مخاطر الجلطة القلبية تتضاعف ثلاث مرات في مرحلة «ما قبل ارتفاع ضغط الدم»

تأكيدات علمية بضرورة العناية بالأشخاص المعرضين للمرحلة السابقة على ظهور المرض

TT

تؤكد الدراسة الصادرة في العدد الأخير من مجلة «جلطة الدماغ» التابعة لرابطة القلب الأميركية أن ارتفاع ضغط الدم ضمن حدود ما يصطلح علي تسميته مرحلة بداية أو ما قبل ارتفاع ضغط الدم، هو أمر يسبب ارتفاع احتمال الإصابة بجلطات القلب، إذْ حسب ما يذكر الباحثون من جامعة نيوجيرسي فإن خفض ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي يقلل بمقدار 47% من حالات الجلطات القلبية.

ضغط الدم الطبيعي بحسب التقرير السابع للجنة القومية الأميركية لضغط الدم يصنف على النحو التالي:

أولاً: ضغط الدم الطبيعي: هو ما كان أقل من 120/80.

ثانياً: بداية ارتفاع ضغط الدم: هو ما كان بين 120 ـ 139/80 ـ 89.

ثالثاً: ضغط الدم المرتفع: هو ما كان 140/90 وما فوق ذلك.

فحينما يقال: إن ضغط دم إنسان ما طبيعي يجب أن يكون الضغط الانقباضي اقل من 120، والضغط الانبساطي اقل من 80 مللي متر زئبقي. ودرجة «بداية ارتفاع ضغط الدم» في تصنيف معدلات ضغط الدم وعلاج ارتفاعه تميزه جوانب عدة تشمل التشخيص والمتابعة ومتى يبدأ الطبيب في وصف العلاج الدوائي وغيره من وسائل العلاج وكذلك اختلاف النظر إليه بحسب الأمراض المصاحبة له خاصة ظهور مضاعفات ارتفاع ضغط الدم في القلب والكلى أو وجود مرض السكري.

في مرحلة بداية ارتفاع ضغط الدم يكون الأشخاص عرضة أكثر من غيرهم لظهور ارتفاع ضغط الدم بشكل مرضي لاحقاً، وكذلك عرضة للإصابة بمضاعفات ارتفاع الضغط على وجه الخصوص. وبرغم أن الهيئات الطبية العالمية لا تلزم بدء العلاج الدوائي هنا لكل الناس فإنها تنبه على ضرورة بدء اتخاذ وسائل الوقاية ووسائل العلاج غير الدوائي، كإنقاص الوزن وممارسة الجهد البدني المنتظم والعناية بالغذاء وتقليل أسباب الضغوط النفسية وغيرها. كل هذا في سبيل منع أو تأخير ظهور ارتفاع ضغط الدم وتقليل الإصابة بالمضاعفات.

ولذا يذكر التقرير السابع أن بداية ارتفاع ضغط الدم ليست تصنيفاً مرضياً، بل هو إطار تعريفي للأشخاص الذين هم عرضة بدرجة عالية للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولذا فإن كلا من الطبيب والمريض عليه التنبه إليه، ويجب نصح المرضى بوضوح شديد لبدء ممارسة سلوكيات الحياة الصحية المعدلة لنمط حياتهم، من أجل وقف تطور ارتفاع الضغط إلى الحد المرضي أو تأخير ذلك. لكن من لديهم مرض السكري أو بدء تدهور وظائف الكلى، فإن عليهم تناول الدواء إن لم تفلح الوسائل العلاجية الأخرى في إنقاص ضغط الدم ما دون 130/80 مللي متر زئبقي. ويعاني حوالي 60 مليون شخص في الولايات المتحدة من هذا الأمر، والذي تؤكد الدراسة الحديثة أنهم عرضة للإصابة بجلطة القلب تفوق ثلاثة أضعاف الناس الآخرين، وأن هناك احتمالا أن يكون لديهم مرض في الشرايين وهم لا يعلمون بنسبة تتجاوز 70% مقارنة أيضاً بغيرهم من الناس ذوي الضغط الطبيعي. وهذه الدراسة تصرح علانية بأن ممارسة نمط الحياة الصحية كالرياضة وإنقاص الوزن ربما لا تكفي بل يجب بدء العلاج الدوائي، والمتوقع أن يتم قريباً. هذا مع ملاحظة الإختلافات بين طب أميركا الشمالية الذي يتوخى الحذر دوماً مقارنة بالطب في أوروبا الذي لا يذكر حتى في إصداراته الأخيرة أن هناك درجة تدعى بداية ارتفاع ضغط الدم.