بين الخطا والصواب

TT

علاج الأرق ليس بالمهدئات

* يخطئ البعض ممن يعانون من حالة الأرق واضطراب النوم بتناول أدوية مهدئة أو منومة من تلقاء أنفسهم وبدون الرجوع إلى الطبيب المختص. قد يستفيد البعض منهم في كسب بضع سويعات من النوم، إلا أن الغالبية يتعرضون للآثار الجانبية لتلك الأدوية المهدئة والمنومة وتظل معاناتهم من الأرق مستمرة وقد تتفاقم في بعض الحالات! الصواب في مثل هذه الحالة أن يُنظر إلى الأرق كحالة مرضية أو عارض مرضي مهم، مثله مثل بقية الأمراض العضوية أو النفسية، يتطلب منا العرض على طبيب مختص لتحديد العوامل المسببة ووضع التشخيص الدقيق ومن ثم وصف العلاج المناسب.

قد يكون الأرق ناتجاً عن مرض عضوي (كارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري) أو نفسي (كالقلق والاكتئاب)، ويتم تحديد الحالة بمعرفة التاريخ العائلي والمرضي الكاملين القديم والحالي، إضافة إلى التعرف على العادات التي يمارسها المريض كعادة التدخين أو تعاطي المخدرات والكحول، أو تناوله لبعض أنواع من الأدوية كعلاج لمرض معين ويكون من آثارها الجانبية الأرق. كل هذا يجعل الأمر بالغ الأهمية ويستحق منا العناية وأخذ المشورة من الطبيب المختص حتى ننعم بساعات كافية من النوم الجيد والمريح.

لنحارب السرطان بالفحص المبكر

* تخطئ الكثيرات في التقليل من أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي أو حتى تهميشه كليةً بالرغم من وجود عوامل خطورة لدى أسرهن مثل عامل الوراثة ووجود حالات سرطان ثدي عند إحدى القريبات. وهؤلاء يفاجأن عادة بظهور أعراض شديدة للمرض عند الإصابة به نتيجة تشخيصه في مراحل متأخرة! والصحيح هو ما نادت به منظمة السرطان العالمية في شعارها (لنحارب السرطان بالفحص المبكر) وهذا يعكس مدى أهمية الفحص المبكر في المحافظة على الصحة في مستوى معتدل. وأورام الثدي هي أكثر الأورام شيوعا عند النساء، حيث ان واحدة من كل ثماني أو عشر نساء تصاب بسرطان الثدي، وفقاً للإحصاءات الأميركية، 90% منها أورام حميدة و10% أورام خبيثة.

ومن الحقائق المؤلمة أن السرطان يأتي في المرتبة الثانية، بعد أمراض القلب، كمسبب للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية. وأن عدد اللواتي يتوفين بسببه هناك يفوق عدد ضحايا حوادث السير بثمانية أضعاف. وهو مرض لا يضع اعتبارات للعمر أو الجنس أو الجنسية، بل يصيب أي إنسان في أي وقت.

ومن المصلحة أن يسعى كل شخص للاطمئنان على صحته بالفحص الدوري للكشف المبكر عن الأمراض من أن يهمل الأمر وقد يكون هناك مرض ما يسري في جسده وهو لا يدري.

والكشف المبكر عن سرطان الثدي يتم من خلال الآتي:

الفحص الذاتي: الذي يكشف عن السرطان بنسبة حوالي 25% ويُجرى شهرياً. الفحص السريري: الذي يكشف عن السرطان بنسبة حوالي 40% ويُجرى سنويا. الفحص الشعاعي (الماموجرام): الذي يكشف عن السرطان بنسبة حوالي 90%.

ويعتبر الفحص الأخير أفضل الفحوصات الدورية ويفضل أن يُجرى سنوياً بعد سن الأربعين.

نوبات قلبية للشباب

* يخطئ الكثير من الشباب في اعتقادهم أن أضرار التدخين لا تصيب الشباب وتقتصر آثارها على كبار السن فقط، فيتمادون في تدخين السجائر حتى أن البعض منهم يدخن أكثر من علبة (عشرين سيجارة) في اليوم الواحد. ويتعرض الكثير منهم لأزمات قلبية مختلفة ويصابون بنوبات قلبية غير متوقعة! والصواب في ذلك أن مخاطر التدخين يتعرض لها بصورة خاصة المدخنون من فئة العمر دون سن الأربعين.

ولتأكيد ذلك نعود إلى الدراسة الكبرى «مونيكا» التي أجريت على أمراض شرايين القلب بين اعوام 1985 و1995 برعاية منظمة الصحة العالمية وشملت 7.2 مليون شخص في 21 دولة. وقد أحصت تلك الدراسة أكثر من 22 ألف سكتة قلبية نجا أصحابها وبينهم 18762 رجلا و4047 امرأة تتراوح أعمارهم بين 35 و39 عاما. وكان المدخنون يمثلون 80% من هؤلاء الذين أصيبوا بالسكتة القلبية. وأظهرت الدراسة أن الرجال المدخنين من فئة 35 ـ39 عاما أكثر عرضة بخمس مرات من غير المدخنين للإصابة بأزمة قلبية، فيما تزداد هذه النسبة لدى النساء (5.3 مرات). وبحسب الدراسة، فان التدخين هو المسبب لحوالي ثلثي النوبات القلبية غير القاتلة لدى الرجال الشباب وأكثر من نصفها لدى النساء من الفئة العمرية ذاتها. ومن المحتمل أن يكون التفاعل بين التدخين وعوامل أخرى مثل الخلل الوراثي لدى المدخنين مثلا له دور كبير في الإصابة بهذه النوبات القلبية لدى الشبان. وعليه فإن الوقاية بالإقلاع عن التدخين هي أساس النجاة من الإصابة بهذه النوبات القلبية.