباط والاكتئاب لديهن كما يقول الباحثون لا يحصل في حال ان كان هؤلاء الأحفاد هم أبناؤها مع كل ما يتبع هذا من تكاليف مادية وأعباء الارتباط الاجتماعي للتربية. وخطورة نمو هذه الحالة النفسية المرضية لديهن تتمثل في تأثيرها علي عنايتها بنفسها من ناحية الصحة وأنشطة الحياة المختلفة في مرحلة من عمر المرأة هي أحوج ما تكون فيه إلى من يهتم بها، والأثر الثاني السلبي هو ما سيعاني منه الأحفاد من عواقب اكتئاب «ربة الأسرة» الحالية على الصحة والنفسية والعلاقات الاجتماعية والتحصيل الدراسي. والنظر ربما لا يكون بإعطاء الأولية للدعم المالي وإن كان مهماً فهو لن يحل المشكلة.